‏‏القطامي يؤكد إنشاء المزيد منها استجابة للإقبال المتزايد

‏آباء: بُعد المدارس النموذجية يُرهق أبناءنا‏

الإرهاق يضعف من تحصيل الطلبة دراسياً. تصوير: محمد عبدالحكيم

‏طالب آباء وطلبة ومديرو مدارس بإنشاء مدارس نموذجية قريبة من مساكنهم خارج مدينة أبوظبي، مشيرين إلى أنهم يسكنون في مناطق مثل المفرق وبني ياس والشامخة، ويضطرون للذهاب إلى المدارس في مدينة أبوظبي يومياً ما يعرضهم للإرهاق جراء رحلة الذهاب والإياب الطويلة، التي تستغرق قرابة الساعة أو أكثر في ظل الازدحام الشديد الذي تشهده المدينة حالياً.

وأوضح مديرو مدارس نموذجية أن بعض الطلبة الذين يسكنون في المناطق المحيطة بأبوظبي يصلون متأخرين في منتصف الحصة الأولى، خصوصاً في ظل سوء حالة الطقس ووجود ضباب أو تعرض الدولة لأمطار، لافتين إلى أن الطلبة يصلون منهكين من إعياء الطريق، ولا يحضرون الطابور الصباحي أو الدورات التعليمية التي تقدم قبل الدوام الدراسي.

وقال طلبة إن استمرار هذا العناء يومياً يقلل من نسبة تركيزهم أثناء الحصص الدراسية ويؤثر سلبا في استيعابهم لأن الحافلات المدرسية تقلهم في الخامسة والنصف صباحاً ويعودون إلى منازلهم في الرابعة والنصف تقريباً، ما يجعلهم لايجدون الوقت الكافي لاستذكار دروسهم والاستعداد لامتحاناتهم جيدا، خصوصا في مرحلة الثانوية العامة، فضلاً عن عدم تلقيهم قسطا كافيا من الراحة لاستعادة نشاطهم للاستعداد لليوم الدراسي التالي، ما يؤدي إلى تدني نتائجهم بشكل لافت.

في المقابل، قال وزير التربية والتعليم حميد القطامي لـ«الإمارات اليوم» إن هناك كثيراً من الآباء يسجلون أبنائهم في مدارس بعيدة عن منازلهم، لافتاً إلى انه يشجع هؤلاء على أن يختاروا المدارس القريبة منهم حتى لا يحدث إرهاق وتشتت للطلاب، فضلاً عن تحقيق السلامة المرورية والصحية لهم وإيجاد الوقت الكافي للتواصل مع أسرهم.

وأشار القطامي إلى أن المدارس النموذجية لا تغطي المناطق كافة، لافتاً إلى أن هذه التجربة ستعزز وسيكون هناك مجموعة من المدارس النموذجية الجديدة قريباً في الدولة للاستجابة للأعداد المتزايدة عليها من قبل المواطنين.

وتفصيلاً، أكد أبوراشد، والد طلاب في مدارس نموذجية في أبوظبي، أن أولاده يتعرضون يومياً لرحلة عذاب إلى المدرسة في الصباح الباكر ويعودون إلى المنزل في الشهامة في حال إرهاق شديد وإعياء قرابة الرابعة والنصف عصراً. وأضاف أنه اختار لأبنائه الدراسة في المدارس النموذجية نظراً للميزات العديدة التي تتفوق بها عن غيرها وبما تقدمه من اهتمام واضح بالطلاب وما توفره لهم من أنشطة متميزة ومفيدة.

وطالب بضرورة إنشاء مدرسة نموذجية في منطقة الشهامة تخدم المناطق الخارجية مثل الرحبة ومدينتي خليفة «أ» و«ب» والمناطق السكنية القريبة منها، مشيراً الى ان معظم المواطنين يفضلون الآن السكن خارج مدينة أبوظبي وأن عددهم ازداد في تلك المناطق، لذلك لابد على مسؤولي التعليم أن ينشئوا مثل تلك المدارس فيها لخدمتهم.

وأيده أبو عبدالله، قائلاً إن هناك خطورة على حياة الطلبة يومياً أثناء ذهابهم إلى المدرسة وعودتهم منها نظراً لوجود الضباب الذي يعيق الرؤية صباحاً ويؤثر في السلامة المرورية، فضلاً عن الازدحام الشديد الذي يكتنف مدينة أبوظبي في مداخلها ومخارجها نتيجة ذهاب الجميع إلى العمل صباحا في توقيت واحد، وكذا عودتهم مساء في التوقيت نفسه، لافتاً إلى أن الحافلة المدرسية تأتي بعد الخامسة صباحا بقليل لتقل أبناءه إلى مدارسهم داخل مدينة أبوظبي.

