لنقل إصابات الحوادث الحرجة والمرضى إلى مستشفيات أوروبا

دبي تدشـّن «عناية مركّزة طائرة» في الدولة

طائرة الإسعاف مجهزة بأحدث التقنيات والمعدات الطبية. من المصدر

تبدأ في دبي الأسبوع المقبل أول «خدمة إسعاف جوي في الدولة والشرق الأوسط لنقل الحالات المرضية الحرجة والطارئة من دبي إلى أنحاء العالم».

وأعلن المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، خليفة بن دراي، لـ«الإمارات اليوم» أن الإسعاف الجديد يوفر للمواطنين والمقيمين من مختلف الجنسيات «خدمة نقل مصابي الحوادث البليغة والحالات المرضية الطارئة إلى مراكز طبية عالمية في دول أوروبية وآسيوية للعلاج في أقصر وقت»، كما يوفر «للمرضى الراغبين الموجودين في الخارج الانتقال سريعاً للعلاج في دبي وبعض مستشفيات الدولة».

ولفت إلى أن «الإسعاف الجوي الجديد، عبارة عن غرفة عناية مركزة في طائرة تتبع شركة خاصة، وهو مجهز لنقل مريضين في وقت واحد يرعاهما فريق طبي مكون من طبيب وفني طب طارئ وممرضة».

وتفصيلاً، قال بن دراي إن «عدداً كبيراً من المرضى ممن تستدعي حالاتهم الحرجة السفر للعلاج في الخارج كانوا ينتظرون وقتاً طويلاً إلى حين وصول طائرات إسعاف جوي من الخارج لنقلهم إلى مستشفيات أوروبية»، مشيراً إلى أن «وقت الانتظار كان يمتد إلى ‬24 ساعة أحياناً، وهو وقت طويل جداً، ويشكل خطراً شديداً على بعض الحالات المرضية وحالات الإصابة البليغة التي تستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً».

ويكمل «إضافة إلى الانتظار الطويل، يستوجب على ذوي المريض أو الجهة المرسلة له، سداد مبالغ مالية مضاعفة، قيمة قدوم الطائرة من الخارج، وقيمة نقل المريض إلى المستشفى الأوروبي أو الآسيوي».

وأضاف «لتوفير خدمة نقل جوي سريع للمرضى في الدولة، اتفقت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف مع شركة متخصصة في الإسعاف الجوي، على تقديم خدماتها في دبي، بعد الموافقة على ترخيص الشركة والعاملين بها في دبي للقيام بهذه المهام طبقاً لقانون ترخيص خدمات الإسعاف، الذي أصدره المجلس التنفيذي لإمارة دبي العام الماضي».

وتابع «هذه الخدمة هي الأولى في الخليج والشرق الأوسط، وتتيح نقل المرضى من دبي إلى الخارج وإعادتهم إلى وطنهم مرة أخرى بعد استكمال العلاج».

وأشار إلى أن الطائرة «ستبقى بشكل دائم في مطار دبي (المبنى ‬2) في حال استعداد كامل على مدار ‬24 ساعة للاستجابة لأي طلب استدعاء»، موضحاً أنها «ستعمل أيضاً على نقل مرضى من الخارج للعلاج في بعض المستشفيات الخاصة في الدولة».

وشرح أن الطائرة «ستراقبها ثلاث غرف عمليات في أستراليا ودبي وأفغانستان لمتابعة تحركها واحتياجاتها أثناء نقل المريض»، لافتاً إلى أن «مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف أصدرت ترخيصاً للطائرة بعد التدقيق على مكوناتها، وقدراتها العلاجية، والاطمئنان إلى توافر جميع التقنيات الطبية اللازمة للمريض في رحلته الجوية».

وتابع «تم إجراء اختبارات للمسعفين المقرر مرافقتهم للمرضى، كما تولت هيئة الصحة في دبي اختبار الطبيب والممرض، لضمان أن الطاقم الطبي مؤهل للتعامل مع المرضى وفقاً لأعلى المعايير الصحية».

من جانبه، قال رئيس قسم ترخيص خدمات الإسعاف في المؤسسة، الدكتور فهد الزرعوني، إن الطائرة الإسعافية «عبارة عن مستشفى مصغر مجهّز بدقة لاستيعاب جميع الحالات الحرجة والبليغة، مثل إصابات الجروح العميقة والكسور الخطرة والأمراض المزمنة، خصوصاً أمراض القلب والكلى والرئتين، وأمراض خلل جهاز المناعة والروماتويد والإيدز والسرطان»، مضيفاً أن «الطائرة مجهزة تجهيزاً طبياً كاملاً بأحدث التقنيات والمعدات الطبية، ويعمل عليها فريق طبي مؤهل على أعلى مستوى في مجال العناية الطبية المركزة».

وأشار إلى أن «مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف منذ أعلنت عن قانون تنظيم خدمات الإسعاف العام الماضي، تلقت طلبات كثيرة للترخيص والعمل في دبي من قبل شركات عالمية تود المشاركة في تقديم خدمة الإسعاف بجميع أنواعه، خصوصاً خدمات الطب الطارئ، ومنها الإسعاف الجوي المتقدم»، وأضاف أن «المؤسسة سّهلت كل الأمور المتاحة والمتعلقة بالترخيص بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، مثل دائرة التنمية الاقتصادية وهيئة الصحة وهيئة الطرق والمواصلات والقيادة العامة لشرطة دبي، لضمان توفير أفضل خدمة نقل جوي للمرضى». واعتبر الزرعوني أن «ترخيص الشركات العالمية في مجال الإسعاف الجوي والطب الطارئ يمنح دبي مكانة طبية متميزة وميزة إسعافية كبرى على مستوى الخليج والمنطقة العربية».

تويتر