جهاز جديد لكشف الأدوية المغشوشة في الدولة

كشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن جهاز تروسكان «TruScan RM analyzer»، الذي تستخدمه في مكافحة الأدوية المزيفة أو متدنية الجودة التي تشكل خطراً على صحة أفراد المجتمع، ولاسيما شريحة المرضى الذين يعانون الأمراض المزمنة والضعف الجنسي والقلب والأمراض السرطانية، في إطار حرصها الدائم على توفير تغطية صحية شاملة وحماية مجتمعية للأفراد كافة، من خلال مساعدة فرق التفتيش عن الأدوية في اتخاذ قرارات سريعة بشأن الإفراج عن الشحنات في وقت سريع، في مختلف المنافذ الحدودية على مستوى الدولة.

وأكد الوكيل المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص الدكتور أمين حسين الأميري، أن الدولة عكفت مع مطلع انتشار ظاهرة الأدوية المغشوشة على وضع التدابير الوقائية لمنعها والحد منها، من خلال إنشاء مختبر ضبط الجودة النوعية والأبحاث للمنتجات الطبية والصحية وتجهيزه بأحدث الأجهزة، وتوفير الأجهزة الحديثة مثل تروسكان للكشف عن الأدوية المزيفة مع المفتشين والقائمين على الإفراج عن الأدوية بالموانئ والمطارات، ومراكز البريد على مستوى الدولة والمنافذ الحدودية.

وأوضح أن جهاز «تروسكان» الذي يكشف عن الأدوية المغشوشة في سبع ثوانٍ، يتم استخدامه حالياً من قبل مفتشي الصيدلة من وزارة الصحة ووقاية المجتمع في عدد من المنافذ البرية والجوية والبحرية للدولة، وهناك خطة من الوزارة لزيادة عدد الأجهزة وأماكن استخدامها لتشمل جميع المنافذ بالدولة، وكذلك توافره مع مفتشي الصيدلة لضبط الأدوية المزيفة ومتدنية الجودة بالصيدليات والمستودعات المختلفة في الدولة. كما أشار إلى أن الأجهزة توزعت بين مطار وبريد أبوظبي والمنافذ الحدودية في مدينة العين ومطار دبي الدولي.

وأشار إلى أن مبدأ عمل الجهاز يعتمد على انبعاث شعاع ليزر عند طول موجي معين، للحصول على بصمة محددة لكل مركب كيميائي أو مستحضر صيدلاني، وتخزينها في قاعدة بيانات الجهاز لاستخدامها فى التعرف والتأكد من العينات تحت الفحص. ويتميز جهاز تروسكان بأنه سهل الحمل والتنقل (لا يزيد وزنه على 900 غرام)، وسهل الاستخدام يعتمد على أشعة رامان عالية الانتقاء ويعطي النتيجة فى خلال ثوانٍ معدودة، حيث يتم فحص الأدوية والكيماويات في عبواتها من دون لمس الجهاز مباشرة للمادة وبالتالي يقلل من تعرض مستخدمي الجهاز لأضرار المواد الكيميائية، ونتائجه واضحة لا تحتاج إلى تفسير، كما أنه يقلل بدرجة كبيرة من تكاليف ونفقات التحاليل المخبرية.

وشرح الأميري أن الجهاز يستخدم في العديد من المنظمات العالمية مثل منظمة الغذاء والدواء الأميركية ووكالة الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية ببريطانيا، وفي العديد من الشركات الدوائية العالمية لمواجهة الأدوية المغشوشة والمقلدة التي قد تسبب انهيار منظومة الدواء حول العالم، حيث تصل نسبتها في بعض الدول الى 30%، ما يرفع نسبة فشل العلاج أو الوفاة، كما تؤدي إلى فقد الثقة بالخدمات الصحية. وتقدر منظمة الجمارك العالمية قيمة الأدوية المزيفة في العالم التي تصل إلى 200 مليار دولار سنوياً.

ولفت الأميري إلى أن الوزارة دأبت على إصدار تعاميم أسبوعية وشهرية للتحذير من الأدوية المغشوشة، مؤكداً أن الوزارة ابتكرت أنظمة رصد مستمر للمنتجات الدوائية التي تدخل الدولة ومتابعة التحذيرات الصادرة عن الجهات الدولية المعنية، وقد أصبحت دولة الإمارات في طليعة دول العالم في مكافحة الغش الدوائي واستطاعت تحمل كامل مسؤولياتها في هذا الإطار وفق تقارير المنظمات العالمية، ولاسيما مركز أوبسالا للرصد الدوائي التابع لمنظمة الصحة العالمية.