«صحة أبوظبي»: أهالٍ يعتقدون أنه خاص بالنساء المتزوجات.. ويرفضون تطعيـــــــم الطالبات

«مفاهيم خاطئة» تعيق تطعيمات «سرطان الرحم» بمدارس خاصـــة

تطعيم الطالبات ضد سرطان عنق الرحم في سن مبكرة يقيهن الإصابة به. أرشيفية

أكدت مدير إدارة الأمراض السارية في هيئة الصحة في أبوظبي، الدكتورة فريدة الحوسني، أن مفاهيم خاطئة مترسخة لدى الأهالي تعيق التطعيمات ضد مرض سرطان عنق الرحم في بعض المدارس الخاصة، موضحة أن أهالي يعتقدون أن التطعيمات ضد سرطان عنق الرحم خاصة بالنساء المتزوجات أو الأكثر عرضة للإصابة فقط، والفتيات لا تحتجن لهذا التطعيم، بينما الدراسات والحقائق العلمية أثبتت أن الوقاية من مرض سرطان عنق الرحم في سن مبكرة أكثر فاعلية منه بعد الزواج، خصوصاً أن معدلات الإصابة تظهر في عمر متقدم للمرأة.

وقالت الحوسني لـ«الإمارات اليوم» أن تطعيمات سرطان عنق الرحم تفيد في الوقاية من أمراض أخرى مثل سرطان القولون، وبعض الدول بدأت استخدام التطعيم نفسه للذكور بهدف الوقاية من خطر الإصابة بمرض سرطان القولون، موضحة أن نسبة التطعيمات لفيروس الورم الحليمي ضد سرطان عنق الرحم في مدارس أبوظبي، بلغت 98٪ في المدارس الحكومية، و52٪ في الخاصة، و84٪ في مدارس العين الخاصة.

الأنفلونزا الموسمية

أفادت مدير إدارة الأمراض السارية في هيئة الصحة في أبوظبي، الدكتورة فريدة الحوسني، بأن بيانات الهيئة أشارت إلى زيادة نسبة الإصابة بالأنفلونزا الموسمية في إمارة أبوظبي، مع بداية شهر أكتوبر وحتى مارس من كل عام. وأشارت إلى أن الحالات المبلغ عنها في الربع الأول من العام الماضي من مستشفيات الإمارة كحالات أنفلونزا مؤكدة 79 حالة، منها 25 حالة لأطفال من عمر عام وحتى أربعة أعوام، و20 حالة من عمر خمسة أعوام وحتى 14 عاماً وحالة واحدة لشخص تجاوز عمره 65 عاماً، وبقية الإصابات لفئات عمرية مختلفة.

وقالت إن الهيئة تخشى الإصابة بالأنفلونزا الموسمية على الحالات المتقدمة عمرياً، خصوصاً من يزيد عمرهم على 60 عاماً باعتبارها من الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات الأنفلونزا منها الالتهاب الرئوي الحاد، الذي قد يؤدى إلى الوفاة.

وتابعت الحوسني أن الهيئة أدخلت هذا العام إضافات عدة لتطوير برنامج التطعيم بشكل عام ليشمل البالغين كونهم من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الالتهاب الرئوي والأنفلونزا، لافتة إلى وجود مفاهيم خاطئة بشأن التطعيم الموسمي للأنفلونزا مفادها أن التطعيم يتسبب في نقص المناعة بالجسم، بينما التطعيم يعمل على الوقاية من الإصابة بأنواع مختلفة من الأنفلونزا وما يترتب عليها من مضاعفات مختلفة. وأكدت أن كل شخص يستطيع التوجه إلى المراكز الصحية في إمارة أبوظبي للحصول على التطعيم قبل موسم الأنفلونزا الشتوي لتحقيق الاستفادة المثلى، مؤكدة أهمية حصول أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط وأمراض القلب والرئة، على هذه التطعيمات. وأشارت إلى توافر اللقاحات المطلوبة بداية شهر أكتوبر، مؤكدة أهمية مراجعة الطبيب للتأكد من توقيت الحصول على التطعيم قبل بداية موسم الأنفلونزا الشتوية.

وأشارت إلى أن أبوظبي تضم 108 مدارس خاصة و60 مدرسة خاصة في العين يبلغ عدد الطلاب فيها 22 ألفاً و700 طالب وطالبة، متوقعة رفع نسبة التغطية في المدارس الخاصة هذا العام ما بين 7٪ و8٪، مشيرة إلى أن نقص برامج توعية الأهالي وعدم فاعلية إدارات تلك المدارس وراء انخفاض نسبة التطعيمات مقارنة بالمدارس الحكومية.

وقالت الحوسني إن برنامج تطعيمات عنق الرحم بدأ تطبيـقه منذ شهـر مارس من عام ،2008 وكانت البداية في المدارس الحكومية بالمجان للطالبات المواطنات، وبرسوم رمزية للطالبات الوافدات، وبعد إضافته إلى قائمة التطعيمات المجانية أصبح يُعطى تطعيم سرطان عنق الرحـم للطالبـات المواطنات والوافدات بالمجـان، لافتة إلى أن الهيئة لديها فريق من الممرضين والممرضات، معنيّ بإعطاء التطعيمـات على مستوى الإمارة، ستة منهم في أبوظبي وأربعة في العين واثنان في المنطقة الغربية.

