أكدوا أن أصحابها يفصلون الكهرباء عنها ليلاً.. وبلدية الشارقة تكثف حملات التفتيش

مستهلكون يخشـون الشراء مـن بقالات خلال «رمضان»

معظم البقالات الصغيرة تلجأ إلى فصل الكهرباء عن الثلاجات طوال الليل. تصوير: تشاندرا بالان

أعرب مستهلكون في الشارقة عن مخاوفهم من شراء مواد غذائية من بقالات ومحال سوبر ماركت، جراء فصل أصحابها التيار الكهربائي عن الثلاجات التي تحتوي الحليب ومشتقاته واللحوم، خصوصاً في شهر رمضان، لافتين إلى أن أصحاب بقالات يعتمدون على بيع المنتجات الغذائية بشكل أكبر خلال الشهر الفضيل، ما يجعلهم يفصلون التيار الكهربائي عن الثلاجات من أجل توفير رسوم الكهرباء، ما يؤدي إلى الإضرار بصحتهم، خصوصاً الأطفال، متسائلين عن دور الجهات المختصة في مراقبة التيار الكهربائي، لضمان عدم فصله عن الثلاجات في المحال، لافتين إلى أن مثل هذا التصرف يسهم في إفساد الأطعمة التي تحتاج إلى تبريد مستمر.

فيما نفى أصحاب بقالات ومحال القيام بمثل هذا التصرف، مؤكدين أن «البلدية تنفذ حملات مستمرة ومفاجئة، وأن اللجوء إلى هذا الأسلوب يعرضهم للخسارة والغرامة»، مضيفين أن فصل الكهرباء يتسبب في الاساءة إلى سمعتهم من قبل الزبائن، إضافة إلى الإضرار بصحة المستهلكين.

في المقابل قال مسؤول في بلدية الشارقة رفض ذكر إسمه لـ«الإمارات اليوم»، إنه «تم توجيه قسم الصحة العامة لإعداد برنامج عمل مكثف لحملات التفتيش والمراقبة خلال شهر رمضان»، لحرص البلدية على سلامة الجمهور، والتأكد من خلو الأسواق من المواد الضارة، وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي، مؤكداً أن «البلدية لديها أسس وقواعد في ما يتعلق بالمخالفات والغرامات المفروضة على المحال المخالفة، بحيث تتناسب الغرامة مع طبيعة المخالفة، وأن البلدية لن تتهاون مع المخالفين الذين يتلاعبون ويتحايلون على المستهلكين بهدف الربح.

وأوضح المصدر أن «البلدية تكثف من إجراءاتها الوقائية لحفظ السلع الغذائية، وحمايتها من التلف خلال الشهر الفضيل، وركزت على زياراتها التفتيشية للبقالات ومحال السوبر ماركت، إضافة إلى المطاعم ومحال تجهيز المأكولات، وتشرف على تعقيم الوجبات الجاهزة والخضراوات والسلطات والفواكه وغيرها من المأكولات في إطار سعيها للحفاظ على صحة المستهلكين».

وفي التفاصيل، ذكر أحد المستهلكين ويدعى (أبوأحمد)، «غالباً ما أشتري احتياجاتي من المراكز التجارية أو الجمعيات التي تفتح أبوابها على مدار الساعة، وتكون الثلاجات في حال تشغيل دائم، ولا يكلفني الأمر إلا الانتباه لتاريخ الإنتاج، لكن هذا لا يمنع من أنني في بعض الأحيان، خصوصاً في أيام شهر رمضان الفضيل، أضطر الى شراء بعض الحاجات من البقالة المجاورة للسكن، وعندها أكتشف أنهم يفصلون الكهرباء عن الثلاجات على الأقل عندما يغلقون البقالة في آخر الليل»، مؤكداً أن «أحدهم اعترف بأنه يفصل التيار الكهربائي عن الثلاجات في الليل، إذ إن معظم المنتجات الغذائية مثل الألبان ومشتقاتها تكون نفدت ولم يتبق منها سوى كميات بسيطة».

وأيده (محمد.أ)، قائلاً: «اعتقد أن معظم البقالات الصغيرة تلجأ إلى فصل الكهرباء عن الثلاجات طوال الليل، خصوصاً في شهر رمضان، لأن جميع منتجات الألبان تنفد بكميات كبيرة، لكنهم ينتهجون النهج نفسه أحياناً على مدار العام بالكامل، إذ لا رقابة حقيقية في أثناء الليل، وكثيراً ما يكون زبون الليل مستعجلاً فلا ينتبه للأمر»، مطالباً بتشديد الرقابة وحملات التفتيش والمتابعة من قبل البلدية، إضافة إلى توعية الزبائن.

