Emarat Alyoum

٪35 من نساء الدولة يعانين تأخـر الحمل

التاريخ:: 06 أبريل 2012
المصدر: أحمد هاشم - أبوظبي
٪35 من نساء الدولة يعانين تأخـر الحمل

أكد مواطنون ومقيمون في أبوظبي، عدم توافر مراكز إخصاب تلبي حجم الطلب المتنامي لعلاج حالات العقم، موضحين أن قائمة الانتظار تمتد إلى أكثر من ستة أشهر، مشيرين إلى ارتفاع أسعار عملية التلقيح، وعدم إفصاح المراكز عن نتائجها، فيما أفاد المدير الطبي لمركز «هيلث بلاس» للإخصاب، الدكتور وليد رضا سيد، بأن 35٪ من النساء في الدولة يعانين من تأخر الحمل، لافتاً إلى أن هذه النسبة غير مقلقة وتعادل الرقم العالمي.

وأكدت هيئة الصحة في أبوظبي وجود خمسة مراكز إخصاب قيد الترخيص، بالإضافة إلى وجود أربعة مراكز عاملة حالياً، لافتة إلى أن أسعار عملية التلقيح تتفاوت من مركز لآخر ويحكمها العرض والطلب.

وتفصيلاً، قالت نشوى إبراهيم إن قائمة الانتظار في مراكز الإخصاب في أبوظبي طويلة، وقد تمتد إلى ستة أشهر لمقابلة الطبيب المختص، مؤكدة أنها كررت عمل الصور الإشعاعية والفحوص المختبرية برسوم مالية مضاعفة قبل إجراء أول عملية تلقيح.

تكاليف الإخصاب

قال خبير التأمين، سامي صالح مرزوق، إنه بموجب اتفاق بين الهيئات الصحية في إمارة أبوظبي، ومزودي الخدمات الطبية، تتكفل بطاقتا التأمين الصادرتان لمواطني الإمارة بتغطية تكاليف الإخصاب لمدة ثلاث مرات سنوياً، بهدف زيادة عدد السكان، في المقابل فإن قانون التأمين الصادر لإمارة أبوظبي لم يشمل تغطية نفقات عمليات التلقيح والإخصاب للمصابين بالعقم من الوافدين. وقال من الواجب والمفروض تقديم كل الخدمات العلاجية التي يحتاج إليها المؤمّن عليه، لكن ما نراه أن قانون التأمين استثنى العديد من الأمراض وأخرجها من الغطاء التأميني، مثل الإخصاب، وأمراض العمود الفقري والعضلات، وعمليات التجميل، وغيرها، لافتاً إلى أن زيادة بند في الخدمات العلاجية تقابلها زيادة في قيمة بوليصة التأمين وتعديل في أقساطها.

 

اشتراطات الترخيص

أفاد المدير الطبي لمركز «هيلث بلاس»، الدكتور وليد رضا سيد، بأن وزارة الصحة حددت اشتراطات خاصة لترخيص مراكز الإخصاب، منها أن الطبيب المعالج لابد أن يكون لديه خبرة لا تقل عن 10 سنوات، والمساعدين الفنيين خبرتهم من ثلاث إلى خمس سنوات، ورئيس مختبر يحمل شهادة دكتوراه وخبرة لا تقل عن خمس سنوات، مؤكداً أن هذه الخبرات لا يمكن توافرها بسهولة لإنشاء مراكز جديدة متخصصة ذات ثقة عالية.

وانتقدت رغدة بسام عدم تحمل بطاقة التأمين الصحي التكاليف العلاجية لحالات العقم، معتبرة أن عملية الإنجاب الاصطناعي جزء من أمراض النساء والولادة، متابعة «لا توجد تسعيرة موحدة أو متقاربة لمراكز الإخصاب، وتتفاوت بصورة مبالغ فيها بين مركز وآخر»، مطالبة بوضع ضوابط سعرية لمراكز التلقيح من قبل الجهات الرقابية في الدولة.

وأبدت ربا فيصل انزعاجها من عدم إفصاح مراكز الإخصاب عن نتائج التلقيح، لافتة إلى أنها تابعت نتائج المراكز الإخصاب في أبوظبي عبر وسائل الإعلام، لكنها لم تتمكن من الحصول على معلومة واحدة بشأن النتائج السابقة.

وأفادت إيمان مصطفى، بأن كلفة تلقيح البويضة متفاوتة من مراكز إلى آخر، وتراوح بين 10 و15 ألف درهم، في حين تصل دورة الإخصاب كاملة لحين إتمام عملية الحمل إلى 30 ألف درهم، مؤكدة أن مراكز الإخصاب في أبوظبي الأغلى قياساً بمثيلاتها في الإمارات الشمالية.

