حملات تقرّ بـ 40٪ زيادة.. و«الأوقاف» تؤكد عدم تدخلها في التسعير

مواطنون ووافدون يشكون ارتفـاع أسعار الحج

الإقبال على أداء فريضة الحج لم يتأثر بارتفاع الأسعار. ا.ف.ب ــ أرشيفية

شكا مواطنون ووافدون من ارتفاع أسعار الحج هذا العام، مقارنة بأسعار العام الماضي، مطالبين بتدخل هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف لتحجيم الارتفاع العشوائي لأسعار الحج سنوياً، وفي المقابل أقر أصحاب حملات حج في الدولة بارتفاع أسعار الحج العام الجاري بنسبة تراوح بين 30 و40٪، على الرغم من تداعيات الأزمة الاقتصادية، ومن جهتها أكدت «هيئة الأوقاف» أن عمليات تسعير رحلات الحج تخضع للعرض والطلب، لافتة إلى أن كل حاج أو معتمر يختار الحملة المناسبة لإمكاناته المالية.

وتفصيلاً، قال أحد الراغبين في أداء فريضة الحج، محمد فاضل، إن أسعار رحلات الحج ارتفعت بنسبة تخطت 35٪ قياساً بالعام الماضي، خصوصاً الحج الشامل والسريع، لافتاً إلى مواصلة بحثه عن أسعار أقل تمكنه من أداء فريضة الحج هذا العام.

وذكر حمد المزروعي أن فوجئ بارتفاع أسعار الحج هذا العام بصورة مبالغ فيها من دون سبب منطقي، مطالباً بتدخل هيئة الأوقاف للسيطرة على أسعار حملات الحج والعمرة، لافتاً إلى ضرورة وضع مؤشر سعري ملزم للجميع على غرار تصنيف الهيئة لحملات الحج إلى فئات.

واعتبر مسعود العامري أن سوق الحج تتعرض إلى فوضى في تحديد الأسعار، وأصحاب الحملات يرفعون الأسعار وفق هواهم، لافتاً إلى عدم وجود جهات رقابية تتحكم في ضبط إيقاع أسعار الحج وعدم تركها وفق هوى الشركات. مؤكداً أن العقود المبرمة بين الحجاج والشركات تحتاج إلى مزيد من الرقابة والتدقيق لأن معظمها لا ينفذ على أرض الواقع.

وأكدت مكاتب حج وعمرة، ارتفاع أسعار الحج هذا العام مقارنة بأسعار العام الماضي، وأقر سالم المسكري من حملة المسكري للحج والعمرة، بارتفاع الأسعار بنحو 30٪، معتبراً أن الأزمة الاقتصادية ألقت بظلالها على كل شيء إلا الراغبين في أداء مناسك الحج.

وقال المسكري إن الأسعار تحكمها الخدمات المقدمة وقرب وبعد الفنادق ومواقع سكن الحجاج للحرمين المكي والنبوي، لافتاً إلى أن الحج الشامل جواً في الشقق السكنية بلغ هذا العام 15 الف درهم للفرد مقارنة بـ12 الف العام الماضي، بينما بلغ سعر الحج السريع للخدمات نفسها 14 الف درهم.

وأفاد بأن حج الالتحاق للعام الجاري بـ5000 درهم، كما يصل سعر حج البدل إلى 2500 درهم.

وذكر كمال حسن من حملة التيسير في أبوظبي، أن سعر الحج الشامل لخدمات أربعة نجوم في الفنادق بلغ 37 ألف درهم هذا العام، في حين تراوح سعره العام الماضي بين 22 و25 ألف درهم، مضيفاً أن حج الالتحاق للمواطنين فقط راوح سعره بين 4000 و6000 درهم، موضحاً أن وصول المواطن إلى الأراضي المقدسة كل حسب طريقته جواً أو براً ثم التحاقه بحملة حج في السعودية.

وطالب محمود خميس من حملة الأنوار للحج والعمرة، بضرورة تأكد الحاج من إدراج الطلبات الخاصة والإضافية ضمن بنود العقد، لافتاً إلى أن إقرارها شفهياً لا يعد ممسكاً على الحملة أمام هيئة الأوقاف حالة وقوع الخطأ.

وأوضح أن الهيئة تفرض شروطاً تلتزم بها جميع الحملات، لكنّ عدداً قليلاً منها يتجنب إدراج الطلبات الإضافية ضمن بنود العقد ويفضل إقرارها شفهياً تجنباً للمساءلة.