وذكر أيمن مصطفى، «توجد بقالة في البناية التي أقطنها، وأشعر في بعض الأحيان، خصوصاً في أثناء تناول وجبة السحور، أن الحليب غير مبرد كما يجب، وعندما أسأل صاحب المحل، لا يجيب بصراحة، وذات مرة هددته بإبلاغ البلدية، فاعترف أنه في بعض أيام الشهر الفضيل يضطر الى فصل التيار الكهربائي عن الثلاجات، إذ لا تكون فيها بضاعة كثيرة،

من جانبه قال صاحب بقالة، يدعى محمد جمال الدين: «كانت قيمة فاتورة الكهرباء تراوح بين ،700 و900 درهم شهرياً، أما الآن فتتجاوز 1500 درهم، ومع ذلك نحرص على أن لا نفصل الكهرباء عن الثلاجات، لأن في ذلك عقوبة باهظة، خصوصاً ان حملات التفتيش من قبل البلدية مستمرة وكثيرة وتتم فجأة، كما أننا نخسر زبائننا في مثل هذه الحالة، إذ إن الخسارة المترتبة على فاتورة الكهرباء، حتى لو تضاعفت قيمتها، أرحم لنا من خسارة الزبائن أو التعرض لعقوبات وغرامات من قبل البلدية».

وأضاف جمال الدين أن «مشكلة ارتفاع فاتورة الكهرباء تجعل المرء يفكر في البحث عن أي وسيلة من أجل التوفير في الكهرباء».

وأفاد عامل في بقالة، يدعى محمد رمزان، «لا نفصل التيار الكهربائي عن الثلاجات حتى عندما نغلق المحل في أوقات الليل المتأخرة التي لا تتجاوز خمس ساعات حتى الصباح، إذ يستمر العمل في البقالة حتى الواحدة صباحاً، ونعود الى الدوام في البقالة في السادسة صباحاً، وحتى في أيام شهر رمضان (أحياناً نغلق المحل في الـ11 مساءً)، لا نفصل التيار الكهربائي عن البرادات، لأننا نخشى حملات التفتيش التي يترتب عليها خسارة كبيرة في حال وجود أي مخالفة»، لافتاً إلى أن «الثلاجات طوال الوقت تبقى تعمل على مدار الساعة، على الرغم من التكلفة الباهظة لفاتورة الكهرباء التي تضاعفت في الفترة الأخيرة».

وأوضح المسؤول في بلدية الشارقة، أنها أكملت الترتيبات اللازمة لتكثيف الحملات الخاصة بمراقبة الأسواق والمحال التجارية والمؤسسات العاملة في مجال توزيع وبيع المواد الغذائية والخضراوات والفواكه واللحوم والمطاعم وغيرها خلال الشهر الفضيل»، مشدداً على أن مفتشي الصحة العامة إذا ضبطوا أي محل يخالف هذه التعليمات ينذرونه ويخالفونه في حال التكرار. وأضاف انه إذا تم اكتشاف أي خلل في نظام التبريد في محال البقالة أو السوبر ماركت، التي تتعامل في بيع وشراء الأغذية، كأن يقوم المحل بوقف تشغيل المكيف كلياً أو جزئياً بحيث يؤدي ذلك إلى التأثير في جودة السلع الغذائية الموجودة، توقع البلدية غرامات مناسبة على صاحب المحل، وذلك لا يمنع محال صغيرة، من وقف أجهزة التكييف أثناء الليل بهدف الاقتصاد في استهلاك الكهرباء لخفض المصروفات، الأمر الذي يؤثر في الأغذية المعروضة خارج الثلاجة ويعجل من تلفها، وإذا ظهرت عليها علامات التلف تتم مصادرتها في الحال، لافتاً إلى أن صاحب المحل يتكبد الخسارة المالية إضافة إلى الإساءة لسمعته.

ولفت إلى خطورة قطع بعض المحال التيار الكهربائي عن الثلاجات أثناء الليل، الأمر الذي يؤدي إلى إزالة الثلوج عن الأغذية المجمدة مثل اللحوم والدواجن ويتلفها، وفق وصفه، إذ يزيد نشاط البكتريا في هذه الحالة أضعافاً مضاعفة، ما يعرض كل من يتناولها للتسمم، مؤكداً أن «مفتشي الأغذية بخبراتهم يكتشفون ذلك ويصادرون مثل هذه الأنواع من الأغذية»«.

وأكد المسؤول أن «مفتشي الصحة في بلدية الشارقة ينفذون حملات تفتيشية فجأة على الأسواق والمطاعم خلال شهر رمضان، للتأكد من التزامها بالمتطلبات الصحية واتباع القوانين، وكذا التزامها بما تفرضه البلدية من أوامر محلية، وعدم الإخلال بما يتطلب الانضباط في هذا الصدد».

تويتر