وأشار أبو عبدالله إلى أنه طلب من إدارة المدرسة تأخير موعد الحافلة إلا أنها رفضت، بحجة أن الحافلة تمر صباحاً على عدد كبير من الطلاب ولهذا لا يمكن تأخير موعدها، إضافة إلى أن الازدحام أيضاً والظروف الجوية الصعبة خلال فترة الصباح الباكر تتسبب في تأخير موعد الحافلة التي من المفترض أن تصل في السابعة صباحا إلى المدرسة، لأن هناك دورات تعليمية يحصل عليها الطلاب قبل بدء الحصص الدراسية.

وأوضح أن الحل يكمن في إنشاء مدارس نموذجية خارج مدينة أبوظبي لخدمة مناطق المفرق وبني ياس ومدينة محمد بن زايد والشليلة وغيرها من المدن التي يزداد فيها عدد السكان المواطنين، ولإيجاد حل يراعي مصلحة الطلاب المواطنين وآبائهم.

وأكدت مديرة مدرسة الظبيانية النموذجية للتعليم الأساسي، سعاد مبارك الجنيبي، أن الطلاب الذين يقطنون في أماكن خارج مدينة أبوظبي عادة ما يصلون الى المدرسة متأخرين في منتصف الحصة الأولى في بعض الأحيان، خصوصاً في الأيام التي يعيق الضباب فيها الحركة المرورية إضافة إلى الازدحام الشديد، مضيفة أن الطلاب يبدو عليهم التعب الشديد من الطريق، وأن هذا يؤثر في مستواهم الدراسي واستذكارهم دروسهم بشكل لافت.

وأوضحت أن هناك قوائم انتظار من الطلاب على التسجيل في المدارس النموذجية، وان المدرسة كاملة العدد وليس بها أي مقعد شاغر لضم طلاب جدد فهناك 28 فصلاً يحتوي كل منها على 25 طالباً ولا يمكن زيادة الأعداد عما هي عليه الآن، لافتة إلى أن الطلاب وآباءهم يفضلون المدارس النموذجية عن غيرها من المدارس الأخرى نظرا لتميزها ببرامج اللغة الإنجليزية والأنشطة اللاصفية والاهتمام بالطلاب بشكل كبير.

وأشارت الجنيبي إلى أن مدرستها تعاني نقصاً في عدد الحافلات المدرسية التي تقل الطلاب من تلك المناطق الخارجية، موضحة أن لديها 17 حافلة تقل الطلاب يومياً من وإلى المدرسة البالغ عدد طلابها ،556 يأتي 147 طالبة منهم من المناطق الخارجية البعيدة عن مدينة أبوظبي، بينهم 42 طالبة في مدينة خليفة «أ»، 13 في الباهية، وخمس في الرحبة.

ورأت الجنيبي انه لو تم إنشاء مدرسة نموذجية في مدينة خليفة «أ» مثلاً فإنها ستقلل الضغط الشديد على المدارس النموذجية داخل مدينة أبوظبي، ومن أجل تقليل كثافة الفصول فيها، كما أنها ستحد من قوائم انتظار الطلاب الراغبين في الانضمام للمدارس النموذجية، علاوة على أنها ستخدم طلاب المناطق الأخرى القريبة منها.

وذكرت مساعدة المديرة في المدرسة نفسها سمية الزعابي، أن هناك مطالبات من آباء بتوفير حافلات مدرسية لأبنائهم في مناطق الشهامة وبني ياس حتى لا يضطر الأب لإحضار أبنائه يومياً إلى المدرسة، ما قد يؤخره عن عمله، مشيرة إلى أن مجلس أبوظبي للتعليم قدم للمدرسة حافلة لخدمة مناطق الشامخة والفلاح ومدينة خليفة «أ»، لافتة إلى أن هناك سبع طالبات من الشهامة وخمس من بني ياس وسبع من مدينة خليفة «ب» يطالبن بحافلة مدرسية.

وأكدت مديرة مدرسة الآفاق النموذجية للتعليم الأساسي، صفية محمد أن من يعتاد الدراسة في ذلك النوع من المدارس لا يمكنه التغيير، إذ يعتاد أسلوباً تعليمياً بخدمات مميزة، ولهذا لا يريدون أن يفقدوا هذه الخدمات التي توفر الجو الملائم لأبنائهم للتفوق والحصول على أقصى مستوى تعليمي مجاناً، إذ إن المدارس النموذجية تقدم خدماتها مجاناً للطلاب المواطنين، فضلاً عن اهتمامها بكلا الجانبين الأكاديمي من خلال برامج الإنجليزية والمناهج الخاصة للمتفوقين والموهوبين، وغير الأكاديمي من خلال الاهتمام بالأنشطة اللاصفية.

