Emarat Alyoum

مركز التكامل الحسّي يفتح أبوابه للطلبة مصابي «التوحد» سبتمبر المقبل

التاريخ:: 25 يوليو 2017
المصدر: هنادي أبونعمة ــــ دبي
مركز التكامل الحسّي يفتح أبوابه للطلبة مصابي «التوحد» سبتمبر المقبل

يبدأ مركز التكامل الحسّي في أم القيوين، التابع لوزارة تنمية المجتمع، في استقبال الطلبة المصابين باضطرابات «التوحد» مطلع العام الدراسي المقبل.

ويعد المركز الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، لاحتوائه على أحدث الأجهزة المستخدمة في علاج «التوحد»، إذ تم تسخير التكنولوجيا المتطورة لخدمة أهداف علاجية.

شروط ومعايير

ذكرت مديرة إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في وزارة تنمية المجتمع، وفاء بن سليمان، أنه «عند تأسيس مركز التكامل الحسّي في أم القيوين، تمت الاستعانة بآراء استشاريين من أساتذة الجامعات المختصين بالتكامل الحسّي والأخصائيين المرخصين، بالإضافة إلى الشركات المهتمة بنظرية التكامل الحسّي، وذلك بغرض ضمان تحقيق أحدث الشروط والمعايير المطبقة في علاج (التوحد)».

وأكدت مديرة إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في الوزارة، وفاء حمد بن سليمان، لـ«الإمارات اليوم»، أن «الأخصائيين والمعالجين في المركز نفذوا تشغيلاً تجريبياً، خلال العام الماضي، تمهيداً لاستقبال الطلبة مطلع العام الدراسي المقبل»، موضحة أن «قرار إنشاء المركز ــ الذي بلغت كلفته نصف مليون درهم ــ يأتي ضمن جهود الوزارة الرامية إلى دمج الأطفال المصابين باضطراب (التوحد) في المجتمع، عبر تأهيلهم وتدريبهم باستخدام أحدث الوسائل والطرق العلاجية».

ولفتت إلى أن «الطاقة الاستيعابية تراوح بين 80 و100 طفل، أعمارهم بين سن الرابعة حتى الـ18 عاماً، وقد تم تطبيق شروط الأمن والسلامة ومراعاة الجانب الابتكاري، إضافة إلى مراعاة جوانب نظرية التكامل الحسّي عند اختيار الأجهزة والأدوات في المركز، المكوّن من قاعة كبيرة تضم عدداً من التقنيات العلاجية المتطورة».

وأوضحت أن «المركز يحتوي على العديد من الأجهزة الضوئية لتزويد الطلبة بالمثيرات البصرية، ومن خلالها يتم تدريبهم على الانتباه والتركيز والإدراك البصري، خصوصاً أن هذه المهارات مهمة جداً، لأنها تساعد على زيادة مدى إدراكهم وتلقيهم المعلومات خلال العملية التربوية، وتالياً تزيد من قدرتهم على التواصل الاجتماعي».

وتابعت، أن «بعض الأجهزة الضوئية تتوافر فيها أزرار تساعد على تدريب الطالب على التنسيق بين اليد والعين، والقدرة على السيطرة على حركة اليد بدقة، وهو ما يعرف بـ(التآزر الحركي البصري)، وتعد المهارة ضرورية في مرحلة ما قبل الكتابة والقراءة».

وأشارت بن سليمان، إلى «وجود العديد من الأجهزة التي تزود الطلبة بالمثيرات السمعية، ومنها الكراسي التي يمكن التحكم بها إلكترونياً من ناحية زاوية الميلان وخاصية الاهتزاز، ما يوفر مكاناً آمناً للطلبة للاسترخاء».

وتابعت أن «المثيرات السمعية تعمل على معادلة الاستجابة الحسية للمثيرات الصوتية في البيئة المحيطة، وبالتالي الحد من سلوكيات إثارة الذات والانزعاج، كما يمكن ربط أجهزة أخرى مع الأجهزة الصوتية، بهدف تحقيق التكامل في العملية العلاجية عبر توفير مثيرات متباينة في الوقت ذاته». وشرحت بن سليمان، «أهمية وظيفة بعض الأجهزة الذكية والإلكترونية المستخدمة في المركز، ومنها جهاز sensory) (magic، وهو عبارة عن جهاز كمبيوتر لمسي محمل ببرنامج يتم من خلاله التحكم بالأجهزة المتوافرة في المركز كافة، وهو يتيح للأخصائي إنشاء حساب لكل طالب، مع تحديد الأهداف العلاجية بشكل مسبق، وبالتالي تطويع كل الأجهزة الموجودة داخل المركز بشكل كامل، بما يتناسب مع الخطة العلاجية للطالب، ما يعمل على تسريع العملية العلاجية، وتحقيق الأهداف بصورة أفضل».

وأوضحت أن «الجهاز يتيح أيضاً مجالاً غير محدود للأخصائي لإعداد الأهداف العلاجية والتحكم بالأجهزة بسهولة ويسر، فضلاً عن توفيره سجلاً لكل طالب، بحيث يسهل إعادة تقييمه، وتوفير معلومات عن مدى تطوره، كما يتوافر في الجهاز عدد من التقييمات العالمية، التي من خلالها يتم التحكم وضبط الأجهزة داخل المركز وغرفة العلاج الوظيفي». وأشارت بن سليمان، إلى جهاز «8 beam»، المكوّن من ثماني إضاءات حساسة للحركة، يتم من خلالها تدريب الطالب على التخطيط والتناسق الحركي والإدراك البصري، وهي من المهارات المهمة في دمج الطالب في العملية التعليمية، وتحقيق تواصله ودمجه في المجتمع».

ولفتت إلى «جهاز (double squeeze)، الذي يتكوّن من عجلات ضاغطة وحلقات مطاطية على شكل ممر، بحيث إذا مر الطالب بداخلها فإنها تضغط عليه، ما يعمل على تزويده بالمثيرات الحسية التي تساعد على تدريبه على حاسة التموضع، وهي حاسة تسمح للطالب بالتعرف إلى جسمه في المحيط، من خلال مستقبلات حسية موجودة في أوتار وعضلات الجسد». وواصلت أن «العديد من أطفال (التوحد) لديهم الاستجابة أقل من المستوى الطبيعي لهذه الحاسّة، في وقت أثبتت نظريات ودراسات أن الضغط العميق ممكن أن يساعد على تهدئة الطفل، ويزيد من انتباهه وتركيزه».

وقالت إن «هناك تقنية (magic carpet)، وهي عبارة عن عرض معلومات تفاعلي، يتفاعل مع حركة الطلبة، مزودة ببرنامج يحتوي على مجموعة كبيرة من الألعاب، التي تتماشى مع أهداف ومهارات عدة، كزيادة الانتباه والتركيز والتآزر الحركي البصري، والتخطيط التناسق الحركي والإدراك البصري، وبالتالي تحفيز الطالب حسياً وحركياً وإدراكياً».

وتابعت أن «جهاز (sound beam 5) هو أيضاً جهاز تفاعلي يحتوي على مجسات تعمل بالأشعة فوق الحمراء، يتفاعل مع حركة الطلبة، فإذا تحرك أحدهم أمامه فإنه يصدر أصواتاً مختلفة، وبالتالي يعمل على تحفيز الطالب على الحركة والانتباه والتركيز، ما يتيح للأخصائي تطبيق عدد كبير من الأهداف العلاجية».