‏‏«أبوظبي للتعليم» يؤكد أنها مُلزَمة بتدريس 175 يوماً خلال السنة الدراسية

‏آباء يشكون تعدّد إجازات المدارس الخاصـة وتكدّس المناهج‏

معلّمو المدرسة يعملون على تعويض الإجازات من خلال الإسراع في إنهاء المناهج في أقصر وقت ممكن. تصوير: باتريك كاستيلو

‏شكا آباء طلبة في مدارس خاصة في أبوظبي من تعدد إجازات في تلك المدارس، ما يكدس المناهج على الطلاب ويؤدي إلى إرباكهم وإرهاقهم بعد عودتهم من تلك الإجازات، موضحين أن «بعض المدارس منحت أخيراً الطلاب وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية إجازة لمدة 10 أيام تبدأ من الأول حتى الـ10 من أبريل الجاري، ما سيؤثر سلباً في مستوى الطلاب، كما أنها تضيق الوقت المخصص للدراسة، وتالياً تكثيف المناهج خلال وقت قصير».

وأكدوا أن الإجازات التي تحصل عليها المدارس الخاصة، مرتبطة بمناسبات تابعة للمدارس الأم في الدول الأجنبية وليس لها علاقة بالإجازات الرسمية المعتمدة داخل الدولة من قبل وزارة التربية والتعليم»، مطالبين بتدخّل مجلس أبوظبي للتعليم لإلزامها بعدم منح إجازات غير معتمدة للطلاب والمدرسين، وإيجاد آلية تنظم سير العمل في تلك المدارس، شارحين «عندما ندرس في الدول الأجنبية نلتزم بإجازاتها هي وليس بإجازاتنا نحن».

وفي المقابل أكد مسؤول في إدارة التعليم الخاص في مجلس أبوظبي للتعليم لـ«الإمارات اليوم»، فضل عدم نشر اسمه، أن «المجلس يلزم المدارس الخاصة بتدريس عدد ساعات دراسية معين، حيث لا يقل عدد الأيام الدراسية في أي مدرسة عن 175 يوماً دراسياً خلال السنة الدراسية، وتالياً للمدارس الخاصة الحرية في جدولة نظامها الدراسي بالطريقة المناسبة لها بشرط ألا يقل عدد أيام التدريس عن المدة المتفق عليها».

‏أنظمة عالمية

قال مسؤول في إدارة التعليم الخاص في مجلس أبوظبي للتعليم، إن المدارس الخاصة تتبع أنظمة عالمية وأوروبية مختلفة في تسيير نظامها الدراسي، لذلك فإنها تعطي الطلاب الإجازات بحسب النظام المتبع فيها وتتم جدولة الإجازات منذ بداية العام الدراسي وهي مدروسة وليست مفاجئة.

وأضاف أنه عندما يسجل أب ابنه في مدرسة خاصة فإن إدارة المدرسة تطلعه بالتفاصيل المتعلقة بنظام الدوام الرسمي والإجازات وموعدها خلال العام الدراسي، لذا فإن الآباء يكونون على علم بمثل هذه الإجازات.‏

 وقالت أمل إسماعيل، والدة طالب في إحدى المدارس البريطانية في أبوظبي إن ابنها متضرّر من الإجازات الدراسية المتعددة التي تمنحها مدرسته للمدرسين والإداريين والطلاب على مدار العام الدراسي، إذ إن الإجازات الخاصة بالمدرسة تؤثر سلباً في الطلاب ومستواهم الدراسي، وذلك لأن المدرسين قبل أن يحصلوا على تلك الإجازات لا يهتمون بالتدريس في الأيام التي تسبق الإجازة جيداً لأنهم يكونون منشغلين بالاستعداد للسفر إلى أوطانهم، لأن معظمهم أجانب، مضيفةً «عندما يعود المعلمون إلى المدارس يكثفون المناهج بسبب ضيق الوقت بعد تلك الإجازات واقتراب موعد امتحانات آخر العام، ما يرهق الطلاب ويربكهم جرّاء تكدّس المعلومات عليهم».

