قراء يدعمون حملة «الإمارات اليوم» على مواقع التواصل الاجتماعي

مواطنة تحتفل بذكرى زواجـها في مركز دبي للتبرّع بالدم

صورة

اختارت مواطنةٌ مركز دبي للتبرع بالدم ليكون موقع احتفالها بذكرى زواجها الـ،23 معتبرة أن تبرعها بالدم لمرضى الثلاسيميا، أو مصابي الحوادث، هو التعبير الأفضل عمّا تعيشه من سعادة في حياتها الزوجية.

وخلال وجودها في مركز دبي للتبرع بالدم، أمس، قالت (أم محمد) لـ«الإمارات اليوم» إنها تقيم في سلطنة عمان منذ فترة، وإنها طلبت من زوجها أن يصحبها إلى دبي حتى تتبرع بالدم، بعدما قرأت ما نشرته الصحيفة حول وجود نقص في كميات الدم المتوافرة في مركز التبرع الرئيس في هيئة الصحة، الذي يغذي المستشفيات الحكومية والخاصة، ويغذي مركز علاج الثلاسيميا، ومركز الإصابات والحوادث في مستشفى راشد.

وقالت (أم محمد) التي أثارت قصتها إعجاب المتبرعين في المركز، أمس، إنها وزوجها كانا عازمين على الاحتفال بهذه المناسبة في أحد مطاعم عمان، لكنها عدلت عن الفكرة «لأنني أردت أن يكون احتفالنا هذا العام نافعاً»، كما تقول «فقررت أن أتقدم أنا وزوجي للتبرع بالدم في دبي، لنسهم في إنقاذ مرضى».

مشاركة

تشارك مؤسسة الإمارات العامة للبترول (إمارات) في فعاليات حملة التبرع بالدم لمرضى الثلاسيميا، تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى التبرع بالدم لمرضى الثلاسيميا التي أطلقها أخيراً. وأكد مدير الاتصالات الخارجية في «إمارات» حسين كاظم، أن المؤسسة تدعم وتشجع مثل هذه المبادرات الإنسانية والمجتمعية والوطنية، لتوفير كميات الدم لمستشفيات الدولة، خصوصاً لأطفال الثلاسيميا الذين يحتاجون إلى نقل الدم بشكل مستمر. وقال إنه سيتم التنسيق مع بنك الدم لتمكين موظفي المؤسسة من التبرع بالدم.

وكانت «الإمارات اليوم» قد أطلقت حملة «تبرع» الاربعاء الماضي، لتحفيز المواطنين والمقيمين على رفد مركز التبرع الرئيس في هيئة الصحة بالدم، بعدما علمت من مصادر طبية أن «نقص الدم تسبب في حصول مرضى على وحدة دم واحدة شهرياً، بدلاً من ثلاث، وأن هناك مرضى جاؤوا من بعض الإمارات الشمالية، وعادوا من دون الحصول على أي وحدة دم، فضلاً عن تأجيل عمليات جراحية غير طارئة بسببه».

وشهدت شبكات التواصل الاجتماعي، مثل «فيس بوك» و«تويتر» وخدمات التواصل عبر أجهز الهواتف الذكية، دعوات من قراء لدعم حملة «تبرع»، من خلال التبرع بالدم لمصابي الحوادث، ومرضى الثلاسيميا، والمحتاجين لعمليات جراحية.

وقال عدد كبير من المتبرعين أمس، إنهم تفاعلوا مع تلك الدعوات، وقرروا أن يستغلوا وقت الإجازة الأسبوعية للتبرع.

من جانبها، قالت مديرة مركز دبي للتبرع بالدم الدكتورة ليلى الشاعر، إن الإقبال الكبير على المركز للتبرع بالدم منذ إطلاق الحملة، دفعنا لنطلب من بعض المتبرعين أن يحرروا استمارات بأسمائهم وبياناتهم، ويؤجلوا التبرع إلى حين الاتصال بهم خلال الأيام المقبلة.

وأضافت: «أبدت كثير من الدوائر والهيئات الحكومية والشركات الخاصة رغبتها في أن تنقل موظفيها للمركز في مجموعات للتبرع بالدم، لكننا طلبنا منهم التأجيل إلى حين الاتصال بهم»، موضحة أن «الدم المتبرع به لا يعيش طويلاً، لذلك نتمنى التبرع طوال أيام الأسبوع، وليس وقت الحملة فقط، لنضمن توافر دم حديث للمرضى».

ودعت الشاعر المؤسسات الراغبة في التبرع إلى التواصل مع المركز حتى يتم تنسيق موعد لموظيفها الراغبين في التبرع.

وتكمل: «لا يعرف كثيرون أن مريض الثلاسيميا يحتاج لدم متبرع به حديثاً، ولا يمضي عليه سوى خمسة أيام، وبالتالي فنحن في احتياج شديد لاستمرار التبرع لنضمن توافر دم مناسب لنحو 450 مريضاً بالثلاسيميا».

وأشارت الشاعر إلى أن المركز رفع عدد الأسرّة التي يتم تنويم المتبرعين عليها إلى 20 سريرا، بدلا من ثمانية، لاستيعاب العدد الكبير من المتبرعين، مشيرة إلى وضع بعض الأسرة خارج غرف التبرع، وفي طرقات المركز.

