بعد التأكد من بلوغهما مرحلة الاستقرار الصحي

«واحات الرشد» بالشارقة تدمج حالتي فصام مع أسرتيهما

مريضا الفصام تلقيا العلاج في الإدارة من قبل مختصين نفسيين واجتماعيين. من المصدر

أفادت مديرة إدارة واحات الرشد، التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، أمينة الرفاعي، بأن الإدارة نجحت أخيراً، في تحقيق دمج أسري لحالتي «فصام» من المنتسبين إليها، بعد التأكد من بلوغهما مرحلة الاستقرار الصحي، نتيجة تلقيهما العلاج في الإدارة من قبل مختصين نفسيين واجتماعيين.

دمج تدريجي

قالت مديرة إدارة واحات الرشد، التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، أمينة الرفاعي، إن دمج مريض الفصام في محيطه يمر بأكثر من مرحلة، شارحة أنه «في حال توافر إمكان دمج أحد منتسبي الإدارة مع أسرته، نبدأ بتنفيذ عملية دمج جزئية، تتمثل في تنظيم زيارة المنتسب لأسرته. وفي مرحلة لاحقة، نعمد إلى زيادة عدد الزيارات تدريجياً، إلى أن تتحول إلى مبيت في منزل الأسرة، مع التأكد من تطبيق أفراد الأسرة للإرشادات الموجهة لهم من المختصين في الإدارة». وتابعت: «بعد التأكد من تحقق الانسجام بين المريض وأسرته، تأتي عملية الدمج الكلي، من خلال نقله للعيش معهم، وتتم متابعته إلى أن يستقر وضعه مع محيطه الأسري بشكل تام. وفي حال لم ينجح الدمج يعاد إلى الإدارة لضمان استقرار حالته، كونه يحتاج إلى رعاية خاصة».

وأشارت الرفاعي إلى أن الحالتين اللتين تم دمجهما، لمريضة بقيت في الإدارة لأكثر من عام، والأخرى لمريض أقام في الإدارة لنحو عامين، مشيرة إلى حرص الإدارة على التأكد من وصول حالتيهما إلى مرحلة الاستقرار الصحي قبل السعي لدمجهما أسرياً.

وأضافت أن موظفي قسم الرعاية المنزلية في الدائرة سيتابعون حالتيهما بعد الدمج، للتأكد من توافر الخدمات المطلوبة، وضمان عدم تعرض أي منهما لانتكاسة، موضحة أن من أبرز العوامل المؤدية لحدوث انتكاسة صحية لمرضى الفصام، بعد بلوغهم مرحلة الاستقرار، التوقف عن تناول الأدوية.

وشرحت الرفاعي أن «هناك أهالي يعمدون إلى إيقاف العلاج عن ابنهم مريض الفصام، بقرار منهم، لاسيما بعد ملاحظتهم استقرار حالته الصحية، ونجاح دمجه أسرياً، وتخلصه من الأعراض والسلوكيات التي كانت تنتابه قبل تلقيه العلاج، ظناً منهم أنه شفي تماماً، ولم يعد محتاجاً للدواء، ما يسبب له انتكاسة حادة، تفقده السيطرة على تصرفاته، وقد تصبح حالته أسوأ من مرحلة ما قبل العلاج»، مشيرة إلى أن «مرضى الفصام قد يستمرون على العلاج طوال حياتهم، من أجل ضمان استقرار حالاتهم، كما أن الخطة العلاجية تختلف مدتها من مريض إلى آخر، وفي بعض الحالات قد يكون تجديدها ضرورياً، بسبب اكتشاف جوانب أخرى من المرض».

وعرّفت الفصام بأنه مرض عقلي يوصف باضطراب في التفكير والوجدان والسلوك، وهو من الأمراض العقلية التي تسبب لصاحبها مشكلات تبعده عن أهله وأصدقائه ودراسته وعمله، وتدفعه إلى العزلة والانطواء.

وشددت الرفاعي على ضرورة تأمين بيئة مناسبة لمرضى الفصام والاضطرابات الذهنية في منازل ذويهم، بعد خروجهم من المراكز المختصة، ودمجهم في محيطهم الأسري، مبينة أن «الإدارة تقدم إرشادات ونصائح للأسر تتعلق بكيفية التعامل مع هذه الفئة، وتؤكد لها ضرورة الاستمرار في تلقيها العلاج، وأن الهدف من تأهيلها هو دمجها في الحياة والمجتمع، مع ضمان توافر أنواع عدة من الخدمات الضرورية المقدمة لها، التي تسهم في إعادة تدريبها علي المهارات الحياتية والاجتماعية الأساسية، لكن هذا التأهيل لن يتحقق إلا بتعاون أفراد الأسرة، وتفهمهم طبيعة مرض الفصام، وضرورة متابعته بالعلاجات المناسبة، وفقاً لحدة ومستوى كل حالة».

 

تويتر