انخفاض سن بدء التعاطي إلى 13 عاماً

«الوطني للتأهيل» يعالج 47 طالباً من الإدمان

دراسات المركز أكدت أن الشباب هم الأكثر عُرضة لتعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية. الإمارات اليوم

أفاد المدير العام للمركز الوطني للتأهيل، الدكتور حمد عبدالله الغافري، بأن المركز عالج خلال الفترة الماضية 47 حالة إدمان بين طلبة مدارس، تقل أعمارهم عن 18 سنة، من بينهم فتاة عمرها 17 سنة، مشيراً إلى عدم وجود إحصاءات حالياً عن نسب التعاطي في مدارس الدولة.

4 محاور

أكد المدير العام للمركز الوطني للتأهيل، الدكتور حمد عبدالله الغافري، أن المركز وقع اتفاقية بينية مع مدارس الإمارات الوطنية لتنفيذ برنامج مدرسي متكامل وغير مسبوق لتنمية الصحة، يستهدف مكونات المجتمع المدرسي من طلاب ومعلمين وإدارة مدرسية، وأولياء أمور.

وذكر أن البرنامج الذي يمتد على مدار عام كمرحلة استشرافية، يضم أربعة محاور، هي:

المحور الأول: المهارات الحياتية والوقاية من السلوكيات الخطرة، وهو يهدف الى تنمية المهارات الحياتية لكل الفئات العمرية، إضافة إلى المهارات الوالدية.

والمحور الثاني: الصحة والسلامة، وهو يضم التغذية السليمة والقدرة على الاختيار السليم والمسؤول للطعام، وتحفيز الطلاب على ممارسة الرياضة، واختيار نوع الرياضة، والسلامة المرورية، والاستخدام الآمن لشبكة المعلومات الدولية، وسرية المعلومات الشخصية، والتواصل المسؤول مع الآخرين.

والمحور الثالث: الصحة النفسية، وهو يستهدف الطلاب والمعلمين، ويعنى بتنمية قدرة المعلم على الاكتشاف المبكر للاضطرابات النفسية والسلوكية والمعرفية لدى الطلاب، وتنمية قدرتهم على التعامل مع التحديات النفسية التي تظهر لدى الناشئين. ويضم هذا المحور ورش عمل تعنى بالسلامة النفسية للمعلم، وتنمية مهاراته الذاتية للتعامل مع الضغوط النفسية واضطرابات العمل.

والمحور الرابع: تنمية المسؤولية المجتمعية، وحس المواطنة، وفيه يشارك الطلاب في البرامج المجتمعية التي ينظمها المركز كمعرض الكتاب، ومعرض وقاية، وتنمية روح الابداع ومهارة الإدارة لدى الطلبة من خلال تطوير مشروعات وقاية مبتكرة ومستدامة يقدم المركز الدعم الفني اللازم لتنفيذها.

ويضم هذا المحور أيضاً تطوير سياسات مدرسية للتعامل مع اكتشاف استخدام المؤثرات العقلية بين الطلاب، بالتعاون مع أولياء الأمور، حتى تكون سياسات توافقية يتم إنفاذها داخل أسوار المدرسة وخارجها، إضافة إلى تنفيذ محاور البرنامج كافة من خلال مزيج من الوحدات التعليمية التفاعلية والنشاطات اللاصفية والزيارات الميدانية.

وأكد الغافري لـ«الإمارات اليوم» أن البيانات الإحصائية في المركز تشير إلى انخفاض سن بدء تعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بين المراهقين إلى 13 سنة، مضيفاً أن المركز يجري حالياً استطلاعاً عن الإدمان بالتعاون مع مركز الإحصاء.

وتابع أن استخدام المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بين المراهقين هو إحدى المشكلات التي تواجه كثيراً من الدول، لافتاً إلى أن نتائج دراسات كثيرة أظهرت أن الشباب هم الأكثر عرضة لتعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.

وأوضح أن بيانات إدارة خدمات الصحة العقلية (SAMHSA) في الولايات المتحدة الأميركية لعام 2012، بينت أن ما يقرب من 173 ألفاً و654 شخصاً ممن تزيد أعمارهم على 12 عاماً، استخدموا منتجات التبغ، و111 ألفاً و239 شخصاً تعاطوا الماريغوانا، و78 ألفاً و34 شخصاً تعاطوا المواد المخدرة والمؤثرات العقلية. كما أكدت نتائج الدراسات المحدودة التي أجريت في منطقة الخليج العربي، أن تعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بين المراهقين والشباب هو إحدى المشكلات الصحية في المنطقة، على الرغم من صرامة قوانين مكافحة المخدرات، إضافة إلى القيود الثقافية والدينية في المنطقة.

أنواع الإدمان

وحول أنواع المخدرات التي يتعاطاها طلبة المدارس، قال الغافري، إن بعض المراهقين يتعاطون أو يدمنون غالباً أكثر من نوع من المواد المخدرة، إذ لوحظ أخيراً انتشار إساءة استخدام وإدمان عقاقير طبية بين المراهقين، وهناك حالات تدمن بشكل ثانوي الكحول والمستنشقات، وطلاء الأظافر، وسوائل التنظيف.

وكشف أن دراسات المركز بينت أن استخدام منتجات التبغ شائع جداً بين المراهقين، إذ ذكر مشاركون مراهقون في إحدى دراسات المركز أن سن استخدامهم لمنتجات التبغ بدأ من 10 سنوات، وأنهم يستعينون بالعمال في المنزل (الخادمة أو السائق) لشراء منتجات التبغ من المحال التجارية التي تلتزم بقانون عدم بيعها لمن هم أقل من 18 سنة. وأظهرت نتائج بعض الدراسات العلمية في دول أخرى أن استخدام منتجات التبغ بين المراهقين من الممكن أن يكون بوابة لتعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.

استدراج الطلبة

وحول كيفية وصول المخدرات إلى الطلبة، ذكر الغافري أن دراسات المركز أثبتت أن المواد المخدرة والمؤثرات العقلية تصل إلى الطلاب بطرق مختلفة، أبرزها الرفاق، ووجود متعاطٍ بين أفراد العائلة، وأساليب يتبعها تجار ومروجو المواد المخدرة. كما أن شراء بعض المؤثرات العقلية من المواقع الإلكترونية يعد إحدى الطرق السائدة، على الرغم من صعوبة تحديد نسبة الفئة التي تستخدم الإنترنت لهذه الغاية.

كما أشار مشاركون في إحدى دراسات المركز إلى العيادات الخاصة كمصدر للحصول على الوصفات الطبية من بعض المهدئات والمؤثرات العقلية، للاستخدام غير الطبي. وبينوا أن تجار ومروجي المواد المخدرة يقدمون هذه المواد للمراهقين مجاناً لاستدراجهم في بداية الأمر، ومن ثم بيعها لهم.

وحول آليات مكافحة انتشار المخدرات بين الطلبة، ودور المركز في هذا المجال، أكد الغافري أن المركز الوطني للتأهيل يستمد دوره في التصدي لمشكلة الإدمان بشكل عام من قانون إعادة تنظيمه، الذي جعل المركز جهة الاختصاص في ما يعرف بمقاربة خفض الطلب على المخدرات، التي تضم حزمة من البرامج الوقائية الممنهجة، تتوافق أهداف واستحقاقات كل برنامج منها مع المتطلبات والقدرات المعرفية للفئة العمرية التي يعنى بها البرنامج، إضافة إلى برامج وقائية تستهدف تنمية الممارسات الوالدية.

 

 

 

تويتر