مصابون محوّلون من مستشفيات أخرى وحالات غير طارئة يسببون «ازدحاماً شديداً»

مستشفى راشد «ضاق بالمرضــــى».. و40 حالة يومياً دون أسرّة

العدد الكبير من المرضى الذين يستقبلهم مركز الإصابات والطوارئ يتسبب في تأخر علاج بعضهم. تصوير: تشاندرا بالان

يواجه مستشفى راشد في دبي «ازدحاماً» شديداً بالمرضى ومصابي الحوادث، يفوق طاقته الاستيعابية بمعدلات كبيرة.

وأبلغ مسؤولون في المستشفى «الإمارات اليوم» بأن المستشفى يستقبل 400 حالة يوميًا منها 300 حالة طارئة، في حين أنه معد لاستقبال 100 حالة في اليوم فقط.

وذكروا أن المستشفى يضطر إلى وقف اجراء العمليات الجراحية أو تأجيلها أياماً عدة، لعدم توافر أسرة تستقبل المرضى، كما يتوقف عن استقبال الحالات غير الطارئة، ويطلب منها التوجه إلى مستشفيات أخرى، لعدم وجود أسرة شاغرة.

وأفادوا بأن بين 25 و40 حالة يوميًا لا يجد لها المستشفى أسرّة طبية، وهناك حالات يتم اإبقاؤها في قسم الطوارئ، لمدة ثلاثة أيام حتى يتم توفير سرير لها.

ودعت إدارة المستشفى الحالات المرضية غير الطارئة إلى التوجه إلى المستشفيات الأخرى، أو مراكز الرعاية الصحية الأولية، حتى لا يشغلوا أسرّة في مستشفى راشد، قد يكون مريض آخر بأمسّ الحاجة إليها لإنقاذ حياته.

وتفصيلاً، قال مدير مستشفى راشد الدكتور يونس كاظم، إن المستشفى لم يعد قادرًا على استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين، والحالات المرضية المحولة أو القادمة من الإمارات الشمالية، والمستشفيات الخاصة.

وأضاف أن العدد الكبير من المرضى أدى إلى اكتظاظ المستشفى بهم، وعدم قدرته على استقبال كثير من الحالات التي قد تكون أكثر حاجة للعلاج فيه، إلا أن الضغط المتزايد من قبل المرضى على المستشفى يمنعه من استقبال الحالات، خصوصًا أن المستشفى يحرص على تقديم خدمات طبية محققة معايير الجودة المعتمدة عالمياً.

وتابع: يتسبب العدد الكبير من المرضى الذين يستقبلهم مركز الإصابات والطوارئ في تأخر علاج بعضهم، ما يتسبب في حالات تذمر بينهم، بلغت ذروتها عندما تهجم أحد المرضى على الأطباء، وتسبب في إتلاف جهاز حاسب آلي خاص بالمستشفى.

وأوضح أن المستشفى يطبق نظاما للتعامل السريع مع الحالات الطارئة، إذ يتم فحص المريض، وتحديد نوع الحالة لتصنيفها بحسب الأولوية في العلاج تبعًا لخطورة الحالة، وبناءً عليه يتم تقديم الخدمة الطبية للحالات تباعًا بحسبأ تصنيفها.

وأشار إلى أن المستشفى يقدم خدمات طبية يومية لعدد كبير من المرضى يفوق ما يستقبله بعض المستشفيات في أسبوع، لافتا إلى أن «السبب الرئيس في كثرة الحالات الواردة إلى المستشفى يعود في جزء منه إلى المرضى والمصابين المحولين من مستشفيات أخرى والمستشفيات الخاصة والحالات غير الطارئة».

وأوضح أن السبب في إقبال المرضى من المستشفيات الأخرى على مستشفى راشد يعود إلى أن نسبة كبيرة من تلك المستشفيات غير مجهزة بالصورة الكافية، كما أن بعضها يمنح أطباءه إجازة يومي الجمعة والسبت وأيام الأعياد والعطلات السنوية، وتالياً يضطر لتحويل المرضى إلى مستشفى راشد.

