«طبية الفجيرة» عزت السبب إلى تخوف الأطباء من قلة العائد المالي

مرضى نفسيون في الفجيرة و«الشرقية» يعانون عدم وجود عيادات خاصة

صورة

قال ذوو مرضى نفسيون في الفجيرة والمنطقة الشرقية التابعة لإمارة الشارقة، إن المنطقة تخلو تماماً من وجود عيادات نفسية خاصة، إضافة إلى قلة الكوادر الطبية النفسية في المستشفيات الحكومية، ما يكبدهم صعوبات كبيرة في البحث عن عيادة نفسية متخصصة، مطالبين الجهات المعنية بتوفير عيادات نفسية في المنطقة.

تأهيل المواطنين

أفادت إدارية في مستشفى الفجيرة، فضّلت عدم ذكر اسمها، بأنه يوجد طبيب نفسي واحد في بعض المناطق والمدن الكبيرة، يتولى فحص أكثر من 30 حالة يومياً، وسط غياب تام للأخصائيين الاجتماعيين لدعم الطبيب النفسي، كما لا يوجد طبيب نفسي مواطن.

وأكدت الحاجة إلى أخصائيين في الطب النفسي للأطفال، مؤكدة أهمية تأهيل المواطنين في هذا المجال، مشيرة إلى أن كلفة علاج المريض النفسي الواحد تصل إلى 30 ألف درهم، وفق إحصاءات محلية.


مرضى نفسيون يخجلون من الذهاب إلى المستشفى الحكومي خشية رؤيتهم في العيادة النفسية.

 

وأوضحوا أنهم يضطرون في بعض الأحيان إلى إدخال ذويهم قسم الطوارئ في الأوقات المسائية من أجل رؤية الطبيب النفسي، لافتين إلى تأخر تشخيص المرضى، بسبب زيادة أعداد المراجعين.

فيما عزت منطقة الفجيرة الطبية السبب إلى تخوف الأطباء النفسيين من فتح عيادات خاصة، بسبب قلة العائد المالي للعلاج النفسي، خصوصاً مع محدودية المرضى النفسيين في المنطقة.

وتفصيلاً، ذكرت المواطنة شيماء محمد، أن شقيقتها الصغرى تعاني بعض الأمراض النفسية، التي تحتاج إلى مراقبة دائمة في أوقات مختلفة، إلا أن عدم وجود عيادات خاصة في المنطقة يجعلها تذهب إلى الشارقة من أجل علاج شقيقتها في الأوقات المسائية، كون شقيقتها تدرس في المدرسة، ويصعب عليها الخروج كثيراً من أجل المراجعات في الفترة الصباحية.

وأشارت إلى أن بعد المسافة بين منازل المرضى والعيادات النفسية الخاصة يرهقهم، خصوصاً إذا كان المريض يعاني أمراضاً نفسية صعبة، ولا يستجيب سريعاً للعلاج، إذ من الخطر اصطحابه في المركبة مدة طويلة، ويفضّل نقله بالإسعاف للسيطرة عليه.

وأيدها الرأي المواطن (م.ع) قائلاً «أعاني مرض الوسواس القهري، وفي بعض الأحيان يصعب علي رؤية الطبيب التابع للمستشفى الحكومي، خصوصاً في الفترات المسائية التي أكون فيها بأمس الحاجة للاستشارة والعلاج، ما يجعلني أتوجه بشكل تلقائي للعيادات الخاصة في إمارة أخرى، على الرغم من بعد المسافة، إلا أنها تستقبلني وتقدم لي العلاج السريع».

وطالب بوجود عيادات خاصة في المنطقة ليتمكن من العلاج في الأوقات التي تناسبه، خصوصاً في اللحظات التي سماها «الصعبة»، والتي تأتيه في أوقات مختلفة من اليوم.

وقالت المواطنة (أم راشد)، إن وجود عيادات نفسية خاصة سيبدد الخوف الذي يخشاه بعض المرضى من معرفة الناس بأمراضهم النفسية، وسيمكنهم من حل مشكلاتهم النفسية، خصوصاً أن معظم المرضى يخجلون من الذهاب إلى المستشفى، خشية رؤيتهم في العيادة النفسية.

ولفتت إلى تزايد عدد المرضى في المنطقة الذين يحتاجون إلى علاج نفسي، موضحة أن طلبة مدارس يعانون أمراضاً نفسية عدة، خصوصاً المراهقين وكبار السن، الأمر الذي يجعل الحاجة مُلحة لوجود عيادات نفسية خاصة.

من جانبه، أكد مدير منطقة الفجيرة الطبية، الدكتور محمد عبدالله بن سعيد، ضرورة زيادة عدد الكوادر الطبية المختصة في العلاج النفسي، في ظل تزايد عدد المرضى الذين يحتاجون إلى علاج نفسي، مشيراً إلى تخوف أطباء نفسيين من فتح عيادات خاصة، بسبب قلة العائد المالي، وارتفاع كلفة العيادة، معتبراً أن العيادة النفسية قد تشكل عبئاً مالياً على المنشآت الخاصة، نظراً لمحدودية المرضى النفسيين.

وأضاف أن الكوادر الطبية المواطنة قليلة في معظم التخصصات، وبحاجة لتوجه الشباب لمثل هذه التخصصات الطبية، خصوصاً أنها تتزايد مع زيادة ضغوط الحياة، موضحاً أنه لا يوجد دكتور مواطن متخصص في الفجيرة في الأمراض النفسية، إذ تستقبل عيادات الأمراض النفسية المرضى صباحاً في المستشفيات الحكومية في الساحل الشرقي، وفي حال تعرض المريض لهيجان نفسي يستقبله قسم الطوارئ، وقد يتم تنويمه في المستشفى إلى حين استقرار حالته.

ولفت إلى أنه يوجد مستشفى تخصصي مرجعي في إمارة دبي، وهو مستشفى الأمل، يتم تحويل بعض الحالات المستعصية إليه، خصوصاً إذا كانت بحاجة لعناية على مدار الساعة.

تويتر