رعى منتدى دبي الصحي وتفقد المعرض المصاحب له

محمد بن راشد: الاستثمار في قطاع الصحة بالدولة الأهم على المديين القريب والبعيد

صورة

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن قطاع الصحة في دولة الإمارات عموماً، ودبي خصوصاً، يحظى باهتمام سموه كونه القطاع الأهم الذي يلامس حياة الإنسان وسعادته ومستقبل الأجيال، معتبراً سموه أن الاستثمار في هذا القطاع هو الأهم والأنجح على المديين القريب والبعيد، لاسيما في العنصر البشري، وتوفير الكوادر المؤهلة تأهيلاً عالياً، لإدارة وتشغيل هذا القطاع الذي يتطلب حرفية عالية وأولوية قصوى ورؤية ثاقبة وبحوثاً ودراسات علمية، تفضي إلى اكتشافات مهمة في مجال الطب والرعاية الصحية بجميع جوانبها الوقائية والعلاجية، لضمان قدرة هذا القطاع على مواكبة التطور العالمي في مجال الطبابة والاختراعات العلمية والتقنيات الحديثة، التي باتت تشكل أساس التقدم في قطاع الصحة في بلادنا والعالم.

نائب رئيس الدولة:

- قطاع الصحة في الدولة ودبي يحظى باهتمامي، كونه القطاع الأهم الذي يلامس حياة الإنسان.

- على الجهات المتخصصة في دولتنا تكثيف الجهود، وتوظيف العقول والكفاءات البشرية.

وأشاد سموه، خلال رعايته، أمس، أعمال منتدى دبي الصحي، الذي تنظمه هيئة الصحة في دبي على مدى يومين، بمشاركة عدد من وزراء الصحة العرب والخبراء وأطباء وباحثين من مختلف دول العالم، بفكرة المنتدى بمشاركة وزراء وكوادر طبية وعلمية وخبراء محليين ودوليين.

ودعا سموه الجهات المتخصصة في دولتنا إلى تكثيف الجهود، وتوظيف العقول والكفاءات البشرية، وما أكثرها في بلادنا، من أجل التركيز على البحوث والدراسات العلمية في قطاع الصحة، ومواصلة البحث والتحري لكل ما هو جديد في عالم الطب، من أدوية وأجهزة وأساليب حديثة للجراحات والعمليات النادرة، التي تسهم في تأمين حياة صحية آمنة لكل أفراد المجتمع.

وقد حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الجلسة الحوارية الأولى للمنتدى، في فندق غراند حياة بدبي، وإلى جانب سموه رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة في دبي حميد بن محمد القطامي، ونائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي الفريق ضاحي خلفان تميم، ومدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي خليفة سعيد سليمان، وعدد من المسؤولين في هيئة الصحة والضيوف.

وشارك فى الجلسة، التي عقدت تحت عنوان: «الاستثمار في مجال البحوث والدراسات العلمية في القطاع الصحي»، وزير الصحة ووقاية المجتمع عبدالرحمن بن محمد العويس، ووزير الصحة في سلطنة عمان الشقيقة الدكتور أحمد محمد السعيدي، ووزير صحة سابق في دولة قطر الشقيقة عبدالله بن خالد القحطاني.

«روبوت» يجري جراحات دقيقة بمستشفيات دبي

كشفت هيئة الصحة في دبي أنها بصدد إدخال أجهزة الروبوت، لإجراء الجراحات المعقدة والدقيقة بمستشفيات دبي قريباً، ضمن خطتها لإعداد غرفة «عمليات المستقبل»، وفق مدير المكتب التنفيذي للتحول التنظيمي في الهيئة الدكتور محمد الرضا.

وأكد الرضا، لـ«الإمارات اليوم»، أن إدخال الروبوت إلى غرف العمليات، يشكل طفرة علمية وطبية هائلة، ستعزز جودة الخدمات الطبية المقدمة، وستقلل هامش الأخطاء.

من جهته، أفاد استشاري جراحة المسالك البولية وجراحة الإنسان الآلي، الدكتور ياسر السعيدي، بأن الروبوت الذي تعتزم الهيئة إدخاله إلى غرف عمليات مستشفيات دبي، من شأنه رفع معدلات الدقة في إجراء العملية إلى أعلى مستوياتها، مقارنة بالطرق التقليدية.

وتركز الحوار، خلال الجلسة، على أربعة عناصر، أولها الوقاية الصحية التامة، والاستثمار في العنصر البشري، وتنفيذ مشروعات استثمارية اجتماعية وصحية، والربط بين المراكز العلمية المتخصصة، خصوصاً مراكز البحوث والدراسات بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وتفقد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المعرض المصاحب للمنتدى، والذي تشارك فيه هيئة الصحة، وعدد من الشركات المتخصصة والمستشفيات الخاصة في الدولة، التي تعرض تقنيات عالية وحديثة من البرامج العلاجية والأجهزة الطبية المتطورة، واستمع سموه من القائمين على هذه التقنيات والبرامج إلى شرح حول عمل الأجهزة والتقنيات المستخدمة في مجال العلاج والطبابة على مستوى الدولة.

