وصفوا القرار بــ «التعجيزي».. والإدارة تؤكد أن الزيادة حوافز للهيئة التدريسية

طلبة في جامعة الشارقة يشكـــون زيادة « رسوم الصيف» بنسبة 100٪

طلاب حاولوا التواصل مع الإدارة لمعرفة أسباب الزيادة لكن من دون جدوى. تصوير: مصطفى قاسمي

وصف طلاب يدرسون في كليات جامعة الشارقة، قرار رفع أسعار رسوم المساقات الدراسية في فصل الصيف المقبل، بأنه «تعجيزي»، مشيرين إلى أن هذه الزيادة تبلغ 100٪، وفق كتيب الجامعة، ما يحرمهم إكمال تعليمهم، وتالياً يهدد مستقبلهم الدراسي، مضيفين أن الإدارة لم تبلغهم رسمياً بهذه الزيادة، إلا أن موظفي الإدارة المالية أكدوا لهم أنه سيبدأ تطبيقها عند تسجيلهم لمساقات فصل الصيف.

وتساءل الطلبة الحاصلون على منح دراسية من جهات حكومية وخاصة عن كيفية تعامل تلك الجهة مع الزيادة المفروضة ابتداءً من فصل الصيف، وما إذا كان سيتم صرف المبالغ الجديدة أم ستتخذ تلك الجهات إجراءات جديدة من ناحية الصرف، مضيفين أن تلك المنح تشمل الرسوم الدراسية والكتب وتكاليف السكن الداخلي، وأنهم لا يستطيعون الاستغناء عنها.

في المقابل، قال رئيس الحسابات ومدير المالية بالوكالة في جامعة الشارقة جهاد حافظ، إن «قرار رفع أسعار الساعات الدراسية ابتداءً من الفصل الصيفي 2011-،2012 جاء بعد دراسة أعدتها الإدارة المالية، وتم عرضها على لجنة مختصة ووافقت عليها»، مشيراً إلى أن الزيادة فرضت لتكون حوافز تشجيعية للهيئة التدريسية للعمل في فصل الصيف.

خفض المنحة

أبلغت طالبة تتلقى منحة من جهة حكومية ، أن هذه الجهة قررت خفض قيمة المنحة بنسبة 50٪، بعدما زادت الجامعة قيمة الرسوم، ولم يتسنَ لـ(الإمارات اليوم) التأكد من صحة هذه المعلومات.

وقالت طالبة في السنة الثالثة في كلية الاتصال تدعى (ب.هـ): «في السابق كنت أدرس مادتين في الفصل الصيفي مقابل 6000 درهم، ولكن بعد الزيادة الجديدة سأدفع 11 ألف درهم».

وتابعت: «أحتاج إلى 38 ساعة للتخرج، وحالياً أنا متخوفة من عدم قدرة والدي على سداد الرسوم الجديدة، وفي حال قررت الانسحاب فإني سأبدأ بإجراءات سحب أوراقي من الجامعة في بداية السنة الجديدة والتي ستكون سنة تخرجي».

 طلاب المنح

قالت رئيسة قسم الإيرادات عبير كمال، إنه لا يوجد أي اتفاق بين الجامعة والجهات المانحة على دفع سعر محدد لطلاب المنح، لأن رفع أسعار الرسوم بنسبة 5٪ سنوياً من سياسة الجامعة، مشيرة إلى أن 40٪ من طلبة جامعة الشارقة حاصلون على منح، وأن 20٪ منهم حصلوا عليها من هيئة كهرباء ومياه الشارقة.

فيما أفادت رئيسة قسم الإيرادات في جامعة الشارقة عبير كمال، بأن الجامعة لم تبلغ الجهات المانحة التي تقدر بنحو 80 جهة حكومية وخاصة، إضافة إلى جهات من دول مجلس التعاون، بقرار رفع أسعار ساعات الرسوم الدراسية لفصل الصيف، لذا فإننا لم نتلق أي استجابة أو اعتراض على الأسعار الجديدة.

كتيب الجامعة

وتفصيلاً، قالت (ر.و) طالبة مواطنة في السنة الثانية في كلية الاتصال، إنها فوجئت برفع أسعار ساعات الصيف الدراسية، بنسبة 100٪، وفق ما جاء في كتيب الجامعة، موضحة أنها كانت تدفع في الصيف الماضي 900 درهم لكل ساعة، ولكن حسب اللوائح الجديدة الصادرة من إدارة الجامعة ستصل قيمة الساعة إلى 1790 درهماً، علماً بأن المادة الواحدة تدرس خلال ثلاث ساعات، وعند استفساري من موظفة قسم المالية أخبرتني بأن القرار لم يطبق حتى الآن، وإذا كان لدي أي اعتراض أتوجه إلى الإدارة لتقديم شكوى.

وأشارت إلى أنها حاصلة على منحة دراسية من هيئة كهرباء ومياه الشارقة، إذ تغطي منحتها رسوم الدراسة والكتب، وأنها متخوفة من أن يتم توقيف المنحة في ظل ارتفاع أسعار الرسوم الدراسية المستمر في الجامعة.

خفض الرسوم

تابعت: لكن إدارة الجامعة طمأنتها وأكدت لها أن الهيئة مستمرة في التكفل بدراستها الجامعية، لافتة إلى أنها يتيمة الأب وظروفها المالية لن تساعدها على تحمل الزيادة، مطالبة إدارة الجامعة بخفض الرسوم ومراجعة قراراتها المالية حتى لا يضطر الطلبة للتسجيل في جامعات تكون تكاليف دراستها معقولة.

