تبين إصابة رضيعة بالمرض نتيجة خلل في الجينات

مستشفى المفرق يكتشف نوعاً نادراً لـ «سكري» الأطفال

صورة

اكتشفت وحدة السكري بمستشفى المفرق في أبوظبي، نوعاً نادراً لمرض السكري عند الأطفال حديثي الولادة، يتعلق بخلل في الجينات مرتبط بإفراز الأنسولين، وذلك بعد إجراء فحوص وتحاليل طبية على رضيعة سورية، لم يتجاوز عمرها خمسة أشهر.

‬5 حالات جديدة

كشفت استشارية الغدد الصماء والسكري عند الأطفال بمستشفى المفرق، الدكتورة أسماء علي الديب، عن تشخيص خمس حالات إصابة جديدة بمرض السكري، في المستشفى، خلال الشهر الماضي، لافتة إلى أن جميع الحالات لمرضى أطفال تقل أعمارهم عن سبع سنوات، ثلاث حالات بينهم (ثلاث سنوات)، وحالة واحدة (ست سنوات)، وأخرى (سبع سنوات). ولفتت إلى أنه قد تمر أشهر عدة، دون ظهور حالة واحدة جديدة مصابة بالسكري، لكن اللافت ظهور خمس حالات جديدة دفعة واحدة خلال الشهر الماضي، موضحة أنه غالبا ما يرتبط تشخيص المرض وظهوره مع ظهور فيروس مصاحب، لكن لم يحدث ذلك مع تلك الحالات المكتشفة حديثاً. وأفادت بأن أعراض الإصابة مع تلك الحالات، مثل غيرها، وهي زيادة في التبول، وزيادة العطش، ونقص الوزن، وضعف المجهود، لافتة إلى صعوبة تشخيص حالة الطفل حديث الولادة، لاختصار التشخيص على ملاحظة الأم، التي تستشعر زيادة التبول في الحفاضات، وزيادة الوزن، وزيادة نسبة الإزعاج عند الطفل حديث الولادة.

وقالت استشارية الغدد الصماء والسكري عند الأطفال بمستشفى المفرق، الدكتورة أسماء علي الديب، لـ«الإمارات اليوم»، إنه من المتعارف عليه في علاج مرض السكري عند الأطفال حديثي الولادة، أنه لا يمكن تشخيص المرض عند تلك الفئة العمرية، إلا بعد ستة أشهر من الولادة، لكن تبينت إصابة طفلة بالشهر الرابع، واصفة الحالة المرضية بالنادرة.

وأوضحت أن سكري الأطفال مرتبط بخلل جيني في فرز الأنسولين، نتيجة وجود أجساد مضادة وليس عجز البنكرياس على إفراز الإنسولين، ما يسبب مرض السكري عند الأطفال من النوع الأول، لافتة إلى أن صغر سن الطفلة المصابة بالسكري لفت انتباه الجميع.

وأضافت أن مكمن الصعوبة في هذه الحالة معرفة سبب المرض وليس تشخيصه، مؤكدة أنها المرة الأولى بالدولة، التي يتم فيها اكتشاف إصابة طفلة يقل عمرها عن ستة أشهر بمرض السكري نتيجة خلل جيني.

وتابعت استشارية الغدد الصماء والسكري عند الأطفال، أنه تم أخذ عينات دم من الطفلة ووالدها وأمها، وإرسالها إلى مركز متخصص بفحص الجينات المرتبطة بأمراض السكري في لندن، وجاءت النتيجة أن الطفلة مصابة بخلل جيني نادر يؤدي إلى عدم إفراز الأنسولين في الجسم، ما يعرض الطفلة لمرض السكري، وتضيف بسبب معرفة مسببات المرض تم تحويل طريقة العلاج للطفلة، وبدلا من إعطائها حقن أنسولين متكررة، عن طريق الوخز يتم علاجها حالياً بإعطائها حبة دواء مذابة لخفض معدل السكري في الدم.

وأشارت إلى أن والدة الطفلة تتولى إذابة حبة الدواء في نصف كوب مياه، وإعطاءها للطفلة مرتين يومياً، ومواظبة على العلاج منذ ثلاثة أشهر، وأثبت العلاج فاعليته من خلال فحص الدم الذي أثبت خفض نسبة السكري التراكمي في الدم إلى المعدل الطبيعي في جسم الطفلة.

وأكدت الديب وجود عديد من المرضى لم يتعرفوا إلى مسببات السكري لديهم، وتلك الشريحة اكتفت بتشخيص المرض وتعالج بوخز إبر الأنسولين، على الرغم من إمكانية تحويل علاجهم، كما هي الحال لتلك الحالة النادرة، بما يجنبهم الوخز المتكرر للابر، وتضيف نواجه مشكلة في عملية التعرف إلى مسببات مرض السكري، لأنه يحتاج إلى مزيد من الفحوص، حتى يمكن تشخيص مسببات المرض بدقة، ثم وصف الدواء المناسب لكل حالة على حدة.

وأفادت بأن معظم من يتم تشخيص مرضهم على أن مسبباته جينية يرتبط بمرض السكري من النوع الأول، ويحتاج المريض إلى طرق مختلفة من العلاج تجنبه الوخز المتكرر بالابر. وبينت الديب أن تشخيص مسببات مرض السكري في البداية يوضح ما إذا كان المريض يعاني نقصاً في فرز البنكرياس للانسولين، مع هذه الحالات يتم العلاج بإبر الانسولين المعتادة، حتى لو اكتشف المرض في بدايته، ويستمر العلاج بوخز الإبر، وإذا كان المرض نتاج خلل جيني، ويكتشف في الأشهر الأولى من الولادة، يتم التعامل مع المرض على أنه سكري من النوع الأول، ويمكن إجراء فحوص لمعرفة مسببات المرض، وتحويل طريقة العلاج، حال ثبوت ارتباط السكري بالخلل الجيني.

من جهة ثانية أفادت الديب، بأن قسم الغدد الصمام والسكري عند الأطفال بمستشفى المفرق، يستقبل ثماني حالات يومياً لفئات عمرية من عمر المواليد وحتى ‬18 عاماً، نسبة المواطنين بينهم ‬70٪ والمقيمين ‬30٪. وأوضحت أن نسبة الإصابة متساوية بين الذكور والإناث، مشيرة إلى أن العيادة تستقبل نحو ‬200 طفل مصاب بالسكري، على مدار العام، من الفئة العمرية من (‬9 إلى ‬14 عاما) ‬95٪ منهم من مرضى السكري من النوع الاول، و‬5٪، من النوع الثاني المرتبط بالسمنة، وأن ‬95٪ من إجمالى المرضى المصابين يعالجون بالأنسولين، بينهم نسبة تراوح بين (‬40 و‬50٪)، يعالجون بمضخة الأنسولين، و‬5٪ يعالجون بالحبوب مثل البالغين.

تويتر