دعوا إلى منع حضور الطلاب المصابين.. وممرّضات يثقّفن الأمهات بالنظافة الشخصية

آباء يطالبون بتفتيش دوري عـلى فصول المدارس للحد من عدوى «القمل»

صورة

قال أولياء أمور إن أبناءهم الطلبة أصيبوا بحشرة القمل، التي تؤثر سلباً في صحتهم العامة، مطالبين إدارات المدارس بإجراء تفتيش دوري على الفصول لاكتشاف المصابين، ومنعهم من الحضور حتى يتم التأكد من سلامتهم، فيما أكدت مدارس أنها تتخذ إجراءات وقائية وعلاجية للتخلص من هذه الإصابة.

تدابير وقائية

نصحت الممرضة في إحدى المدارس الحكومية في الفجيرة، نسرين محمد، باتخاذ تدابير وقائية للحماية من الإصابة بالقمل، مثل الحفاظ على النظافة المستمرة للمفارش والبطانيات، وأغطية ومفارش الأرضيات، والأشياء الخاصة بالشخص المصاب، خصوصاً المناشف والقبعات والأمشاط التي يستخدمها.

كما لفتت إلى أهمية تخزين الأغراض والملابس الخاصة بالأطفال المصابين في أكياس طوال يوم كامل، لضمان موت الحشرة في تلك الفترة.

وأكدت ممرضة في مدرسة بالفجيرة أن الممرضات في المدارس يبذلن جهودهن للقضاء على القمل والوقاية منه بوساطة مستحضرات طبية يوزّعنها على الطلبة، فضلاً عن تنظيم محاضرات توعية للطالبات وأمهاتهن، لكن تبقى النظافة الشخصية أهم طرق العلاج والوقاية.

والدة طالبة في المرحلة الابتدائية في الفجيرة، فضلت عدم نشر اسمها، أكدت أنها تحرص على نظافة ابنتها بشكل يومي، وفي الإجازات لا تعاني أي شيء، إلا أنها حين تعود إلى المدرسة تجد قملاً في رأسها، ما دفعها إلى التواصل مع إدارة المدرسة لحل المشكلة التي بدأت تقلقها، لأن القمل انتقل من ابنتها إلى أطفالها الصغار.

وحسب الأم، فإن إدارة المدرسة تجاوبت معها، وخصصت ندوة للأمهات، شرحت فيها ممرضة المدرسة طرق التخلص من القمل والقضاء عليه، كما تطرقت للأضرار الناجمة عن عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية للأطفال.

والد أحد الطلبة، لجأ إلى حلاقة شعر ابنه كاملاً، بعد تكرر إصابة فروة رأسه بالقمل، موضحاً أن هذا الحل جاء بعد محاولات فاشلة للقضاء على القمل، استخدم فيها أنواعاً عدة من الأدوية و«الشامبو». وأبدى مخاوفه من تأثيرات هذه الحشرات بين الطلبة، إذ قد تصيب الطالب بفقر الدم أو غيره من الأمراض، فضلاً عن أن الطالب المصاب يصبح مرفوضاً من قبل زملائه، ما يؤثر سلباً في حالته النفسية، وتالياً ينخفض مستوى تحصيله العلمي.

ودعا إلى ضرورة تكثيف المحاضرات المدرسية في هذا الجانب، وفي حال اكتشاف إصابة طالب يجب إبلاغ أهله بأسرع وقت، ليتمكنوا من إعطائه العلاجات المناسبة بشكل فوري، قبل أن يتسبب في انتقال العدوى إلى زملائه.

(أم محمد)، وهي أم لطفلتين، عزت انتشار عدوى القمل بين الطالبات إلى غياب النظافة الشخصية عند بعضهن، مضيفة: «إدارات المدارس مطالبة باجراء التفتيش المستمر، وتعزيز التوعية بين الطالبات بضرورة عدم تبادل الأدوات الشخصية، مثل المشط وغيره من الأدوات التي تساعد على نقل العدوى».

ولم تتوقف عدوى القمل عند الطلبة، حسب معلمة اللغة العربية في إحدى مدارس الحلقة الأولى في الفجيرة، أمل راشد، التي قالت إنها أصيبت بالقمل نتيجة انتشاره بين الطالبات في الفصل، الأمر الذي أصابها بالقلق، خصوصاً أن لديها رضيعاً وتخشى أن تنتقل العدوى إليه، ما جعلها تستخدم الأدوية الوقائية من الحشرة لفترة طويلة.

ورأت أن الآباء والأمهات هم المعنيون بالاهتمام بنظافة أبنائهم الشخصية، ودور الممرضة في المدرسة هو تثقيفهم بكيفية الاهتمام بذلك، فضلاً عن دورها في علاج الطلبة الذين يعانون القمل، عن طريق العلاجات الخاصة كالشامبو والبخاخات المخصصة لذلك.

«الدور الرئيس الذي تقوم به الممرضة في كل مدرسة بخصوص القمل، هو تفتيش شعر الطلبة، وتوزيع الشامبو المخصص للوقاية ولعلاج القمل، إذ تجري بين فترة وأخرى تفتيشاً مفاجئاً على شعر الطالبات والأظافر، ويتم تحديد عدد الطلبة الذين يعانونه»، حسب الممرضة التابعة لوزارة الصحة التي تعمل في إحدى المدارس الحكومية في الفجيرة، نسرين محمد، التي أشارت إلى أنه «في بعض الأحيان تصل شكوى من إحدى الطالبات بإصابة زميلات لها بالقمل، فتتولى الممرضة توعية الطالبات وأمهاتهن، عبر دورات تثقيفية تعقد في المدرسة، حول كيفية التخلص من القمل بأساليب طبية سليمة».

ومن أعراض الإصابة بالقمل، وفقاً لمحمد، حكة تنتج عنها جروح في فروة الرأس، وظهور حبوب حمراء صغيرة عليها، وعلى الرقبة والأكتاف، بسبب تحسس الجلد من القمل الذي يتغذّى على دم الإنسان، ويوجد عادة خلف الأذن، وفي مؤخرة الرأس عند الرقبة، ويتواجد بيض القمل على الشعر، وهو يشبه كثيراً القشرة، لكن الفارق أنه صعب الإزالة، كما يتسبب القمل في الإصابة بالأكزيما والحكة الشديدة والالتهابات، موضحة أنه لا توجد دراسات تثبت أن القمل يتسبب في أمراض عضوية للأطفال، إلا أن إفرازات لعابه قد تسبب التهابات وحساسية شديدة بفروة الرأس.


سمية الحمادي

SMohamed@emaratalyoum.com

تويتر