من جانبها، قالت هيئة الصحة في أبوظبي، إن لديها خمس منشآت قيد الترخيص للعمل كمراكز إخصاب، بجانب أربعة مراكز اخصاب عاملة حالياً في هذا المجال، وهي مركز هيلث بلاس، ومستشفى توام في مدينة العين، ومركز كوزموسيرج، ومستشفى الإمارات لجراحة اليوم الواحد. وأفادت الهيئة بأن اشتراطات الترخيص تتبع قرار مجلس الوزراء رقم (36) لسنة 2009 وفقاً للائحة التنفيذية للقانون الاتحادي رقم (11) لسنة ،2008 في شأن ترخيص مراكز الإخصاب في الدولة، ويأتي دور الهيئة في المراقبة والتفتيش للتأكد من جودة الخدمات ومأمونية المستلزمات المستخدمة التي اقرتها شروط الترخيص، لافتة إلى أن أسعار عملية التلقيح تتفاوت من مركز لآخر ويحكمها العرض والطلب. وقال المدير الطبي لمركز «هيلث بلاس»، الدكتور وليد رضا سيد، إن 25٪ من الحالات المرضية يتم علاجها من دون الحاجة إلى الإخصاب الاصطناعي ويقتصر العلاج على أدوية فقط، موضحاً أن معظم مرضى العقم من شريحة عمرية تراوح بين 31 و35 عاماً، ونسبة نجاح التلقيح 44٪، ثم تأتي الشريحة الثانية تحت عمر 30 عاماً ونسبة نجاحها 50٪، ثم الشريحة الثالثة من 36 إلى 40 عاماً، ونسبة نجاحها 38٪، والرابعة فوق عمر 41 عاماً ونسبة نجاحها 15٪.

وأوضح أن 35٪ من عدد النساء في معظم المجتمعات يعانين من تأخر الحمل، وهذه النسبة عالمية، لكن ولأسباب مختلفة تتعلق بطبيعة وسلوك المجتمعات قد ترتفع تلك النسبة أو تنخفض، ففي المجتمعات الغربية تضعف الحيوانات المنوية بسبب تناول الخمور والأمراض التي تصيب المرأة العاملة، هما أساس العقم، أما في منطقة الخليج والشرق الأوسط تكييس المبايض والسمنة وراء العقم. وأضاف أنه كلما زاد العمر قلت فرصة الإخصاب، لافتاً إلى أن كل امرأة قادرة على إنتاج بويضة لديها فرصة كبيرة للحمل حتى ولو كانت في سن متأخرة ما يعني أن فرصة الحمل موجودة.

وأكد أن المرأة الحلقة الأضعف في تحمل مسؤولية عدم الإنجاب، معتبراً وقوع المسؤولية الأكبر على الرجل بنسبة قد تزيد على 70٪، موضحاً أن أسباب عدم القدرة على الإنجاب بالنسبة لزائري المركز تصل إلى 20٪ للنساء و40٪ للرجال، أما النسبة المتبقية البالغة 40٪ فهي مسؤولية مشتركة بين الرجال والنساء.

وأفاد الرئيس التنفيذي للشرقية المتحدة للخدمات الطبية، محمد علي الشرفا، بأنه تم إنشاء مركز «هيلث بلاس» باستثمار قيمته 20 مليون درهم في عام ،2011 لخدمة 260 حالة عقم نسائي ورجالي، والآن يعالج أكثر من 600 حالة بنسبة نجاح 42٪، لافتاً إلى أن المركز بصدد رفع الطاقة الاستيعابية إلى الضعف قبل نهاية العام للقضاء على قائمة الانتظار. وتابع «بعد دراسة واقع السوق ومعرفة أعداد وأنواع المستشفيات المتخصصة وحجم الطلب، شرعنا في إنشاء مستشفى للنساء والولادة، بطاقة 147 سريراً، باستثمار قيمته 700 مليون درهم، مرحلةً أولى، ونسعى لإضافة 90 سريراً مستقبلاً باستثمار قيمته تزيد على 200 مليون درهم». وأوضح أن دخول مستثمرين جدد في سوق أبوظبي سيخفف من حجم الطلب، لافتاً إلى أن السوق بصدد افتتاح مراكز تلقيح في مستشفيات النور والكورنيش وبرجيل مستقبلاً، لافتاً إلى أن السمعة والخبرة مرتكزا الاستمرارية، معتبراً أن التلقيح الاصطناعي في حاجة إلى معاملة وخصوصية، مؤكداً إسهام المركز في حل مشكلة 42٪ ممن يعانون من العقم. وأفاد بأن بطاقات التأمين الصحي للمواطنين تغطي الكلفة العلاجية بالكامل، ثلاث مرات تلقيح في العام الواحد، أما التكاليف العلاجية فغير مشمولة ضمن بطاقات التأمين الصحي للوافدين ولا تغطي نفقات الإخصاب.