من جانبه، أكد رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة في دبي حميد القطامي، أن قطاع الصحة يشكل الركن الأساسي في نهضة الشعوب وتقدم الأمم، وهو القطاع الأشد تأثيراً في مسارات التنمية البشرية، لارتباطه الوثيق بالقدرات الإنتاجية لأفراد المجتمع، واتصاله المباشر بحياة الإنسان، إذ يعد القطاع الصحي من أسرع القطاعات تطوراً، وأكثرها مواجهة للتحديات المستقبلية، ما فرض علينا إطلاق المنتدى ليكون المنصة المحلية العالمية، المعنية بتبني جميع الأطروحات والأفكار المبتكرة، والحلول الناجعة لجميع الإشكاليات والقضايا الصحية العالقة، خصوصاً تلك التي باتت تؤرق المجتمعات وتهدد التنمية المستدامة.

وقال إن محاور المنتدى جاءت مطابقة للواقع وتطلعاتنا للمستقبل، مع مراعاة مجموعة التحديات الناشئة من النمو المتسارع الذي تشهده دبي، لترتكز محاورنا باختصار شديد في التكنولوجيا الصحية بين الاستشراف والتحديات، والتنمية المستدامة والابتكار، والكوادر الصحية بين التمكين والاحترافية، والحوكمة والتشريعات الصحية، والريادة الصحية، والاستثمار لمجتمع أكثر صحة وسعادة، إضافة إلى الصحة العامة والمجتمعية.

وناقش المشاركون في المنتدى الأفكار والمبادرات المبتكرة، لتعزيز الدور الحيوي الذي يقوم به قطاع الرعاية الصحية لدعم جهود البلدان المختلفة، للوصول إلى المدن الذكية.

واستعرض المشاركون، خلال الجلسة العلمية التي نظمها المنتدى حول الصحة في المدن الذكية، وشارك بها كل من: المدير العام لمكتب دبي الذكية الدكتورة عائشة بن بشر، والمحلل في مجال الصناعة سوزان أتلينقر، والمتحدث العالمي الدكتور أشكان فاردوست، النجاحات التي حققتها دبي في مجال الوصول للمدن الذكية، والتي تحولت إلى المدينة الأذكى والأسعد عالمياً، من خلال إطلاق أكثر من 100 مبادرة و1000 خدمة، تغطي كل مجالات الحياة، وهي المحاور التي تحاول غيرها من المدن تحسينها، مشيرين إلى أن قطاع الرعاية الصحية هو جوهر السعادة، وأن دبي تستشرف المستقبل الأفضل بأفكارها وتطلعاتها ومبادراتها المستمرة.

وأشار المشاركون في الجلسة إلى الارتباط الوثيق بين الرعاية الصحية والسعادة، وهو إحدى الرؤى الأساسية التي تتبناها دبي، لافتين إلى التقارب والتكامل بين البيانات، وإمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي، واستغلال التقنيات المتاحة لتحسين حياة الناس، والبدء بالتفكير التصميمي للوصول إلى أفضل السيناريوهات.

واستعرضت الجلسة العلمية الجهود التي قامت بها إمارة دبي ونظرتها الشمولية للمدن الذكية، من خلال تغطية سبعة محاور متكاملة، لتقديم مدينة ذكية شاملة، بدلاً من التركيز على محور واحد، كما يفعل العديد من البلدان المهتمة بهذا المجال، مشيرين إلى أهمية البيانات التي تعتمد عليها اقتصادات المعرفة ومشاركة هذه البيانات وتوفيرها للعامة، مع الحفاظ على خصوصية وأمن المعلومات، لافتة إلى أهمية التشريعات المنظمة لذلك.

كما استعرضت الجلسة العلمية مبادرات هيئة الصحة بدبي، وجهودها في تحويل دبي إلى مدينة ذكية، من خلال مشروع سلامة، والسجل الطبي الموحد للمريض، مؤكدة أهمية استغلال التكنولوجيا والتقنيات المختلفة، لإيجاد الحلول الذكية للوصول إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة.

التفكير التصميمي لتحسين تجربة المريض

أكد مشاركون في منتدى دبي الصحي أهمية تبني التفكير التصميمي في الرعاية الصحية، لتحسين تجربة المريض، خلال رحلته العلاجية وتلبية تطلعاته واحتياجاته، لتحقيق أقصى درجات الرضا الممكنة.