ورأى فاروق صالح من حملة النيادي للحج والعمرة، أن زيادة الأسعار هذا العام بنسبة 30 إلى 40٪ مقارنة بأسعار العام الماضي، تعود إلى زيادة أسعار الخيام التي وصلت إلى 45 ألف درهم للخيمة الواحدة في مكة، مقارنة بسعرها العام الماضي 35 ألف درهم، وزيادة سعر السرير من 4000 درهم إلى 8000 درهم.

وقال إن «الحملة تحرص على توفير خيام إضافية لإقامة حمامات خاصة ومواقع طعام لراحة الحجاج»، لافتاً إلى أن الحج الشامل راوح سعره بين 27 ألف درهم و37 ألفاً في حين لم يتخط 20 ألف درهم العام الماضي، مؤكداً تزايد إقبال المواطنين والوافدين بنسبة تزيد على 50٪ على الرغم من ارتفاع الأسعار.

وتابع أن «حملتي مصنفة فئة ثانية وحصتها من الحجاج 28 مواطناً وثمانية وافدين واثنان إداريان، وجميعها شبه محجوزة».

ومن جانبه، قال المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف، رئيس بعثة الحج الرسمية محمد عبيد المزروعي إن «الهيئة لا تتدخل في تحديد أسعار الحج»، مؤكداً أن عمليات تسعير رحلات الحج تخضع للعرض والطلب، مشيراً إلى أن شكاوى الحجاج تقدم إلى إدارة الحج أو البعثة الرسمية وتوجد فيها لجنة خاصة للتحقيق والدراسة.

وأفاد بأن الهيئة تتولى الإشراف على تنظيم عملية الحج، لافتاً إلى أن مخالفات حملات الحج تكاد تكون معدومة ولا يوجد سحب لأية رخصة، لافتاً إلى أن الهيئة تركز في إجراءاتها الاحترازية على تجنب المخالفة مع حث الحملات على الالتزام بتطبيق نظام وشروط مهنة الحج الواردة في العقد المعد من قبل إدارة الحج والعمرة في الهيئة.

4 فئات

قال رئيس بعثة الحج الرسمية محمد عبيد المزروعي، إن عدد مقاولي الحج والعمرة المسجل لدى الهيئة يبلغ 214 مقاولاً، منقسمين إلى أربع فئات «خاصة وأولى وثانية وثالثة» ولكل منهم حصته من أعداد الحجاج حسب تصنيفهم.

وأفاد بأن كل حملة تتواصل مع مكاتب الهيئة في كل إمارة لمعرفة التعليمات الواجب الالتزام بها، مشيراً إلى أن حملات العمرة والحج لجميع الشركات نفذت على مدار العام الماضي من دون التقيد بإجراءات تعيق حرية حركتها.

وقال بعد انتهاء عمرة رمضان حرصنا على عقد لقاءات مع مقاولي الحج والعمرة لتوضيح الاشتراطات الواجب توافرها في حملة هذا العام.

وذكر أن العدد المسموح للحجـاج الإماراتيـين، المقرر من قبـل السلـطات السعودية 6500 حاج، منهم 1000 حاج وافد».

وأكد أن الحملات المستبعدة لا يسمح لها بمزاولة العمل إلا بعد ثلاث سنوات وتقديم طلب لإعادة منحها رخصة جديدة، ويعرض الطلب على اللجنة العليا للحج والعمرة للنظر حسب القوانين والأنظمة المعمول بها.

وأفاد بأن نسبة توزيع الحجاج على الحملات تتم وفق عدد المقرر رسمياً والمسموح به من قبل السلطات السعودية، موضحا أن توزيع الأعداد يأتي نسبياً وحسب فئة الحملة، والحصص المقررة في نظام التوزيع.

وأشار المزروعي إلى استبيانات توزعها الهيئة على الحجاج والمعتمرين أثناء وجودهم في الأراضي المقدسة لمعرفة مدى رضاهم عن الخدمات التي تقدمها الحملات، إضافة الى زيارات مفاجئة تقوم بها البعثة الرسمية للمواقع للاطلاع المباشر على خدمات الحج، كاشفاً عن دراسة تعدها هيئة الأوقاف لإعلام الحجاج بجميع التفاصيل والالتزامات من خلال الموقع الإلكتروني للهيئة.

وأوضح أن أحكام الحج تدخل في إطار الفتاوي، ويجيب عنها متخصصون من خلال الموقع الالكتروني للهيئة، ويطلع عليه الحجاج بشكل دوري ودائم، كما تتولى إدارة البحوث طبع كتاب «أحكام الحج والعمرة»، والأذكار والأدعية والفتاوى الأكثر أهمية للحجاج.

تويتر