وتابعت: «يظل عدد الأسرّة قليلاً أمام العدد الكبير من المتبرعين، لذلك طلبنا من بعض الراغبين في التبرع العودة في وقت آخر، حتى لا ينتظروا ساعات عدة»، مضيفة أنه «على الرغم من ذلك، أصرّ بعضهم على البقاء، وانتظروا وقتا طويلا حتى يتوافر لهم سرير شاغر».

وأكملت: «منذ افتتاح المركز لم نر طوابير أمام غرف التبرع مثلما حدث خلال الاسبوع الماضي، بعد انطلاق حملة التبرع»، مضيفة «كانت الطوابير ممتدة بطول المركز وخارجه، لمتبرعين من مختلف الجنسيات العربية وغير العربية».

وذكرت الشاعر أنها استقبلت موظفين من دوائر عدة تفاعلت مع الحملة، واستجابت لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، إلى ضرورة التبرع بالدم «لأن توفير الدم لمرضانا مسؤولية المجتمع بأكمله».

ومن الدوائر التي أكدت رغبة موظفيها في التبرع دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دبي، وجمارك دبي، وبلدية دبي، إضافة إلى هيئة الطرق والمواصلات، والدفاع المدني، ودائرة التنمية الاقتصادية، وهيئة كهرباء ومياه دبي.

وكان لافتاً الإقبال الكبير من الشباب على التبرع بالدم، والتفاعل مع الحملة. كما لم تخل غرفة واحدة من غرف التبرع من وجود مواطنين طوال الأيام الماضية من الحملة.

ويقول سلطان سيف وهو مستلق على سرير التبرع: «علمت بنقص الدم من خلال «الإمارات اليوم» فبادرت إلى الاتصال بزملاء لي، وطلبت اصطحابهم لنتبرع بصورة جماعية للمرضى، مضيفاً «من الصعب أن أعلم أن هناك مريضاً يحتاج للدم ولا أقدم له المساعدة».

وعلى سرير آخر كان سيف الدين عام، الذي طلب أن توجه الصحيفة دعوة للشباب المواطنين والمقيمين، للمواظبة على التبرع بالدم بصفة دائمة، «حتى لا يحدث نقص في الكميات المتبرع بها».

أما الموظف في هيئة الطرق والمواصلات، عدي ولد عامر، فأشار إلى أنه جمع أصدقاءه، وتوجهوا معاً للتبرع بالدم، داعياً إلى إطلاق مواقع إلكترونية حكومية، وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو الشباب للتبرع على مدار العام، وتبلغهم بالحاجة للتبرع في الأوقات التي تشهد نقصاً في كميات الدم، أو توضح لهم بعض الفصائل التي يحدث فيها نقص.

وكانت «الإمارات اليوم» نقلت عن مسؤولين في الهيئة أن النقص في وحدات الدم المتبرع به، تسبب في إرجاء عمليات جراحية للحالات غير الطارئة في المستشفيات، داعين المواطنين والمقيمين إلى التبرع بالدم في مقر مركز الدم بمستشفى لطيفة في دبي (الوصل سابقاً). وتدعو حملة «تبرع» المواطنين والمقيمين بمختلف أعمارهم وفئاتهم إلى التبرع بالوحدات الدموية لهيئة الصحة في دبي، للحدّ من النقص الشديد الذي يشهده المركز، وتلبية احتياجات الحالات المصابة بأمراض مزمنة، والحالات المحتاجة إلى عمليات جراحية، وحالات الحوادث.


شرطة الشارقة في مقدمة المتبرعين بالدم

كانت القيادة العامة لشرطة الشارقة، أولى الجهات الحكومية التي تفاعلت مع حملة «تبرع» التي أطلقتها «الإمارات اليوم»، للتبرع بالدم لمستشفيات هيئة الصحة في دبي، ومرضى الثلاسيميا. واستقبل مركز دبي للتبرع بالدم أربع حافلات أقلت 50 من الضباط والأفراد والشرطيات من مختلف إدارات الشرطة، منها الدوريات وأنجاد والمهام الخاصة والشرطة النسائية والشرطة المجتمعية.

وقالت المقدم منى سرور، التي رافقت المتبرعين، إن قائد عام شرطة الشارقة اللواء حميد محمد الهديدي، وجه بالمبادرة للتبرع بالدم، لمساعدة المرضى والمحتاجين لهذا التبرع.

وأضافت: «جئنا إلى مركز دبي للتبرع بالدم حتى نقدم دمنا لمرضى الثلاسيميا، ومن المقرر تواصل توافد المتبرعين من شرطة الشارقة على مركز دبي، خلال الأسبوع المقبل».

وأكدت المسؤولة في إدارة الإعلام والعلاقات العامة في شرطة الشارقة، الملازم منيرة الزرعوني، أنها وزميلاتها وزملاءها من الضباط والأفراد، تفاعلوا بشدة مع ما نشرته «الإمارات اليوم» حول وجود نقص في الدم المتبرع به، وجاءت توجيهات القيادة العامة لشرطة الشارقة للمبادرة بالتوجه إلى مركز دبي للتبرع بالدم، والمساهمة في حملة «تبرع».

تويتر