وأضافت مساعدة المديرة في مدرسة المواهب النموذجية فاطمة الحوسني أن هناك ما يزيد على 100 طالب يدرسون في المدرسة يقطنون خارج أبوظبي يتأخرون عن الدوام المدرسي ويشكون من بعد المسافة بين منازلهم والمدرسة التي تسبب لهم الإرهاق، إضافة إلى طول الدوام الدراسي الذي يبدأ في السابعة والنصف صباحاً وينتهي في الثالثة والربع عصراً، ما يؤثر سلباً في تحصيلهم الدراسي وأدائهم لامتحاناتهم، مضيفة أن الحل يكمن في إنشاء مدرسة نموذجية في مدينة خليفة «أ» أو مدينة محمد بن زايد لاستيعاب الأعداد الكثيفة من الطلبة المواطنين في المناطق الخارجية لأبوظبي.‏

الطالب محور العملية التعليمية

قال مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم الدكتور مغير خميس الخييلي، إن إنشاء المدارس في مختلف مناطق إمارة أبوظبي يتم وفق استراتيجية مدروسة بين المجلس وجهات التخطيط العمراني وغيرها من الجهات ذات العلاقة تضع مصلحة الطالب وراحته في المقام الأول باعتباره محور العملية التعليمية، إذ تراعي تلك الاستراتيجية الموقع الجغرافي لكل منطقة وأعداد الطلبة الموجودين فيها والزيادات المتوقعة مستقبلاً، ومن أجل ذلك أنشأ المجلس مدرستين نموذجيتين هما البوادي والرواد لخدمة الطلبة خارج المدينة.

وأضاف بناءً على تلك المعطيات تم توجيه إدارات المدارس داخل المدينة بعدم قبول طلبة يسكنون في المناطق الخارجية ، وذلك لأسباب عدة يأتي في مقدمتها بعد المسافة التي يقطعها الطالب أو الطالبة يومياً ذهاباً وإياباً من وإلى المدرسة وما يتطلبه ذلك من اضطرار الطلبة للاستيقاظ مبكرين في ساعات الصباح الأولى، تجنباً لظروف الطرق والزحام حتى يصلون الى مدارسهم في الموعد المحدد قبل بدء طابور الصباح، ما يسبب المعاناة للطالب وأسرته أو الشخص الذي يوصله الى المدرسة بوسائلهم الخاصة، فضلاً عن أن قبول هؤلاء الطلبة من خارج المدينة يحرم زملاء لهم يقيمون داخل المدينة من المقاعد الدراسية المخصصة لهم ما يضطرهم للالتحاق بمدارس أخرى بعيدة عن مساكنهم، الأمر الذي يسبب خللاً في عملية التوزيع الجغرافي.

وأضاف الخييلي أنه بعد هذه التوجيهات لم يتم قبول طلبة من مناطق خارجية، وقد أنشأ المجلس مدارس شراكة في تلك المناطق تقوم عليها شركات أجنبية متخصصة ذات كفاءة، وذلك في إطار استراتيجية المجلس لتوزيع الكفاءات من أجل الارتقاء بالمخرجات التعليمية لأبنائنا الطلبة في جميع المراحل الدراسية، وتم توزيع هذه المدارس بصورة متوازنة على مختلف مناطق الإمارة لتقديم خدماتها للأسر التي تعيش في تلك المناطق، إذ بلغ إجمالي عدد مدارس الشراكة التي تخدم المناطق خارج مدينة أبوظبي 38 مدرسة منها 12 للذكور و26 للإناث. وتابع أن استراتيجية تطوير المنظومة التعليمية في إمارة أبوظبي التي أطلقها المجلس في سبتمبر الماضي، تركز في الارتقاء بالتعليم والمخرجات التعليمية في جميع مدارس الإمارة وفق نموذج موحد سيتم تطبيقه في جميع مدارس الإمارة دون استثناء لتحقيق معايير المجلس لجميع الطلبة في الإمارة، وهذه المعايير تعتمد على إعداد وتأهيل الطالب في مراحل التعليم المدرسي بدءاً من رياض الأطفال بالأسلوب العلمي الصحيح الذي يتيح له الالتحاق بالجامعات سواء داخل الدولة أو خارجها دون معوقات، وأوضح الخييلي أنه بناءً على ذلك فإن الأب غير مضطر لتسجيل أبنائه في مدارس داخل المدينة إذا كان يعيش في المناطق الخارجية لوجود مدارس متميزة تلبي حاجات أبنائنا الطلبة.‏

تويتر