«غرفة دبي»: ضخ مزيد من الاستثمارات في الخدمات الطبية يحقق عوائد مجزية

توقع تقرير لغرفة تجارة وصناعة دبي، أن يؤدي ضخ مزيد من الاستثمارات في المستشفيات والخدمات الطبية في الإمارات إلى تحقيق عوائد مجزية للقطاعين العام والخاص، لافتاً إلى أن الدولة قد تستفيد من هذه الاستثمارات مع النمو القوي المتوقع في السياحة الطبية.

وجاء في التقرير الذي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، أن السياحة الطبية تحظى باحتمالات نمو قوية، إذ يركز القطاع في دبي على دول مثل روسيا، ودول آسيا الوسطى، فضلاً عن دول جنوب آسيا مثل باكستان والهند، وكذلك دول إفريقية، إذ يحتاج الناس في تلك الدول إلى الحصول على عناية طبية عالية الجودة وأجهزة طبية حديثة قد لا تتوافر في دولهم، مشيراً إلى أن دبي تعد وجهة مثالية وقريبة لهؤلاء الأشخاص للحصول على الرعاية الطبية.

وذكر أنه من المتوقع أن تؤدي الزيادة في استخدام تكنولوجيا جديدة في تشخيص الأمراض وتطبيقات الرعاية الصحية عبر الهواتف المحمولة إلى تعزيز وضع دبي مركزاً للخدمات الطبية والرعاية الصحية.

وأفاد التقرير بأنه مع تحسن الوعي بأهمية الرعاية الصحية العالية الجودة في الدول النامية، قد تكون هناك فرص نمو في مجالات العناية بالأسنان وزراعتها، ومعدات التشخيص والبنية التحتية للرعاية الصحية، مثل المستشفيات، لافتاً إلى أنه قد تكون هناك فرص لاستيراد معدات طبية من دول متقدمة وإعادة تصديرها إلى أسواق المناطق النامية القريبة، كما أنه من الممكن الاستثمار في البنية التحتية الطبية من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص، التي قد تكون مجزية.

وأشار إلى أن الزيادة في عدد سكان العالم وارتفاع الدخل في الدول النامية أديا إلى توسع الطلب على مجموعة من منتجات وخدمات الرعاية الصحية والطبية.

رعاية متخصصة

كما أشار التقرير إلى أن الرعاية الطبية المتخصصة مثل عمليات الأسنان ومبيعات المعدات التشخيصية عالية الجودة تعد من المجالات المتخصصة التي قد تشهد نمواً، منبهاً إلى أن هذا المجال يعد من محركات النمو الأخرى لقطاع السياحة الطبية في دبي.

وأوضح أن فرص نمو القطاع الأخرى في الإمارات تشمل زيادة استخدام المعلومات الصحية عبر الهواتف المحمولة والتطبيقات الصحية الجديدة التي توفر المعلومات الصحية، وتساعد في الحصول على تشخيص سريع ومناسب.

وبين أن 66.3% من الإنفاق على الرعاية الصحية في الإمارات خلال 2015 تأتي من القطاع العام، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن القطاع الخاص سيشهد زيادة تدريجية في حصته من إجمالي الإنفاق على الرعاية الصحية من 33.7% خلال العام الجاري إلى نحو 35.9% في عام 2019.

كما توقع أن يبلغ إجمالي الإنفاق المحلي على الرعاية الصحية في الدولة نحو 48.95 مليار درهم في عام 2015، مبيناً أن تنامي عدد السكان وزيادة الدخل، أديا إلى نمو قوي في الإنفاق على الرعاية الصحية، المتوقع له أن يحقق نمواً بمعدل سنوي تراكمي قدره 6.42%، وأن يبلغ 62.78 مليار درهم بحلول عام 2019.

ولاحظ التقرير أن محركات الطلب في قطاع الرعاية الصحية تشمل زيادة دخل السكان والتأمين الصحي الإلزامي في دبي، ما يساعد مزيداً من السكان على مقابلة الإنفاق على الرعاية الطبية، مشيراً الى أنه من ناحية العرض، فإن استثمار القطاعين العام والخاص في إقامة مستشفيات جديدة وعلاجات ومعدات طبية مبتكرة، يعني أيضاً توقعات بنمو الرعاية الطبية العامة.

وكشف أن الأدوية التي تباع دون وصفة طبية تهيمن على طلب المستهلك على المنتجات الصحية، إذ من المتوقع أن تسجل معدل نمو سنوي تراكمي قدره نحو 3.58% بين عامي 2015 و 2018.

نمو نشط

وعلى مستوى العالم، توقع تقرير «غرفة دبي» أن يشهد الطلب على الرعاية الصحية نمواً نشطاً مع ارتفاع معدلات الشيخوخة وسط سكان العالم واحتياج الناس في المناطق النامية إلى المزيد من الوعي الصحي مع ازدياد الثروة.

وأفاد التقرير بأنه على الرغم من إنشاء المزيد من المستشفيات والمنشآت الصحية، إلا أن الكثير من سكان الدول النامية لا يتمكنون من الحصول على خدمات صحية عالية الجودة لافتقار هذه الدول إلى بنى تحتية.

ولفت إلى أن تمتع السكان في الدول المتقدمة بقدرات شرائية عالية ساعد على ارتفاع إنفاق الفرد على الرعاية الصحية، موضحاً في الوقت ذاته إلى أن الزيادة في استخدام الدول النامية للتكنولوجيا الطبية مع تنامي الطلب على الرعاية الصحية يؤديان إلى ظهور فرص لإعادة تصدير الأجهزة الطبية إلى تلك الأسواق.

من جهة أخرى، توقع التقرير تنامي الطلب على المعلومات الصحية السريعة التي يحتاجها الناس خلال حركتهم اليومية، مشيراً إلى أنه مع استخدام الهواتف المحمولة بصورة واسعة في الدول المتقدمة وتزايد انتشاره في الاقتصاديات النامية، أصبح توفير المعلومات الصحية عبر «المحمول» طريقة حيوية توفر المساعدة لعدد كبير من الناس، ويمكن تعريف هذه الطريقة بأنها استخلاص وتجميع وتوزيع المعلومات الصحية عبر الهاتف.