مصابون يشكون صعوبة تغطيتهم بالتأمين الصحي

«صحة دبي»: 9% من مرضى الجلدية يعانون «الصدفية»

المصابون يعانون العديد من المشكلات بسبب المرض. أرشيفية

قالت هيئة الصحة في دبي إن عدد مصابي الصدفية ارتفع من 8% العام الماضي إلى 9% من إجمالي مصابي الأمراض الجلدية في «الهيئة» خلال العام الجاري. وشكا مرضى صدفية من ارتفاع كلفة علاجهم، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لإفزام شركات التأمين بعلاج مرضهم.

وقال أطباء أمراض جلدية ومرضى مصابون بمرض الصدفية إن شركات تأمين ترفض التأمين على المرضى المصابين بالصدفية، لكلفة العلاج المرتفعة.

وذكروا أن المرضى غير المؤمن عليهم صحياً يتكلفون نفقات علاج كبيرة، تقدر بآلاف عدة من الدراهم شهرياً للدواء، خلاف رسوم المستشفيات والأطباء.

وشددوا «على ضرورة إيجاد آلية تلزم شركات التأمين بتوفير العلاج لمرضى الصدفية»، خصوصاً ان نسبة المصابين تقدر بـ3% من السكان.

وفي التفاصيل، قال استشاري ورئيس مركز الأمراض الجلدية في دبي، الدكتور أنور الحمادي، لـ«الإمارات اليوم» ان نسبة الإصابة بمرض الصدفية في الدولة تعادل النسبة العالمية، اذ يقدر عدد المصابين بين 2 و3% من إجمالي عدد السكان، 30% منهم يعانون صدفية المفاصل.

وأشار إلى ان المصابين يعانون العديد من المشكلات بسبب المرض، من بينها امتناع بعض شركات التأمين عن توفير التأمين الصحي لهم، حتى لا تتحمل كلفة العلاج المرتفعة، أو تفرض عليهم اقساط تأمين مغالى فيها.

وأضاف يعاني مرضى آلاماً نفسية شديدة نتيجة لنظرة المجتمع السيئة تجاه المرضى، اذ يخشى المتعاملون مع المريض انتقال الصدفية إليهم، على الرغم من ان المرض غير معدٍ.

وأكمل «بسبب النظرة السلبية للمجتمع تجاه المريض، يدخل عدد كبير من المرضى في حالة اكتئاب، وينعزلون عن المجتمع، ما يزيد آلامهم النفسية».

وتابع «يصاب بعض المرضى بأعراض مرضية مصاحبة مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري والسمنة وأمراض القلب والتهابات المفاصل. وأشار إلى ان 75% من المرضى تظهر عليهم الصدفية قبل عمر الـ40، ما يتسبب في آلام نفسية شديدة للمرضى وهم في عمر الشباب.

وحول اسباب الإصابة قال الحمادي: تحدث الإصابة بالمرض لأسباب وراثية، ونتيجة للاستعداد الجيني للشخص.

وأوضح ان هناك عوامل تساعد على ظهور الصدفية، منها الضغط النفسي، وبعض أنواع الأدوية، محذراً من أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

وقال الحمادي ان الدولة توفر أحدث العلاجات المتخصصة في الصدفية، لكن للأسف بعض المرضى يتجهون إلى «قنوات الشعوذة الفضائية التي تبيع لهم ادوية عشبية تصيبهم بأعراض مرضية خطرة». من جانبه، دعا استشاري الأمراض الجلدية في مستشفى ويلكير في دبي، الدكتور أشرف محمد رضا، المجتمع الى التعامل مع مريض الصدفية بوصفه شخصاً غير مؤذٍ وغير ناقل للعدوى.

وأوضح ان المفهوم الخاطئ للمرض، والاعتقاد بأنه مرض معد، يتسبب في نفور المجتمع من مريض الصدفية، ما يحمله اعباء نفسية شديدة، يكون لها تأثيرات سلبية في صحته.

وأوضح ان هذه النظرة تسببت في ان 33% من المرضى يصابون بالاكتئاب، لشعورهم بالوصم ورفض المجتمع لهم، ما يتسبب في تحويلهم الى اشخاص منعزلين عن المجتمع، وتتراجع علاقاتهم الشخصية والدراسية وعلاقاتهم الوظيفية.

وشدد رضا على ضرورة البدء مبكراً في علاج الصدفية، والانتظام في العلاج، للحد من المضاعفات.

من جانبها، حذرت اخصائية الأمراض الجلدية في هيئة الصحة في دبي، الدكتورة علياء المعلا، من اهمال علاج الأطفال المصابين بالصدفية.

وذكرت أن «بعض الأطفال تظهر عليهم أعراض المرض، لكن يهمل الأهل عرضهم على الأطباء، ما يتسبب في تزايد حجم المرض».

وتابعت أن «كثيراً من الآباء يخلطون بين الصدفية والأمراض الجلدية الأخرى عند الأطفال، لذلك لابد أن يسارع الآباء إلى الأطباء، حين يلاحظون بوادر أمراض جلدية على الأطفال». وفي السياق قال مرضى في ندوة نظمتها هيئة الصحة في دبي حول مرض الصدفية، انهم يشكون رفض شركات التأمين توفير تأمين صحي لهم.

وقال المريض خالد علي إن «شركات التأمين تعتبر مريض الصدفية شخصاً مكلفاً، لذلك ترفض التأمين عليه، أو تطلب منه أقساطاً تأمينية كبيرة».

وأشار مريض لم يذكر اسمه إلى ان كثيراً من المرضى من غير المؤمن عليهم، لا يستطيعون تحمل كلفة العلاج، ما يجعلهم يهملون في الحصول على الدواء، الأمر الذي يسبب لهم مضاعفات شديدة. وذكر المريض عبدالكريم علي أن «مريض الصدفية يحتاج الى علاج متواصل، ما يمكنه من تقليل الآثار السلبية للمرض».

وأضاف «الالتزام بخطة علاجية مع الأطباء يساعد على الحد من مضاعفات المرض»، محذراً من ان التوجه إلى محال العطارة، يسلب الأموال ولا يقدم علاجاً للمرض».

تويتر