 32 جراحة يومياً

وذكر كاظم أن مستشفى راشد يجري جراحات كبرى مثل جراحات الدماغ والكسور المتعددة وجراحات الصدر والشرايين والجراحات العامة، يصل عددها إلى 32 جراحة يومياً، وهو رقم كبير مقارنة بالمستشفيات الأوروبية، موضحاً أن بعض مستشفيات أوروبا لا تجري سوى جراحة كسور متعددة واحدة أسبوعيًا، فيما يصل العدد إلى سبع جراحات يوميًا في منها مستشفى راشد. وبين أن المستشفى قد يجري في أيام العطلات 20 جراحة، بسبب نقل مرضى المستشفيات الأخرى إليه، مشيراً إلى أن بعض الأطباء، في تلك المستشفيات يرفضون قطع العطلة للتعامل مع الحالات الحرجة، فيتم تحويل حالات إلى مستشفى راشد.

وأضاف كاظم «نحن لا نرفض استقبال المرضى والمصابين ذوي الحالات الحرجة، أو التي لا تتوافر لها خدمات طبية إلا في مستشفى راشد، إلا أن نسبة كبيرة من المترددين على المستشفى ممن يشكون أعراضا مرضية بسيطة غالبًا ما يتوافر لهم العلاج المناسب في المستشفيات الأخرى، ومراكز الرعاية الصحية المنتشرة في الدولة، ما من شأنه تخفيف الضغط عن مستشفى راشد من جهة، وسرعة حصولهم على العلاج المناسب من جهة أخرى».

حالات دون أسرّة

1126 حالة غير طارئة

أفادت رئيس قسم إدارة شؤون المرضى في المستشفى، عائشة الكندي، بأن المستشفى يستقبل بين 40 و50 حالة يوميا تحتاج إلى إدخالها المستشفى. ولفتت إلى أن المستشفى استقبل العام الماضي 1126 حالة غير طارئة، يمكن علاجها في أي مستشفى صغير، مثل الحالات المصابة بجروح بسيطة والزائدة الدودية. وأشارت إلى أن ما يقرب من 40 حالة يستقبلها المستشفى كل شهر تحول من المستشفيات الأخرى ومستشفيات القطاع الخاص، وهذا العدد في تزايد يومي، ودعت الكندي المرضى المصابين بأمراض غير عاجلة أو بسيطة إلى الاستفادة من خدمات مراكز الرعاية الصحية الأولية، المنتشرة في أنحاء الإمارة كافة، لافتة الى أن هذه المراكز تقدم خدمات طبية على أعلى مستوى، وتحيل الحالات المرضية الشديدة إلى المستشفيات المختصة.

وطالبت رئيس قسم إدارة شؤون المرضى في المستشفى ذوي المرضى، الذين ينقلون مرضاهم بسياراتهم الخاصة من الإمارات الأخرى مراجعة المستشفيات الحكومية والخاصة في الإمارات القادمين منها، إذ إن تلك المستشفيات تتخذ الاجراءات اللازمة، في حال احتاج المريض التحويل إلى مستشفى راشد، ليتم استقباله وتقديم الخدمة الصحية المناسبة له.


أرقام

- 40 إلى 50 حالة، يتم تنويمها في المستشفى يومياً.

- 30 إلى 40 حالة يومياً، تخرج من المستشفى.

- 1126 حالة غير طارئة، استقبلها المستشفى العام الماضي، كان يمكن علاجها في أي مستشفى صغير مثل الجروح البسيطة، والزائدة الدودية.

- 25 إلى 40 حالة يومياً، ليس لها أسرّة في المستشفى، ويتم إبقاؤها في قسم الطوارئ، إلى حين توفير أسرة لها، وقد تستمر ثلاثة أيام قيد الانتظار.

- 293 حالة محولة من مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة، استقبلها مستشفى راشد العام الماضي.

- 40 حالة تقريبا كل شهر، تحول إلى المستشفى من المستشفيات الأخرى والقطاع الخاص، وفي حال استمر المعدل نفسه، فسيصل العدد إلى 400 حالة سنوياً محولة للمستشفى من المستشفيات الاخرى.

- 40 طبيباً كانوا يعملون في قسم الاصابات والطوارئ، وتم رفع العدد إلى 54 طبيبًا، لاستيعاب العدد المتزايد من المرضى.

- 72 سريراً يضمها قسم العناية المركزة في مستشفى راشد ويعد الاكبر في الدولة، وجميع الاسرّة مشغولة على مدار الساعة.

