أهمها ضعف دعم اندماجهم في المجتمع وارتفاع أعداد المتسربين من البرامج العلاجية

«تنمية المجتمع»: تحديات عديدة تواجه الأسر والأخصائيين خلال علاج مدمني المخدرات

صورة

حدّد المدير التنفيذي لقطاع الرعاية والتنمية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع في دبي، حريز المر بن حريز، مجموعة من التحديات التي تواجه الأسر والأخصائيين في التعامل مع مدمني المخدرات خلال محاولاتهم للتعافي والعلاج من الإدمان، أهمها ارتفاع أعداد المتسربين من البرنامج العلاجي، وعدم توافر الفحص الدوري في مركز «عونك» للتأهيل الاجتماعي، وحاجة المتعافين لدعم جهات معنية في الحصول على احتياجاتهم المعيشية، واستخراج أوراقهم الثبوتية المطلوبة لممارسة حياتهم بشكل طبيعي، والاندماج في المجتمع.

مراحل التأهيل والرعاية اللاحقة للمتعافين

تنقسم مراحل التأهيل والرعاية اللاحقة للمتعافين من إدمان المخدرات إلى ثلاث مراحل، أولاها التأهيل العملي، وتستهدف استعادة المتعافي من الإدمان قدراته وفاعليته في مجال عمله، وتأتي بعدها مرحلة التأهيل الاجتماعي، التي تستهدف إعادة دمج المتعافي في الأسرة والمجتمع، أما المرحلة الأخيرة فهي مرحلة الرعاية اللاحقة أو الوقاية من النكسات، ويقصد بها المتابعة العلاجية لمن شفي لفترات تراوح بين ستة أشهر وعامين من بداية العلاج، مع تدريبه وأسرته على الاكتشاف المبكر للعلامات المنذرة لاحتمالات النكسة.

وقال بن حريز لـ«الإمارات اليوم» حول أهم الصعوبات التي تواجه الأخصائيين عند تطبيق برامج المعالجة من الإدمان، إن التحديات والصعوبات تتلخص في صعوبة انتظام المنتسبين إلى مركز «عونك» للتأهيل الاجتماعي بشكل يومي، وفي برنامج التأهيل خلال المراحل العلاجية الأولى، ورفض بعض المنتسبين فكرة التواصل مع أحد أفراد أسرتهم، للحصول على الدعم والتنسيق معه لدعمه في رحلة العلاج، وعدم تجاوب بعض الأسر للتعاون مع الفريق المعالج في المركز خلال المراحل العلاجية المختلفة، وعدم استمرار بعض المنتسبين لبرنامج التأهيل بعد ظهور المؤشرات الأولى للتحسن والتعافي.

وأشار بن حريز إلى وجود حاجة كبيرة لتوعية الأسر بشكل مستمر، حول طرق وكيفية التعامل مع المتعافين، خصوصاً في المراحل الأولى من التوقف عن التعاطي، مضيفاً أن هناك أسراً ترزح تحت ضغوط شديدة، بسبب احتياجاتها المادية والمعيشية المتعددة لتواضع إمكاناتها، الأمر الذي يمثل مشكلة تضاف إلى قائمة التحديات في تطبيق برامج التأهيل والتعافي.

ولفت إلى عدم توافر الفحص الدوري في مركز «عونك» لمساعدة الأخصائيين على التأكد من جدية المنتسبين في التوقف عن التعاطي، وعدم تناولهم أدوية بديلة عن المخدرات التي قد تسبب انتكاسة.

وأكد بن حريز الحاجة إلى المزيد من التنسيق مع المؤسسات المعنية، مثل الجهات الخيرية، لمساعدة المنتسبين المتعافين للاستمرار في التعافي، لاسيما في الحصول على الاحتياجات المادية والمعيشية، كالسكن والمواصلات، واستخراج الوثائق الثبوتية التي تمكّنهم من الاندماج في المجتمع.

ويهدف مركز «عونك» للتأهيل الاجتماعي، الذي تأسس عام 2013، إلى رعاية المتعافين من الإدمان في بيئة علاجية داعمة لهم وبعيدة عن المخدرات، لمساعدتهم على التعافي، ومنع انتكاستهم قدر الإمكان، حيث ينفذ المركز برامج تعمل على إعادة تأهيل المتعافين اجتماعياً ونفسياً، كما يدربهم على كيفية اكتشاف الذات، وتحديد مكامن القوة والضعف لديهم، والعمل على تنميتها حتى يصبحوا قادرين على التفاعل مع الحياة دون استخدام مخدر.

تويتر