«الوطني للتأهيل» استقبل 678 مريضاً.. وتوجهات لعلاج المقيمين

20 امرأة يعالَجن من الإدمان في أبوظبي

بلغ إجمالي مرضى الإدمان الذين استقبلهم المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي، العام الماضي، 678 مواطناً ومواطنة، إذ خضع 658 رجلاً و20 امرأة لبرامج علاجية وتأهيلية وفق أحدث الأساليب العملية، لمساعدتهم على الإقلاع عن الإدمان، بحسب مدير عام المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي، الدكتور حمد الغافري.

شعلة أمل لمرضى الإدمان

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/02/8ae6c6c54aa0819a014b9d4b92ad3573.jpg

قال مدير عام المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي، الدكتور حمد الغافري، إن المركز عمل منذ إنشائه في 2002 بناءً على توجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وحتى الآن ليكون شعلة أمل لمرضى الإدمان من مواطني الدولة.

وذكر أن المركز يعمل جاهداً لتطوير خدماته لتتلاءم مع حاجات المجتمع والدولة، مع الأخذ بعين الاعتبار اتباع أحدث الطرق العلمية لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان، مشيراً إلى أن افتتاح وحدة مجمع خليفة الطبي والعيادة الخارجية أسهم بشكل كبير في زيادة الطاقة الاستيعابية للمركز، وبالتالي عدد المرضى المستفيدين من الخدمات التي يقدمها، فضلاً عن افتتاح وحدة خاصة لعلاج مرضى الإدمان من المراهقين، وأخرى خاصة لعلاج السيدات.

وقال إن المركز نجح في خلق شراكات عالمية مع مؤسسات علمية وطبية مرموقة داخل وخارج الدولة، منها على سبيل المثال، جامعة مستشفى (ماكلين) الأميركية، جامعة الإمارات، جامعة (كينجز) البريطانية، مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ومنظمة الصحة العالمية.

وقال الغافري لـ«الإمارات اليوم»، إن إجمالي عدد المرضى الذين طلبوا العلاج من الإدمان طواعية، العام الماضي، 466 مريضاً، منهم 451 رجلاً و15 امرأة، في حين بلغ عدد الحالات المحولة من مراكز الشرطة والجهات الأمنية الأخرى، مثل القضاء ومركز الأحداث والسجون، 209 مرضى، منهم 204 رجال وخمس نساء، وبلغ عدد الحالات المحولة من المستشفيات ثلاث حالات.

وكشف الغافري أنه حسب توجيهات المسؤولين ومتابعة مجلس الإدارة للمركز، يتم الآن إجراء دراسة حول إمكانية فكرة علاج المقيمين غير المواطنين من مرض الإدمان باعتباره مرضاً، وذلك بالتعاون مع الشركاء في وزارة الصحة وهيئة الصحة في أبوظبي.

وذكر أن المركز قدم دعماً مالياً لبعض الحالات التي تتابع المركز بانتظام، من خلال صرف مبالغ مالية على شكل قسائم شراء لسد الاحتياجات الأساسية للمريض وأسرته، خصوصاً العاطلين عن العمل، الذين ليس لهم دخل شهري ثابت لسد احتياجات الأسرة وأعباء المعيشة، حيث تم صرف 144 مساعدة مالية للمرضى المستحقين بمبلغ إجمالي قدره 338.5 ألف درهم العام الماضي.

وقام المركز، بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتوطين، بتوظيف سبعة مرضى متعافين في مختلف الجهات الحكومية وشبه الحكومية، وجارٍ العمل على توظيف مجموعة أخرى من المتعافين بالتعاون مع المجلس.

وكشف الغافري أن المركز الوطني للتأهيل يقوم حالياً بإنشاء مشروع مركز التأهيل الوطني بمدينة الشيخ «شخبوط»، حيث يتكون المشروع من سبعة مبانٍ متنوعة تخدم أهداف المركز بمساحة إجمالية تقدّر بـ46 ألفاً و94 متراً مربعاً، تتضمن عيادات ومعامل تخصصية لتحقيق أهداف المركز، ويبلغ عدد الأسرّة المخصصة 169 سريراً، كما يشتمل المشروع على الأعمال الخارجية، مثل الطرق والمواقف والتشجير، التي تبلغ مساحتها 18% من مساحة البناء، ومن المتوقع إنجازه خلال شهر فبراير 2016، فضلاً عن أن المركز يقوم حالياً بعمل دراسة لتقديم خدماته من خلال مراكز تغطي المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي.

وحول الأسباب المؤدية للإدمان، أوضح الغافري أنه «من خلال خبرة المركز الوطني في العلاج والتأهيل تبين لنا وجود العديد من العوامل التي تسوق الإنسان إلى عالم المخدرات، تختلف درجة تأثيرها بين الأشخاص بحسب البيئة التي ينشأ أو يعيش فيها الفرد والسياق الاجتماعي أو الاقتصادي المحيط به، بالإضافة إلى العوامل النفسية والشخصية التي تسهم في زيادة فرصة استخدامه للمخدرات، منها الإهمال وضعف الرقابة الأسرية، والاضطهاد النفسي والجسدي الذي قد يتعرض له الأبناء، ووجود مستخدمين للمخدرات في العائلة، وتأثير الأقران والصحبة السيئة، والاضطرابات النفسية أو الأزمات التي يتعرض لها الشخص في حياته الشخصية أو العملية».