وأشارت جلسة علمية، شارك فيها كل من: المدير التنفيذي ومؤسس مستشفى الأعصاب والعمود الفقري بدبي الدكتور عبدالكريم مسدي، ومدير التصميم في شركة «سكرين إنتراكشن» دانييل بيترسون، إلى أهمية طريقة التفكير التصميمي، التي تسمح لمؤسسات بتحقيق التنافسية من خلال تفهم توقعات واحتياجات المستخدمين، وتصميم وتطبيق وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي يواجهونها، مع أهمية استخدام أدوات بناء الجسور بين مختلف التخصصات الطبية، وتعزيز المعرفة في مجال العمل.

طابعات ثلاثية الأبعاد لخدمة طب الأسنان قريباً

كشفت هيئة الصحة في دبي أنها بصدد إدخال تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد إلى خدمات طب الأسنان في مراكز ومستشفيات الهيئة قريباً، وفق مدير إدارة خدمات طب الأسنان في الهيئة الدكتورة حمدة مسمار، مؤكدة أن الهيئة بصدد توفير أجهزة الطابعات الثلاثية الأبعاد، لتخدم مراكز ومستشفيات الهيئة، خلال الأيام القليلة المقبلة. وأوضحت مسمار لـ«الإمارات اليوم»، خلال عرض الطابعة التي ستدخل خدمات طب الأسنان، خلال فعاليات منتدى دبي الصحي، الذي بدأت فعالياته أمس، أن الطابعات المتطورة تستطيع صب 54 قالب أسنان يومياً، في الوقت الذي يتطلب فيه صب القالب الواحد بالطرق التقليدية ساعة ونصفاً على الأقل، إضافة إلى الدقة المتناهية في طباعة قوالب الأسنان، مقارنة بالطرق التقليدية، حيث تقلل هامش الخطأ إلى ما يقارب الصفر، إضافة إلى سرعة الإنجاز.

وذكرت أن طبيب الأسنان، باستخدام التكنولوجيا الجديدة، يستطيع أن يأخذ مقاسات الأسنان من خلال جهاز الماسح الضوئي، وإرسالها إلى الطابعة الثلاثية الأبعاد مباشرة، من خلال جهاز الحاسب الآلي، لتقوم بتنفيذها في أسرع وقت ممكن.

وتتميز الطابعة بكونها تختصر الوقت إلى حد كبير، وتستطيع العمل على مدار الساعة، كما تقلل فرص الإصابة بالعدوى إلى الحد الأدنى.

الوقاية المسبقة من الأمراض توفر 27 ضعف نفقات الإصابة

طالب وزراء صحة، مشاركون في منتدى دبي الصحي، بضرورة تعزيز منظومة الصحة في دول مجلس التعاون، والتركيز على جانب الوقاية، خصوصاً الوقاية من الأمراض غير السارية، وتحقيق الاستثمار الأفضل في الموارد البشرية، ودعم البحث العلمي والطبي المتخصص، وإيجاد روابط وثيقة بين مراكز البحث العلمي في دولة المجلس، وتبني تنفيذ مشروعات صحية حيوية، لاسيما المتصلة بأمراض السكري والسمنة.

وأكد وزير الصحة ووقاية المجتمع، عبدالرحمن العويس، ضرورة التركيز على البرامج الوقائية للأمراض المختلفة، بشكل مبكر، مؤكداً أن الوقاية المسبقة من الأمراض توفر نحو 27 ضعفاً من النفقات في حال الإصابة.

ولفت إلى أن الدولة قطعت شوطاً كبيراً على طريق الإبداع والابتكار، وأن هذا الشوط تم ربطه بقطاع الصحة، وخدمة هذا القطاع الحيوي، كما تم ربطه كذلك بالبحوث العلمية.

من جهته، طالب وزير الصحة في سلطنة عمان، الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي، بضرورة تعزيز منظومة الصحة في دول مجلس التعاون، والتركيز على جانب الوقاية، خصوصاً الوقاية من الأمراض غير السارية، وتحقيق الاستثمار الأفضل في الموارد البشرية، ودعم البحث العلمي والطبي المتخصص، وإيجاد روابط وثيقة بين مراكز البحث العلمي في دول المجلس، وتبني تنفيذ مشروعات صحية حيوية، لاسيما المتصلة بأمراض السكري والسمنة.

بدوره، أشار وزير الصحة العامة الأسبق بدولة قطر، عبدالله بن خالد القحطاني، إلى ضرورة توسيع نطاق الاستثمار في البحوث الطبية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن دولة قطر لديها صندوق خاص لدعم البحث العلمي، وجوائز تحفيزية، وأن المطلوب بشكل عام في هذا الاتجاه هو ربط البحوث بمنتج نهائي، سواء كان المنتج هو تجهيزات طبية أو ممارسات مهنية أو أدوية.

تويتر