بدرالزمان: الزراعة أقل كلفة من الغسيل وهناك ‬1800 مريض غسيل

‬80 عملية زراعة كُلى في «خليفة الطبيــة» خلال ‬5 سنوات

مركز زراعة الأعضاء في مستشفى خليفة الطبية يجمع خبرات متعددة. من المصدر

بلغ عدد عمليات زراعة الكُلى التي أجراها قسم زراعة الأعضاء في مستشفى مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي منذ إنشائه عام ‬2008 حتى نهاية الأسبوع الماضي ‬80 عملية جراحية، كان آخرها زراعة كلى لطفل مواطن يبلغ ست سنوات تلقى تبرعاً من والدته، وزراعة كلى لعامل فلبيني تبرع له أخوه الأصغر بكليته، وكلاهما يعمل ويقيم في أبوظبي.

وقال المدير التنفيذي لقسم زراعة الكلى في المستشفى الدكتور محمد بدرالزمان لـ «الإمارات اليوم» إن عمليات الزراعة أجريت في قسم زراعة الأعضاء لمواطنين ووافدين من مختلف الفئات العمرية، مضيفاً أن المتبرعين هم أقارب للمرضى.

وتابع: «نجري ما بين عمليتين إلى ثلاث عمليات زراعة شهرياً، ويستغرق وقت إجراء العملية ست ساعات مقسمة إلى نصفين، ثلاث ساعات منها لعملية استئصال الكلية من المتبرع، وثلاث ساعات لزراعة الكلية في المريض، لافتاً إلى بقاء المتبرع داخل المستشفى لمدة ثلاثة أيام لحين الشفاء، والمريض لمدة أسبوع حتى الاطمئنان إلى حالته، مؤكداً أن نتائج نجاحات زراعة الكلى التي تجرى في المستشفى تضاهي مثيلاتها في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا».

ولفت بدرالزمان إلى أن حجم الحاجة الحقيقي لزراعة الكلى على مستوى الدولة، يراوح بين ‬300 و‬400 مريض سنوياً.

وأضاف أن هناك ‬1800 مريض غسيل كلوي في مستشفى خليفة حالياً، يضاف إليهم ‬200 مريض جديد سنوياً، بسبب انتشار مرضي السمنة والسكري، وكلاهما ذو خطورة، ويعاني منهما المجتمع الإماراتي.

وأفاد بأن وصول المريض إلى مرحلة الغسيل الكلوي لمدة ثلاثة أيام أسبوعياً يعني أنه دخل في مرحلة متأخرة، وخطرة، ويحتاج بصورة عاجلة إلى زراعة، مؤكداً أن كل مريض غسيل كلوي يحتاج إلى زراعة كلى.

وأكد أن زراعة الكلى أفضل من الغسيل لأنها تغير نمط حياة المريض بشكل كامل، وتفرض عليه وعلى عائلته الحضور بصورة منتظمة الى المستشفى، ثلاث مرات أسبوعياً، لإتمام عملية الغسيل.

ويضيف أن الكلفة المالية لزراعة الكلى أقلّ على المدى البعيد من الغسيل، إذ لا تتجاوز نسبتها ثلث كلفة غسيل الكلى خلال خمس سنوات، مؤكداً أن أطول فترة زمنية لبقاء زراعة كلى في العالم بلغت ‬40 عاماً في حين يراوح متوسط عمر الزراعة الآن من ‬10 إلى ‬15 عاماً، لافتاً إلى أن المحافظة عليها تجعلها تخدم مدة أطول.

وذكر بدرالزمان أن دول مجلس التعاون الخليجي تعمل وفقاً لقانون زراعة الأعضاء من المتوفين. وفي خطوة إيجابية، منذ شهر تقريباً، تم زراعة كلى لمريضة مواطنة تبلغ ‬23 عاماً، من متبرع سعودي، وكانت المواطنة تجري الغسيل الكلوي منذ ‬15 عاما، فيما جاءت الكلية على هيئة إهداء من السعودية إلى الإمارات، لافتاً إلى أن ‬20٪ من زراعة الأعضاء في السعودية تتم من أشخاص متوفين.

ويضيف قطعنا شوطاً طويلاً في إعداد ومناقشة قانون زراعة الأعضاء، لكننا في حاجة إلى معرفة دقيقة لعدد المتوفين القابلين لأخذ أعضائهم، وكذلك قوائم المتبرعين بعد الوفاة، وتحديد أدوات وآليات نقل الأعضاء من أماكنها إلى مستشفى خليفة الطبية حتى يحين وقت زراعتها.

وأفاد بأنه مع صدور القانون في المستقبل القريب سيتم التركيز في البداية على زراعة الكلى، ثم زراعة الكبد، فزراعة البنكرياس، وزراعة القلب.

وقال إن «تفشي أمراض الفشل الكلوي وتليف الكبد حول العالم بشكل ملحوظ، وعدم وجود متبرع حتى من داخل عائلة المريض، يجعلنا نفكر بسرعة في صدور قانون زراعة الأعضاء من المتوفين»، لافتاً إلى أهمية تنفيذ برامج توعية وتثقيف حول أهمية التبرع قبل إجراء عمليات الزراعة.

وقال إن هناك جهوداً متسارعة تبذل ليرى قانون زراعة الأعضاء في الإمارات النور، لافتاً إلى أنه في مراحله الأخيرة، وسيصدر خلال الشهور القليلة المقبلة.

وشرح أنه تم وضع اللمسات الأخيرة لقانون زراعة الأعضاء، لكن العمل جار على إعداد تفاصيل دقيقة تتعلق بماهية توصيف المريض المتوفى دماغياً، أو سريرياً، حتى يمكن الحصول منه على أعضائه.

وأفاد بأن أبوظبي استضافت في ديسمبر العام الماضي ملتقى جمع خبرات عالمية ومحلية ومتخصصين في زراعة الأعضاء لاستعراض الخبرات والأفكار والدراسات، لافتاً إلى قيام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام بتقديم دعم مالي كبير للأبحاث التي تساعد على تطوير زراعة الأعضاء.

وأضاف: «نحن بصدد إنشاء موقع إلكتروني في مدينة خليفة الطبية لتسجيل بيانات المتبرعين الراغبين في كتابة وصية مفادها التبرع بالأعضاء في حالة الوفاة»، مؤكداً وضع اللمسات الأخيرة للموقع، وظهوره إلى النور خلال الشهور المقبلة، لافتاً إلى موافقة الأهل على نقل الأعضاء أثناء الوفاة.

وأكد أن مركز زراعة الأعضاء في مستشفى خليفة الطبية في حالة صدور القانون، سيكون الوحيد على مستوى الدولة، وسيجمع كل الخبرات، وسيمتلك إمكانات عالية، لافتاً إلى وجود ميزانية وخطط توسع للمركز على مدى السنوات الـ‬10 المقبلة، مؤكداً عدم سفر مرضى للخارج لتلقي خدمة زراعة الأعضاء مستقبلاً.

وأفاد بدرالزمان بأن مرضى الغسيل الكلوي معرضون لخطر الالتهاب والوفاة ولا يمكن وضعهم على جهاز الغسيل طوال حياتهم. كما أن مريض تليف الكبد لا يجد غسيلا، وكلاهما يلزمه زراعة فورية وعاجلة. وقال إنه يمكن زراعة الكلى أكثر من مرة، لكن الأمر مرتبط بالصحة والعمر.

تويتر