«الإكزيما» الوراثية من أكثرها انتشاراً في الدولة

مستشفى الجامعة بالشارقة يستقبل 200 مريض بأمراض جلدية أسبوعياً

انتشار زواج الأقارب يعد سبباً رئيساً في انتشار «الإكزيما» بالدولة. من المصدر

كشفت استشارية رئيس قسم الجلدية في مستشفى الجامعة في الشارقة، الدكتورة فاطمة مصطفى، أن القسم يستقبل من 150 إلى 200 مريض أسبوعياً، يعانون أمراضاً جلدية حادة أو مزمنة، لافتة إلى أن من أكثر الأمراض انتشاراً في الدولة مرض الإكزيما الوراثية، الذي ينتشر في العالم أجمع بنسبة تصل إلى نحو 10% من إجمالي سكان العالم، بينما تصل نسبة الإصابة به في الإمارات إلى 14.4% من جملة السكان.

وعزت ارتفاع نسبة الإصابة بهذا المرض في منطقة الخليج عموماً إلى انتشار زواج الأقارب، إذ إن العامل الوراثي هو أحد الأسباب المسببة له، إضافة إلى بعض الأسباب البيئية مثل الغبار وارتفاع درجات الحرارة أو البرودة الشديدة أو الرطوبة.

وأوضحت مصطفى، أن هذه النسبة المقدرة بـ14.4% يحتل الأطفال منها النسبة الأكبر بنحو 70% من جملة المصابين، مضيفة أن الدراسات والإحصاءات أثبتت أن 35% من جملة هؤلاء المرضى معرضون للإصابة بالتهابات في الجيوب الأنفية، و30% من مرضى الإكزيما الوراثية أيضاً معرضون للإصابة بالربو الشعبي.

وتابعت أنه بالنسبة لعلاج الإكزيما الوراثية، فإن هناك معتقداً خاطئاً لدى معظم المرضى، بأن العلاج هو الأساس لمقاومة المرض، بينما في الواقع الوقاية هي الأساس، ثم تغيير أسلوب حياة المريض، مبينة أن الاضطراب الوراثي في مادة الفيلاغرين الموجودة في خلايا البشرة، يترتب عليه عدم قدرة الجلد على ترطيب طبقاته، وتالياً يؤدي إلى حكة شديدة، وغزو البكتيريا العنقودية للبشرة، وازدياد الأجسام المضادة التحسسية لتلك البكتيريا في الدم.

وأفادت بأن تغيير أسلوب حياة المريض يهدف إلى استعادة المريض لمكونات الجلد المفقودة من خلال استخدام مرطبات الجيل الثالث بشكل سليم مرتين على الأقل يومياً.

وحول مرض الصدفية، أكدت مصطفى، أنه ثالث أكثر الأمراض انتشاراً في العالم بعد مرض الاكتئاب النفسي وأمراض الجهاز التنفسي، إذ يصيب ما بين 1% و2% من سكان العالم، وأن 20% ــ 30% من هؤلاء المرضى يصابون بصدفية الأظافر وبالصدفية المفصلية، موضحة أن الصدفية مرض يصيب الجلد بقشور مزمنة وإحمرار شديد قد يصاحبه حكة، وفي بعض الأحيان يصيب الأظافر، إما يفقد الظفر ملمسه الناعم ويتسبب في كسره، أو يتسبب في انفصال الظفر عن مهده، وأحياناً يتسبب في حدوث التهاب حول الجلد المحيط بالظفر، وفى بعض الحالات تتسبب الصدفية في حدوث تقشر مزمن في فروة الرأس.

وتابعت: «يستطيع مريض الصدفية الاعتماد على الدهانات الموضعية شريطة أن تكون الصدفية إصاباتها محدودة ولا تؤثر إلا في أقل من 10% من سطح الجلد فقط، وبمجرد أن تحتل الصدفية أكثر من 10% من سطح الجلد أو تصبح الإصابات شديدة التدرن والالتهاب أو تحتل مناطق حساسة من الجسم، مثل منطقة العنق والأظافر، عندئذ يجب أن يكون العلاج جهازياً ولا يعتمد فقط على الدهانات الموضعية».

وشرحت مصطفى أن الإنزيمات المتراكمة في الجلد والدورة الدموية والناجمة عن نشاط المرض المزمن، تسبب أضراراً متلاحقة ومزمنة في القلب والأوعية الدموية، وتؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول في الدم، والإصابة بمرض السكر.

تويتر