- 35 إلى 48 ساعة، هي عدد الساعات المطلوب من الطبيب الالتزام بها في أداء عمله أسبوعيا، لكن يطلب منهم العمل 80 ساعة أسبوعياً.

- سبع حالات كسور متعددة، تصل مستشفى راشد يومياً في حين لا يستقبل أي مستشفى في ألمانيا سوى حالة واحدة أسبوعيًا.

وأعلن مدير مستشفى راشد أن «الطاقة الاستيعابية لمستشفى راشد كانت تبلغ 200 سرير في السابق، وتمت زيادتها إلى 500 سرير، إلا أن الحاجة مازالت مستمرة لزيادة عدد الأسرّة».

وتابع لو أضاف المستشفى 200 سرير أخرى، فسيتم شغلها خلال أسبوعين، لافتاً إلى أن الأسرّة الحالية مشغولة دومًا بالحالات الطارئة، والحالات التي يمكن تصنيفها بأنها «حالات حياة أو موت»، ولا يوجد مجال لاستقبال الحالات البسيطة أو المتوسطة، لكن أمام إصرار بعض الحالات غير الطارئة يضطر المستشفى لاستقبالها، ويتم إبقاؤها في قسم الطوارئ فترات تصل إلى ثلاثة أيام حتى يتم توفير أسرة شاغرة لها.

وكشف كاظم أن بين 25 و40 حالة ترد إلى المستشفى يوميا، لا توجد لها أسرة شاغرة، وعادة ما تصنف هذه الحالات على أنها بسيطة، ويمكنها تلقي العلاج في مستشفيات أخرى، إلا أنها ترفض الذهاب إلى مستشفيات أخرى، رغم استعداد بعضها ومنها مستشفى البراحه لاستقبال وتحويل بعض الحالات، لكن المريض يرفض كليا الانتقال.

نساء وأطفال

وأشار إلى أن مستشفى راشد رغم أنه معد لاستقبال حالات الإصابات الشديدة والحوادث والكسور المتعددة والحالات المرضية الحرجة، مثل الحروق والنزف الدماغي وأمراض الشرايين الطارئة والأمراض المعدية الخطرة، فإنه يستقبل يومياً عشرات الحالات التي تعاني أمراضا وأعراضا بسيطة، مثل الصداع والغثيان وحساسية الأنف.

وعزا كاظم الازدحام الشديد من المرضى إلى قلة وعي المواطنين والمقيمين، وعدم إلمامهم بخدمات وأقسام المستشفى، وضرب مثلاً على ذلك بقدوم نساء للمستشفى في حالات ولادة أو أطفال يعانون ارتفاع درجة الحرارة، رغم أن المستشفى لا يقدم خدمات التوليد والأطفال.

وأوضح أن هيئة الصحة في دبي تقدم خدمات التوليد وأمراض النساء والأطفال في مستشفى لطيفة، لكن يومياً يستقبل المستشفى حالات تطلب العلاج في مستشفى راشد، ويتكرر الأمر نفسه مع مرضى الغسيل الكلوي، فبدلا من التوجه إلى مستشفى دبي المختص بحالاتهم، يطلبون العلاج في مستشفى راشد.

أزمة بالعناية المركزة

وأشار المدير الطبي للمستشفى إلى أن قسم العناية المركزة في «راشد» رغم أنه الأكبر في الدولة، الا أنه يواجه أزمة كبرى، موضحا أنه يضم 72 سريراً جميعها مشغول على مدار الساعة، ولا تتوافر أسرّة لبعض الحالات شديدة الخطورة، ما يضطر الأطباء إلى وضع أسرّة خارج القسم تستقبل بين ثلاث وخمس حالات حرجة تحت إشـراف طبي من أطباء العناية الفائقة.

وذكر أن أحد الأسباب المهة للزحام الشديد في المستشفى أن هناك مرضى يرفضون الخروج من المستشفى رغم استقرار حالاتهم، وحالات أخرى ترفض الخروج من المستشفى لأسباب تتعلق بعدم وجود خادمات يخدمنهم في المنزل، وحالات لمسنين يتركهم أبناؤهم في المستشفى ويرفضون تسلمهم، ما يتسبب في إشغالهم أسرة تحتاج إليها حالات حرجة جداً.