وكشفت أن الهيئة أعدت برنامجاً لتطوير تطعيمات سرطان عنق الرحم سيتم تفعيله بداية من العام المقبل للنساء اللاتي لم يتمكّن من الحصول على التطعيمات اللازمة أثناء دراستهن، وجارٍ الآن تجهيز اللقاحات المطلوبة لهذا الغرض، لافتة إلى أن اختيار الفئة العمرية لم يتحدد بعد، ولكن التطبيق سيتم على جميع مناطق أبوظبي في توقيت واحد.

وأكدت مدير إدارة الأمراض السارية في هيئة الصحة في أبوظبي، أن أهم التحديات التي تواجه الهيئة في تطبيق برنامج التطعيمات العادية والموسمية، عملية إقناع البالغين بجدوى التطعيم، لافتة إلى أن الهيئة بدأت تنفيذ برامج توعية واسعة منذ الشهر الماضي وتستمر حتى نهاية العام بالتنسيق مع عيادات الرعاية الصحية الأولية.

وأضافت أنه جارٍ حالياً العمل على تطعيم طلبة المدارس ضد الجديري المائي وفق جدول تحصينات العام الدراسي الجاري، لطلاب وطالبات الصف الأول، مشيرة إلى أنه تمت إضافة طُعم السعال الديكي لمكونات لقاح الكزاز (التيتانوس) والدفتيريا لطلاب وطالبات الصف الأول والصف الـ.11

ولفتت إلى أن التطعيمات ضد مرض الجديري المائي جاءت بعد تلقي الهيئة بلاغات إلكترونية عن حالات إصابة بلغت 11 ألفاً و748 حالة في عام ،2011 مؤكدة أن معظم الحالات كانت بين الأطفال في سن المدرسة.

وأفادت الحوسني بأن عدد الطلاب المستهدفين لأخذ التطعيمات في مدارس إمارة أبوظبي للعام الدراسي الجاري نحو 58 ألف طالب وطالبة في المدارس الحكومية والخاصة في الإمارة، بينهم نحو 31 ألف طالب وطالبة في مدينة أبوظبي، ونحو 23 ألف طالب وطالبة في المنطقة الشرقية، ونحو 4000 طالب وطالبة في المنطقة الغربية.

وقالت الحوسني إنه ستتم إضافة لقاحات السعال الديكي والجديري المائي، إلى اللقاحات المدرجة ضمن جدول تحصين طلبة المدارس، يشمل لقاح شلل الأطفال، والحصبة، والحصبة الألمانية، والنكاف، لطلاب وطالبات الصف الأول، ولقاح الحصبة الألمانية لطالبات الصف التاسع، ولقاح شلل الأطفال لطلاب وطالبات الصف الـ،11 ولقاح فيروس الورم الحليمي للوقاية من سرطان عنق الرحم لطالبات الصف الـ.11

وأوضحت أن برامج التحصين ضرورية لوقاية أفراد المجتمع من العديد من الأمراض المعدية الشائعة، بما فيها برنامج تحصين طلبة المدارس، لافتة إلى احتياج الطالب أو الطالبة إلى جرعات إضافية من لقاحات أُخذت مسبقاً لتعزيز المناعة لديهم، وأخذ جرعات من لقاحات لم تؤخذ في الطفولة.

وشرحت الحوسني أن جميع الطلبة والطالبات الخاضعين لبرامج التطعيم موزعون على 219 مدرسة حكومية و179 خاصة، وجارٍ حصر بيانات الطلبة والطالبات المدرجين في برنامج التطعيم المدرسي، وإعداد كشوف للطلبة لتحديد عدد الجرعات ونوعية التطعيمات اللازمة لهم، مؤكدة حرص الهيئة على مأمونية اللقاحات وضمان فاعليتها لحين منحها للطلبة.

وأضافت أن 8700 من طلاب الصف الأول الحكومي و18 ألفا من طلاب الصف الاول الخاص، يحصلون على خمسة طعوم، ووفق التعديل الجديد سيضاف إليهم تطعيم الجديري المائي، وسيحصل طلاب الصف الأول على جرعة واحدة من تطعيم شلل الأطفال، والحصبة، والحصبة الألمانية، والنكاف، وجرعة واحدة من الكزاز (التيتانوس) والدفتيريا والسعال الديكي، وجرعتين من الجديري المائي، كما يحصل طلاب الصف التاسع على تطعيم الحصبة الألمانية «الإناث فقط»، كما يحصل طلاب الصف الـ11 على جرعة واحدة من شلل الأطفال وجرعة واحدة لتطعيم الكزاز (التيتانوس) والدفتيريا والسعال الديكي، وثلاث جرعات لفيروس الورم الحليمي ضد سرطان عنق الرحم «الإناث فقط».

وأشارت الحوسني إلى تطعيم 27 ألف طالب وطالبة في المدارس الحكومية في أبوظبي، و34 الفا و600 طالب وطالبة في المدارس الخاصة العام الماضي، حسب برنامج التطعيمات، لافتة إلى أن نسبة التطعيم في المدارس الحكومية في أبوظبي بلغت 98٪ ومدارس العين 99٪ والمدارس الخاصة 87٪.

تويتر