تعرّف إلى بعض الأجسام الغريبة المستخرجة من المجرى التنفسي لـ20 طفلاً في مستشفى المفرق

أجرى مستشفى المفرق، التابع لشركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) نحو 20 عملية منظار لإطفال لاستخراج أجسام غريبة عالقة في مجراهم التنفسي خلال العامين الماضيين، بحسب ما ذكر المدير الطبي بالإنابة في المستشفى واستشاري طب الأطفال وأمراض الجهاز التنفسي، الدكتور أنور سلام.

 وقال الدكتور سلام إن من المواد التي تم استخرجها قشور الحب، وبعض الألعاب الصغيرة، نتيجة بلعها أثناء لهو الطفل أو الاستلقاء وهي بفمه.

وطالب الدكتور سلام أولياء الأمور ومن يقوم برعاية الأطفال سواء في البيوت أو المدارس أو رياض الأطفال، بضرورة مراقبة الأطفال والانتباه لأعراض الاختناق السابق ذكرها، وتجنب إعطاء الطفل دون الثلاث سنوات الألعاب ذات الأجزاء الصغيرة أو الأقلام القابلة للفك، والحرص على وضعها بعيداً عن متناول الطفل.

ودعا سلام أولياء الأمور لمراعاة أعراض وجود جسم غريب في رئة الطفل للمسارعة في إجراء المنظار وانقاذ الطفل قبل تفاقم حالته، حيث تبين أن العديد من هذه الحالات يتم سوء معاملتها وعلاجها من خلال التشخيص الخاطئ.

وأكد أن "وصول الجسم الغريب إلى داخل الرئة يؤدي إلى معاناة الإنسان من سعال مزمن والتهابات رئوية متكررة نتيجة التشخيص الخطأ، لذلك يجب على الطبيب الذي يقوم بفحص المريض أن يراعي احتمال وجود جسم غريب في مجرى التنفس ويتأكد من نتائج التصوير حتى وأن استدعى الأمر طلب مشورة طبيب آخر للتأكد من خلو مسالك الهواء والرئة"، مضيفا أن "وصف أدوية علاج الربو لا تجدي نفعا، فهناك العديد من الحالات التي تصل إلى مستشفى المفرق تم علاجها مسبقا بأدوية الربو في حين أن الطفل لا يعاني من الربو ولا تتحسن حالته بعد استخدام هذه العلاجات".

وأشار إلى أن الاختناق بالأجسام الغريبة يعد من الحالات الطارئة التي قد تؤدي إلى وفاة الإنسان أو تعريضه للإعاقة الذهنية أو المرضية في كثير من الأحيان. ويعد الأطفال أكثر عرضة لخطر الاختناق لاعتيادهم إدخال جميع الأشياء في أفواههم، ومن الأجسام الغريبة الشائعة التي تسبب اختناق الأطفال هي الأطعمة بالأخص البذور والحبوب، والمكسرات، والحلوى، والسكاكر، والخضروات، والفواكه، بالإضافة إلى الألعاب ذات الأجزاء الصغيرة، والأقلام القابلة للفك.

وعن الأعراض التي قد تظهر على الطفل، أوضح الدكتور أنور سلام، أن الأعراض تتشابه في حالة وجود جسم غريب في مجرى التنفس بأعراض الربو، ما قد يفسره الوالدان بأن الطفل مصاب بالربو فيتم إهمال العلاج الصحيح، حيث قد لا تظهر أعراض الاختناق على الطفل ولكن قد يعاني بعد فترة زمنية من السعال بالأخص الذي تبدأ بصورة مفاجئة، والحرارة، وصعوبة التنفس، وألم الصدر، وفي الحالات الخطرة يصاب الطفل بالإزرقاق والإغماء، ووجود صفير في الصدر أو في جهة واحدة من الصدر، والالتهاب الرئوي المتكرر، وهي أعراض مشابهة للتي ترافق الربو.

غطاء رأس قلم في رئة طفلة عمرها 6 سنوات

وقال الدكتور سلام إن المستشفى استقبل طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات، حيث كانت تعاني من سعال مزمن لأكثر من عام، وعند زيارتها لأكثر من طبيب واجراء فحوصات طبية لها في أكثر من مستشفى، كانت تشخص على أساس اصابتها بالربو،

ويتم إعطاءها الأدوية الخاصة بذلك، بالإضافة إلى تناولها المستمر للمضادات الحيوية ولكن من دون جدوى، مشيرا إلى أنه وعند وصولها إلى العيادة قررت إجراء المنظار لها، وذلك بعد إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من سبب عدم استجابتها للعلاجات السابقة، وتبين بالمنظار وجود جسم غريب أزرق اللون تبين لاحقا أنه غطاء رأس قلم حبر .

وأكد سلام على أهمية الوضع في الحسبان في حالة ملاحظة أن الطفل "يغص" بأخذه إلى أقرب قسم حوادث حتى يتسنى لطبيب الأطفال فحصه، وعلى الأهل أن يلفتوا انتباه الطبيب إلى أن الطفل قد "غص"، ليتم تصوير الجهاز التنفسي والتأكد من عدم وجود أجسام غريبة يتوجب استخراجها بالمنظار، وفي حالة تأكيد دخول جسم غريب إلى الرئة أو الاشتباه في دخوله، يجب عمل منظار رئوي للطفل من قبل طبيب مختص في هذا المجال.

تويتر