ولفت إلى أن بعض المرضى يتعاملون مع مستشفى راشد باعتباره فندقا يقدم خدمات طبية متميزة، لذلك يرفضون المغادرة، متابعاً أن هناك حالات لمخالفي الإقامة أو الحالات المرضية التي تنتظر البت في قضاياها أمام المحاكم، وهؤلاء لا يسمح بانتقالهم إلى مستشفى خاص، فيبقون في المستشفى أشهرا عدة.

ونبه كاظم إلى أن الاطباء يفترض أن يعملوا بين 35 و48 ساعة أسبوعيا وفق المعايير العالمية، لكن العمل في مستشفى راشد يتطلب منهم العمل 80 ساعة أسبوعياً لمواكبة العدد الكبير من المرضى، مشيراً إلى أن «المستشفى رفع عدد أطباء الطوارئ من 40 إلى 54 طبيبًا، لاستيعاب العدد المتزايد من المرضى والمصابين».

وأضاف أن الضغط الشديد من المرضى يجبر المستشفى في بعض الأيام على وقف العمليات، أو إرجائها، حتى تتوافر أسرة تستقبل المريض بعد الجراحة»، مشيراً إلى أن المستشفى يستقبل 400 حالة يوميًا منها 300 حالة طارئة، في حين أنه معد لاستقبال 100 حالة في اليوم فقط.

وأكد أن «أسرّة المستشفى تسجل نسبة إشغال تزيد على 100٪، على مدار الساعة، ويستقبل الأطباء ما يزيد على 30 حالة يومياً، لا توجد لها أسرّة».

وذكر أن المستشفى يضطر إلى وقف إجراء العمليات الجراحية أو تأجيلها أياماً عدة، لعدم توافر أسرة تستقبل المرضى، كما يتوقف عن استقبال الحالات غير الطارئة، ويطلب منها التوجه إلى مستشفيات أخرى، لعدم وجود أسرة شاغرة.

مخاوف من تأثر الخدمة

واعتبر مدير المستشفى أن الحل الأمثل لإنهاء أزمة الازدحام الشديد للمرضى في مستشفى راشد، يتمثل في توجه المرضى الذين يحملون بطاقات التأمين الصحي إلى المستشفيات الخاصة، مشدداً على أن مستشفى راشد مستعد تمامًا لاسـتقبال الحالات الحرجة والمستعصية.

وأضاف أن هيئة الصحة في دبي نشرت مراكز الرعاية الصحية الأولية، في أنحاء الامارة كافة، وهي قادرة على استيعاب المرضى والحالات البسيطة، ما يجعل التوجه إلى مستشفى راشد أمرا ليس له مـبرر.

وأبدى الدكتور كاظم قلقه من أن يتسبب التزايد الكبير في عدد المرضى في التأثير في مستوى الخدمات المقدمة من قبل المستشفى، وقال «نخشى أن العدد المتزايد من المرضى، قد يتسبب في عدم تقديم الرعاية الطبية بالصورة المطلوبة أو كما نرجو نحن، ونخشى أن يتسبب المجهود الكبير الذي يبذله الأطباء في ارتكاب بعضهم أخطاء طبية».

جهد كبير

وقالت رئيس قسم إدارة شؤون المرضى في المستشفى، عائشة الكندي، إن المستشفى يعجز في أوقات عدة عن توفير أسرّة لحالات خطرة وحرجة، بسبب شغلها من قبـل حـالات مرضية يمكن علاجها في أي مستشفى آخر.

وأضافت يبذل قسم إدارة شؤون المرضى جهداً كبيراً لإقناع الحالات غير الطارئة للتوجه إلى مستشفيات أخرى، لكنها ترفض، وبعضها يوافق على إرجاء علاجه لوقت طويل، انتظارا لتوفير أسرّة لها.

وذكرت أن المرضى المحولين من المستشفيات الأخرى، يسببون ضغطاً شديداً على خدمات المستشفى، ويتسببون في إرجاء جراحات ضرورية لبعض المرضى، موضحة أنه في بعض الأحيان يحدد المستشفى للمريض موعداً لإجراء جراحة له، وفي اليوم المحدد يستقبل المستشفى حالة أخرى، تشغل غرفة العمليات، فيتم في الحال إلغاء جراحة المريض.

تويتر