وأوضحت إسماعيل أن «الإجازات الطويلة المتكرّرة تمثل عبئاً شديداً على الطلاب أيضاً خصوصاً المقيمين منهم الذين يضطرون إما إلى ترك أبنائهم في المنازل بمفردهم أو إرسالهم إلى الحضانة»، لافتة إلى أن «الحضانة تكلف 30 درهماً يومياً للطفل الواحد ما يجبرها على تخصيص موازنة للإجازات الإضافية لتلك المدارس»، مشيرةً إلى أن «الإجازات التي تحصل عليها المدارس الخاصة، لمناسبات تابعة لمدارسها الأم في الدول الأجنبية وليس لها علاقة بالإجازات الرسمية المعتمدة داخل الدولة من قبل وزارة التربية والتعليم»، مطالبةً مجلس أبوظبي للتعليم بإلزام المدارس الخاصة بنظام الإجازات الرسمية المعتمدة دون فرض إجازات إضافية.

وذكر عبدالله علي، والد أحد الطلاب في مدرسة خاصة أن المدرسة لم تخطره بسبب الإجازة، ولم يعرف أي شيء عنها عند تسلّمه مواعيد الإجازات خلال العام الدراسي من المدرسة في بداية العام، لافتاً إلى أن «المدرسة أكدت للطلاب عند منحهم الإجازة الأخيرة أنها إجازة عيد الفصح وأن الطلاب لا يعرفون معنى هذا العيد أو ماهيته»، عازياً سبب منح الإجازة يعود إلى كون عدد كبير من مدرّسي المدرسة من الأجانب.

وأوضح أن «توزيع المناهج على العام الدراسي يتأثر كثيراً بالإجازات المتكررة خلال العام، وأن ذلك يعتبر عامل ضغط كبيراً على الطلاب من حيث إلزامهم باستيعاب كمية كبيرة من المعلومات في عدد أيام دراسية أقل مما هو مفترض، وذلك على عكس ما يمكن أن يتم من تدريس معلومات أقل في فترة زمنية أكبر إذا لم يحصل الطلاب والمدرسون على تلك الإجازات المتكررة».

وأيّدته عبير محمود، والدة إحدى الطالبات مؤكدة أن المدرسة الخاصة لم تضع الإجازة التي منحتها للطلاب والمدرسين والإداريين خلال الفترة من الأول حتى الـ10 من شهر أبريل الجاري، في أجندة الإجازات التي قدمتها المدرسة لآباء في بداية العام الدراسي، مضيفةً أن «هناك أموراً كثيرة في الأجندة تكون غير دقيقة، خصوصاً في مواعيد إجازة آخر العام التي دائماً ما تكون في مواعيد مختلفة عن المدونة في أجندة إجازات المدرسة».

وأوضحت، أن «معلّمي المدرسة يعملون على تعويض الإجازة من خلال الإسراع في إنهاء المناهج في أقصر وقت ممكن من دون التركيز أو التأني في شرح المواد، إضافة إلى عدم حرصهم على التأكد من مدى استيعاب الطلاب الدروس من عدمها، لافتة إلى أنه في حال استفسر طالب عن معلومات خلال الحصة لا يسمح له المدرس بذلك نظراً لكثافة المنهج وضيق الوقت الدراسي والإسراع من أجل إنهاء المنهج، لتعدد الإجازات التي حصل عليها المدرسون والطلاب.

وأشارت محمود إلى أن «المدرسين يتعاملون مع الطلاب بعصبية شديدة نتيجة لذلك، وأن هذا يؤثر بشكل سلبي في مستوى الطلاب لأنهم لا يستوعبون ما يشرحه المدرس بشكل مكثف وسريع، وتالياً يضطرون إلى اللجوء للدروس الخصوصية لاستيعاب وفهم ما فاتهم من محتوى المناهج الدراسية نتيجة سوء طرق التدريس داخل المدرسة ما يخلق بين أبنائنا جيلاً غير قادر على الاعتماد على النفس». وتطالب بضرورة إلزام المدارس الخاصة بالإجازات الرسمية فقط من دون السماح لها بأي إجازات إضافية خاصة بها.

ومن جهتها قالت الطالبة شيرين عادل، في مدرسة أجنبية خاصة إن المدرسين قالوا لهم: «لا تذاكروا دروسكم أثناء الإجازة وتمتعوا بها فقط» ، مضيفة أنها لا تجد ما تذاكره أثناء الإجازة لأن مدرسي المدرسة لا يهتمون بشرح المزيد من الدروس قبيل أيام من الإجازة نظراً لاستعدادهم للسفر، لافتة إلى أن المدرسين سيسعون إلى تكثيف المناهج بعد عودتهم، ما يرهقهم ويعيق استيعابهم وتركيزهم أثناء الحصص الدراسية بسبب ضيق الوقت، كما أن ذلك لا يمنحهم الفرصة لطرح أي أسئلة أو استفسارات حول المعلومات التي يلقنها المدرّس لهم».‏

تويتر