وأفادت زميلتها (أم نور) وهي طالبة حاصلة على منحة دراسية من هيئة كهرباء ومياه الشارقة، وتدرس في السنة الثالثة في الكلية نفسها، بأنها علمت بالزيادة عن طريق كتيب الجامعة، وأن الإدارة لم تبلغ الطلبة رسمياً بأن هناك زيادة 100٪ لساعات الصيف الدراسية ابتداء من فصل الصيف المقبل.

وأضافت: أخشى أنا وزميلاتي الحاصلات على منح دراسية من جهات أخرى أن يتم التخلي عنا، أو تحميل الطالب جزءاً من تكاليف الدراسة، مشيرة إلى أنها «أكملت ثلاث سنوات في الجامعة، وكنت أدفع مقابل الساعة الواحدة في فصل صيف 900 درهم ولكن في الصيف المقبل سأدفع 1790درهماً».

وتابعت (أم نور): حاولت التواصل مع الإدارة المالية لتعريف الطلبة بسبب هذه الزيادة الكبيرة، ولكن لم أجد أي توضيح، لافتة إلى أنها «مواطنة من ذوي الدخل المحدود وأن المعيل الوحيد للأسرة هو والدها، وأنه في حال توقف صرف المنحة فإنها ستواجه مشكلات تهدد مستقبلها الدراسي، خصوصها أنها ستتخرج في السنة المقبلة، ولن تستطيع إكمال تعليمها الجامعي في حال توقف صرف المنحة لها، إضافة إلى صعوبة التسجيل في جامعة أخرى من ناحية معادلة المواد التي تم دراستها.

ووصفت الطالبة هنادي، في السنة الثانية وتدرس بكلية الاتصال، خبر زيادة سعر الساعات بـ«الصادم»، مؤكدة أن زميلاتها اللاتي يدرسن على حسابهن الخاص قد ينسحبن من الجامعة بداية السنة الجديدة، موضحة أن الزيادة السنوية في أسعار نفقات الدراسة تراوح بين 3 و5٪، ومن الممكن دفعها، وفي حال طبق قرار رفع ساعات فصل الصيف بنسبة 100٪ فإنهن سيواجهن صعوبة في سدادها.

مخاوف طلاب

أضافت: «حصلت على منحة من جهة حكومية في الشارقة، ولكن لدي مخاوف من احتمال تخلي جهتي عن التكفل بمصروفات دراستي الجامعية، إذ لم تخبرنا الجامعة أو جهاتنا المانحة باستمرار صرف المنح كالمعتاد أم سنتحمل دفع جزء من الزيادة الجديدة»، مطالبة الإدارة المالية في جامعة الشارقة بتعديل القوانين المالية ومراعاة ظروف الطلاب. أما الطالبة فاطمة الحاصلة على منحة دراسية من «كهرباء ومياه الشارقة»، فقالت إن زميلاتها في كلية الاتصال والكليات الأخرى متخوفات من الزيادة، خصوصاً أنها تصل إلى 100٪، كما أنها مضطرة إلى الدراسة في فصل الصيف لتقليل عدد الساعات الدراسية المتبقية عليها.

صرف المنح

وأضافت أنها تتمنى من الجهات المانحة ألا تتخلى عن صرف المنح للطلبة، مطالبة الإدارة المالية في الجامعة بتوضيح أسباب فرض الزيادة الجديدة. وذكرت الطالبة (هـ.و) التي تدرس في السنة الثالثة بكلية الآداب والعلوم، أنها تأكدت عن طريق موظفة في الإدارة المالية أن رسوم أسعار ساعات الفصل الصيفي سترتفع من 600 درهم إلى 1275 درهماً، وسيبدأ تطبيق القانون ابتداءً من صيف السنة الجديدة. وأضافت أنها حاصلة على منحة من الديوان ولكنها لم تتواصل مع الجهة المانحة لمعرفة كيفية صرف الزيادة، إذ لم تتواصل مع المسؤولين في الإدارة المالية في الجامعة، وأنها متخوفة من عدم جدوى الحصول على رد، مؤكدة أنها تتلقى 3000 درهم شهرياً من معاش والدها المتوفى. وقررت الطالبة (أم يوسف) التي تدرس في السنة الثانية بكلية العلوم الطبية، الانسحاب من الجامعة والالتحاق بجامعة ذات رسوم تتناسب مع مستواها المالي، مشيرة إلى أنها قضت سنة كاملة بمساق اللغة الإنجليزية، إضافة لسنتين في تخصصها الحالي وهو التقنيات الحيوية، ووصفت الزيادة بأنها تعجيزية، إذ تم رفع السعر من 950 درهماً للساعة إلى 1590 درهماً، مؤكدة أن الجامعة أصبحت تجارية بحتة، وفق قولها. وأوضح رئيس الحسابات ومدير المالية بالوكالة، جهاد حافظ، أنه على الرغم من رفع أسعار الرسوم الدراسية سنوياً، وتلقي الجامعة دعماً سنوياً من حكومة الشارقة يقدر بنحو خمسة ملايين إلى 15 مليون درهم، فإن الجامعة لا تغطي مصروفاتها.

تويتر