«السلامة والجودة» في أبوظبي ناقش تأثير الإفراط الدوائي

11 مليار درهم حجم الإنفاق على الدواء في الدولة

«السلامة والجودة» بحث معايير المستحضرات المعقمة في الصيدلة. من المصدر

كشف مؤتمر النور الدولي الثالث للصيدلة، الذي نظمته مجموعة مستشفيات النور، أمس، تحت شعار «السلامة والجودة والتميز في ممارسة الصيدلة» برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، عن أن حجم الإنفاق على الدواء في الدولة من المتوقع أن يصل مع نهاية العام الجاري إلى ثلاثة مليارات دولار (نحو 11 مليار درهم)، وأن 89% من المرضى كبار السن يفرطون في تناول الأدوية.

وتفصيلاً، أكد نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة مستشفيات النور رئيس المؤتمر، الدكتور قاسم العوم، أن الموضوعات التي ناقشها المؤتمر ركزت على تحديات ممارسة الصيدلة، وتأثير الإفراط الدوائي في الاقتصاد، وتطور ممارسة المهنة لتحقيق استخدام آمن للأدوية، وتطرق إلى وضع معايير للمستحضرات المعقمة، والمخاطر الناتجة عن الأدوية النفسية واللقاحات.

الإفراط الدوائي

أوصت دراسة محلية، أجراها مستشفى في الدولة، بضرورة توعية وتثقيف الكادر الطبي والمرضى حول عدم الإفراط الدوائي، والتركيز على وصف أدوية ذات جودة عالية حسب الحاجة، وتجنب التبديل العشوائي للأدوية، ووضع ضوابط داخل المنشآت الصحية للاستخدام الآمن للأدوية، خصوصاً لكبار السن.

وأشارت إلى أن بعض المرضى كانوا يراجعون منشآت صحية لمعالجة المضاعفات الناتجة عن الإفراط في تناول أدوية ما يزيد العبء على المنشآت الصيدلانية، محذرة من تبديل الأصناف الدوائية من قبل الصيادلة في الصيدليات مباشرة من دون الرجوع إلى الطبيب المعالج، ما قد يترتب عنه إعطاء أدوية أقل جودة وبالتالي زيادة نسبة مشكلات المرضى.

وأظهرت الدراسة أن المرضى الأكثر تعليماً أقل عرضة للإفراط الدوائي.

من جانبه، أفاد مدير إدارة سلسلة الإمداد في الخدمات العلاجية الخارجية التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، الدكتور سهيل محمد توفيق فتيح، بأن حجم الإنفاق على الدواء في الإمارات بلغ 1.5 مليار دولار (نحو 5.5 مليارات درهم) عام 2011 بعد أن كان 450 مليون دولار في عام 2004، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يصل حجم الإنفاق على الدواء في الدولة، مع نهاية العام الجاري، إلى ثلاثة مليارات دولار نتيجة الاهتمام المتنامي من قبل القطاعات الصحية في الدولة.

وعزا سهيل ارتفاع فاتورة الإنفاق على العلاج إلى دخول أدوية خاصة بأمراض السرطان والكلى والكبد، مرتفعة الأسعار إلى السوق المحلية، تبلغ سعر العبوة الواحدة أكثر من 10 آلاف درهم، وذلك لحرص «صحة» على اختيار أفضل الأصناف الدوائية للمرضى، لافتاً إلى أن بعض الأصناف رخيصة السعر قد لا تحقق النتائج المرجوة.

وأكد اهتمام القطاعات الصحية بأصناف الأدوية المصنعة محلياً في إطار الاهتمام بالمنتج المحلي وإعطائه الأولوية، طالما توافرت فيه المواصفات المطلوبة، مشيراً إلى أهمية التركيز على الكوادر المتخصصة في الصناعات الدوائية في الدولة في ظل تنامي الصناعة الدوائية والمستحضرات الطبية، ما يتطلب وجود مركز أبحاث متطور لاكتمال منظومة الصناعة الدوائية والمستحضرات الطبية.

فيما عرض أستاذ الاقتصاد الطبي ومجال الصيدلة في أبوظبي، الدكتور مبارك ناصر مبارك العامري، ورقة عمل عن مدى تأثير الإفراط الدوائي في صحة المريض وفي الاقتصاد الطبي، مشيراً إلى دراسة محلية أجريت في أحد مستشفيات الدولة عن تقييم مدى الإفراط الدوائي ومقارنة ذلك بدراسات عالمية.

وأوضح أن الدراسة شملت 237 مريضاً تراوح أعمارهم بين 50 و90 عاماً، وانحصرت الدراسة في تحليل الوصفات الدوائية لهؤلاء المرضى، وأظهرت النتائج أن 89% من المرضى تراوح أعمارهم بين 60 و79 سنة، ممن شملتهم الدراسة، يتناولون أكثر من خمسة أصناف من الأدوية، بناءً على تعليمات الأطباء المعالجين، ما يزيد من نسبة تعرض المرضى لمضاعفات دوائية.

وأضاف العامري أن الدراسة أفادت بأن هناك وعياً من قبل مختصي الرعاية الصحية، خاصاً بإعطاء الأدوية المناسبة والفعالة للمرضى، بعيداً عن الإفراط الدوائي، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك إفراطاً دوائياً قد يكون في محله بالنسبة للمرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة، ما قد يضطر الأطباء المعالجين إلى وصف أكثر من خمسة أصناف من الأدوية لهؤلاء المرضى.

تويتر