وذكر أن هذه العوامل وغيرها سواء منفردة أو مجتمعة تصنع بيئة مشجعة على استخدام المخدرات إما حباً في التجريب أو وسيلة للهروب من المشكلات والأزمات التي يواجهها الفرد أو بسبب قوة تأثير الأقران والأصدقاء، مضيفاً أنه بجانب تأثير البيئة المحيطة بالسلوك الإدماني للفرد، فإن الإدمان يزيد من تدهور وضع المدمن النفسي والصحي والأسري والاجتماعي والاقتصادي، وبالتالي عزل المتعاطي عن المجتمع، مشكلاً بذلك سلسلة متصلة من العوامل السلبية التي قد تعيده مرة أخرى إلى دائرة الإدمان حتى بعد التعافي.

وأكد الغافري أن هذه الحقائق عن الإدمان، هي أكبر دليل يؤكد ضرورة تزامن العلاج الطبي والنفسي مع إجراءات إعادة دمج المتعافين من الإدمان في المجتمع، وهو ما يحرص المركز الوطني على توفيره لمرضاه بالتعاون مع المؤسسات المتخصصة في الدولة.

وأوضح مدير عام المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي، أن الدمج المجتمعي للمتعافين من الإدمان يتمثل في تزويدهم بالأدوات والمهارات التي تساعد على تصحيح ظروفهم، وتقلل من فرص انتكاستهم وعودتهم إلى التعاطي.

وأشار إلى أن تجربة المركز الوطني في العلاج أظهرت أن المدمن غالباً ما يعود بعد تعافيه وخروجه من المركز إلى ظروف البيئة نفسها التي كانت عاملاً رئيساً في استخدامه المخدرات أو التي تدهورت بفعل التعاطي والإدمان، الأمر الذي يزيد من احتمال انتكاس هذا المتعافي وعودته إلى المخدرات، وليس هذا فحسب، بل إن تلك الظروف تزيد من احتمال انخراط أفراد آخرين من أسرة المدمن في الإدمان، وبذلك تتسع رقعة التعاطي في الأسرة الواحدة، ويزيد خطرها على المجتمع.

وأكد حرص المركز الوطني على توفير الأدوات التي تصحح هذه العوامل أو تقلل تأثيرها، إيماناً منه بدور إعادة الدمج المجتمعي في حماية المتعافي وحماية المجتمع والحد من عبء الإدمان، مشيراً إلى أنه في سبيل تحقيق دمج مجتمعي للمتعافين قام المركز الوطني بعقد اتفاقات تعاون مع مجلس أبوظبي للتوطين لتوظيف مرضى المركز المتعافين مع مؤسسات حكومية وخاصة عدة بهدف تحقيق أهداف المركز في تدريب وتأهيل المرضى وإعادة دمجهم في المجتمع، إذ قام المركز بتقديم 48 دورة تدريبية في التأهيل الوظيفي للمرضى، العام الماضي، تنوعت بين دورات في اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي عن طريق معاهد ومراكز تعليمية معتمدة في الدولة.

وأكد الغافري أن المركز لم يغفل دور التوعية والوقاية من المخدرات، إذ نظم العديد من الاحداث والمبادرات التي تهدف إلى نشر الوعي بين افراد المجتمع بمضار المخدرات، مشيراً في هذا الإطار إلى توقيع المركز اتفاقات تعاون مع كل من مجلس أبوظبي للتعليم ومجموعة مدارس الإمارات الوطنية، وذلك من أجل تطبيق برنامج «فواصل»، الذي يعد من أنجح برامج الوقاية من الإدمان في العالم، كما نظم العديد من حملات التوعية كان آخرها حملة «خلك معانا، حياتك أمانة»، التي شهدت نجاحاً كبيراً واقبالاً من جميع فئات المجتمع.

وذكر أن المركز أنشأ أخيراً معهداً متخصصاً لتقديم خدمات التدريب والتعليم للعاملين في مجال علوم الادمان، واستطاع من خلاله تقديم العديد من الدورات المتخصصة في هذا المجال.

وقال إن المركز يسهم بشكل فعال في مجال الابحاث العلمية الخاصة بمرض الادمان، حيث تم تنفيذ العديد من الدراسات والبحوث العلمية في هذا المجال، وتم عرض معظم هذه الدراسات في مؤتمرات محلية وعالمية، كما يقوم المركز بتنفيذ العديد من المسوحات والدراسات المحلية التي تهدف إلى جمع معلومات خاصة عن واقع المخدرات بالدولة، ومن ثم ترجمة هذه الدراسات إلى توصيات من شأنها الحد من عبء المخدرات بالدولة.

تويتر