« مواصلات الإمارات »: المشرفات مســـؤولات عن سلامة الأطفال ويجب احترامهن

مشرفات حافلات مدرسية يشكون ســوء المعاملة

مشرفات الحافلات المدرسية يحافظن على سلامة الطلبة أثناء انتقالهم بين البيت والمدرسة. الإمارات اليوم

شكت مشرفات حافلات مدرسية سوء المعاملة التي يتعرضن لها بصورة مستمرة من ذوي طلبة خصوصاً أمهات الأطفال، لافتات إلى أن بعض الأسر تعتقد أن مسؤولية المشرفة تتعدى تأمين سلامة الأطفال عند ركوبهم الحافلة بشكل آمن.

وقلن إن ذوي أطفال يطالبونهن بحمل الحقيبة المدرسية من داخل المنازل واصطحاب الطفل إلى الحافلة وفعل الشيء نفسه عند العودة في نهاية الدوام المدرسي، مشيرات إلى أن بعض ذوي الطلبة يخلطون بين واجبات الخادمة ومشرفة الحافلة، ولا يتوانون عن سب وأحياناً ضرب المشرفة إن لم تمتثل لما يريدون، مطالبات باتخاذ إجراءات لحمايتهن من الإساءة وعدم الاحترام، حتى لا يُحرم الأطفال من جهودهن الهادفة إلى تأمين سلامتهم.

من جانبه، قال مدير فرع مواصلات الإمارات في رأس الخيمة عبيد راشد البريكي، إن «المشرفات يتولين تأمين سلامة الطلبة خلال الرحلة بين البيت ومؤسساتهمأ التعليمية، وبفضلهن باتت عمليات تنقل الأطفال بين البيت والمدرسة تبعث على الطمأنينة، موضحاً أن مهمة المشرفة تبدأ بتسلّم الأطفال من نقاط التجمع، ثمأ مساعدتهم على ركوب الحافلة ومتابعتهم حتى جلوسهم على المقاعد المخصصة لهم، وأيضاً منعهم من ممارسة الشغب داخل الحافلة، لكن مهمة المشرفة تستدعي أحياناً قيامها بالمساعدة على حمل الحقيبة المدرسية اذا بدا أنها تُشكل عائقاً أمام صعود الطفل الى الحافلة، وليس حملها من داخل المنزل، اضافة إلى عدم السماح للأطفال بالمرور من أمام الحافلة».

وتفصيلاً، قالت مشرفة حافلة مدرسية (مها.ح) إن «مشرفات الحافلات المدرسية يتم توظيفهن وفق شروط تعطي الأفضلية لحملة الشهادات الجامعية، ومن لديهن القدرة على التعامل مع الأطفال، وواجبات مهنتهن تفرض عليهن أحياناً الصعود والنزول من الحافلة بصحبة الأطفال أكثر من 40 مرة في اليوم الواحد، وبدلاً من تلقي الشكر من ذوي الأطفال يتلقين التوبيخ لعدم حمل الطفل وحقيبته، مشيرة إلى أن المشرفة لها حقوق يجب احترامها حتى تستمر في وظيفتها».

وذكرت مشرفة أخرى (مريم.س) أن «أمهات الأطفال وبعض الآباء يتعاملون مع المشرفات بنظرة دونية، وبعض الأمهات ينادين على المشرفة بكلمة (بشكارة) وبعض الأمهات يتعاملن مع مشرفات الحافلات المدرسية بقسوة وعدم احترامأ ولا يقبلن بغير الطاعة والامتثال لكل ما يصدر عنهن من أوامر، وإذا أبدت المشرفة اعتراضاً على أوامر أمهات أطفال تنال من الإساءة ما يندى له الجبين».

ولفتت إلى أنها رفضت دخول أحد المنازل لتسلّم الطفل من الداخل، وتلقت سيلاً من الإهانات والسباب، مطالبة بضرورة توعية الأمهات بأن المشرفة ليست خادمة، إنما موظفة تحمل درجة البكالوريوس.

وأكدت المشرفة (منى.م) أنها تلاقي صعوبات عدة أثناء تأدية مهام عملها، موضحة أنها تتعرض لمواقف مزعجة بصورة مستمرة أثناء عملها، من أمهات أطفال وأحياناً من خادمات، متابعة «فوجئت ذات يوم أثناء انتظار الحافلة لتسلّم طفلة، بخروج خادمة إثيوبية تطلب مني الدخول إلى البيت لحمل الحقيبة المدرسية وحينما رفضت جاءتني أم الطفلة لتسمعني كلاماً غير مقبول، فاشتطت غضباً وعقدت العزم على تقديم استقالتي، لكن الظروف الأسرية القاسية التي أرزح تحتها وقفت حائلاً دون رغبتي».

وترى مشرفة حافلة مدرسية تُدعى (ر.ف) أن المعالجة الناجعة للمشكلة تتطلب تنفيذ حملات توعية تطال جميع ذوي الطلبة، خصوصاً الأمهات لتعريفهم بالمهام المسندة للمشرفات.

من جانبه، قال مدير فرع مواصلات الإمارات في رأس الخيمة عبيد راشد البريكي «لدينا 207 مشرفات، ودورهن مهم في تأمين سلامة الأطفال خلال رحلتهم بين البيت ومؤسساتهم التعليمية»، مشيراً الى النجاحات التي تحققت منذ تطبيق نظام المشرفات قبل عامين، إذ وفر هذا النظام السلامة لجميع الأطفال الذين يدرسون في مرحلة الروضة، وكذلك الابتدائية بدءاً من الأول وحتى الصف الخامس.

وأوضح أن مهمة المشرفة تبدأ بتسلّم الأطفال من نقاط تجمع طلبة وطالبات المدارس، ثم مساعدتهم على ركوب الحافلة وحتى جلوسهم على مقاعدهم. لافتاً إلى أنه ربما يستدعي الأمر مساعدة المشرفة الطفل في حمل الحقيبة المدرسية اذا كانت تُشكل عائقاً أمام صعود الطفل للحافلة، وليس حملها من داخل المنزل، اضافة إلى عدم السماح للأطفال بالمرور من أمام الحافلة.

وأشار البريكي إلى أن «مشرفات الحافلات المدرسية يتم قبولهن لشغل تلكأ الوظيفة بعد التأكد من تمتعهن بعديد من المزايا وإعطاء الأفضلية للحاصلات على مؤهل جامعي، ومن لديهن القدرة على التعامل مع الأطفال».

وأكد أن الشكاوى التي ترد إلى إدارة فرع مواصلات الإمارات سواء من المشرفات أو ذوي طلبة تتركز على مشكلة صعود الأطفال الحافـلات ونزولهـم منها، متابعـاً أن «المراقبين يتولون مراقبـة مدى حرص المشرفة عـلى تنفيذ واجبات وظيفتـها». موضحاً أن المشرفة عليها التأكد من صعود جميع الأطفال إلى الحافلة وفي حال تأخر أحد الأطفال، فإن المشرفة ينبغي عليها إبلاغ إدارة المدرسة بذلك.

وطالب البريكي بـ«ضرورة التواصل وتبادل الاحترام بين مشرفات الحافلات المدرسية وأسر الأطفال، لأن ذلك يعزز الجهود المبذولة لتحقيق سلامة الأطفال أثناء انتقالهم بين البيت والمدرسة».

تويتر