« صحة دبي » تدشّن وحدة متخصصة في الأوعية الدموية والقسطرة

تقنية جديدة تنقذ المسنين من جراحات القلب المفتوح

التقنية الجديدة يستفيد منها مسنون حتى العقد التاسع من العمر. من المصدر

أدخلت هيئة الصحة في دبي تقنية جديدة تنقذ كبار السن من جراحات القلب المفتوح.

وقال رئيس قسم القلب في مستشفى راشد، الدكتور فهد عمر باصليب لـ«الامارات اليوم»، إن التقنية الجديدة «يتم من خلالها استبدال الصمام الأورطي المتصلب، بصمام جديد، من دون جراحة»، معتبراً أنها «تشكل طفرة في علاجات أمراض القلب المعقدة، وتجرى للمرة الأولى في دبي».

فيما دشن مدير عام الهيئة قاضي المروشد وحدة متخصصة في جراحات الأوعية الدموية والقسطرة في مستشفى راشد، مؤكداً أنها «أول وحدة متخصصة على مستوى المنطقة».

وتفصيلاً، قال باصليب، إن «هيئة الصحة أدخلت تقنية جديدة، للمرة الأولى في دبي، يتم من خلالها تركيب صمام أورطي جديد لمرضى مسنين، من دون إجراء جراحات قلب مفتوح لهم».

عملية في غرفة واحدة

قال المدير التنفيذي لمستشفى راشد، الدكتور شوقي خوري، إن «الوحدة الجديدة لجراحات الأوعية الدموية والقسطرة، التي تم تدشينها في مستشفى راشد، تتيح للأطباء إجراء جميع العمليات الجراحية في غرفة واحدة، دون الحاجة لنقل المريض إلى مختلف الأقسام، كما هي الحال سابقاً»، مشيرا إلى ان الميزات المتعددة للجهاز التي تعزز ثقة الجراح أثناء إجراء العملية، وتعمل على تسهيل مهمة الملاحة عبر الشرايين الصغيرة والملتوية، الأمر الذي يقلل من تعرض المريض لجرعات الأشعة واستخدام المادة الملونة.

وتابع أن «الوحدة تضم غرفة لاستقبال المرضى، وغرفة إنعاش، وغرفة لتبديل ملابس الجراحين، وغرفة للتعقيم، وغرفة التحكم الرئيس».

وأوضح أن «التقنية الجديدة يستفيد منها مسنون حتى العقد التاسع من العمر»، لافتاً إلى أن «كبار السن يتعرضون لضيق الصمام الأورطي وتصلبه، بفعل التقدم في العمر، ويخشى أطباء جراحات القلب المفتوح لهم».

وتابع «ابتكرت هذه التقنية عام ،2002 لاستبدال الصمام المتصلب، بآخر جديد عن طريق القسطرة، وتابعت هيئة الصحة هذه التقنية، والأبحاث التي أجريت عليها، حتى تم التأكد من إجازتها من المنظمات الدولية، وثبوت نجاعتها».

وأكمل «تلقى فريق من أطباء جراحات القلب الأكفاء في الهيئة دورات تدريبية في أوروبا على الجراحة الجديدة، وتم تطبيقها للمرة الاولى هذا الشهر في مستشفى راشد».

ولفت إلى ان «كبار السن كانوا يتعرضون للموت، لعدم قدرة الأطباء أرجاء جراحات قلب مفتوح لهم، لكن مع التقنية الجديدة، يتم استبدال الصمام ويخرج المريض بعد خمسة أيام».

وبين باصليب أن «أطباء جراحات القلب في الهيئة أجروا أربع جراحات قبل يومين، لمسنين مواطنين تتراوح أعمارهم بين 60 و87 عاماً، وهم يتمتعون بصحة جيدة، وسيغادرون المستشفى خلال أيام».

وأفاد بأن «كلفة الصمام هي 150 ألف درهم تقريباً، في حين تكلف الجراحة بالفحوص نحو 200 ألف درهم»، لافتاً إلى انها «تجرى للمواطنين مجاناً في هيئة الصحة، وتبحث الهيئة أجراءها للمقيمين، على ان تتحمل كلفتها مؤسسات خيرية».

إلى ذلك، دشن مدير عام الهيئة، قاضي المروشد، وحدة متخصصة لجراحات الأوعية الدموية والقسطرة في مستشفى راشد، بكلفة ستة ملايين و400 الف درهم، لتقديم خدمات علاجية متطورة في هذا المجال»، مؤكداً انها «أول وحدة متخصصة على مستوى المنطقة، وتم ذلك بمبادرة وتبرع من شركة (صديقي) إحدى الشركات الوطنية الداعمة للعمل الخيري في الدولة».

وأكد المروشد على الحرص الذي توليه الهيئة للتوسع في خدماتها المقدمة للمرضى، وتحديث وتطوير القائم منها، لمواكبة المستجدات العالمية، وللاستمرار في تقديم أفضل وأرقى الخدمات الطبية والعلاجية المتميزة للمتعاملين، وفقاً لأحدث الأنظمة والبروتوكولات العلاجية.

وذكر المدير التنفيذي لمجموعة شركات أحمد صديقي، عبدالحميد صديقي، أن دعم وحدة القسطرة وجراحات الأوعية الدموية في مستشفى راشد يأتي انطلاقاً من حرص الشركة على دعم العمل الخيري، وتعاونها مع القطاع الحكومي، لتوفير أفضل الفرص الممكنة لخدمة أفراد المجتمع، معرباً عن سعادته بالتعاون مع هيئة الصحة في دبي للإسهام في هذا المشروع لخدمة المرضى.

وأفاد المدير التنفيذي لمستشفى راشد، الدكتور شوقي خوري، بأن الوحدة الجديدة تتكون من غرفة للعمليات مزودة بأحدث جهاز عمليات متكامل في هذا المجال، والذي يجمع بين جهاز قسطرة الأوعية الدموية والدماغ والقلب، وجهاز أشعة ثلاثي الأبعاد، وجهاز للأشعة المقطعية بسرعة 60 مقطعاً في الثانية، ما يقلل التعرض للجرعات العالية من الأشعة، واستخدام المادة الملونة أثناء العمليات.

وأوضح خوري أن «هذه التقنية ستمكن الأطباء من إجراء عمليات تشخيصية وعلاجية عدة معقدة وبجودة عالية لصور المرضى، ما يساعد الجراح على اتخاذ القرار المناسب المتعلق بالعمليات، خصوصاً في حالة انسداد الأوعية الدموية بسبب العديد من الأمراض ومنها السكري، كما يمكن الأطباء من الاستغناء عن عمليات الجراحة المفتوحة، وتقليل آلام المرضى، وخفض الكلف المالية»، مشيراً إلى ان إجراء فتحة صغيرة في مكان العملية يسهم في سرعة التئام الجرح، وتقليل نسبة حدوث الالتهابات، وتقليل فترة بقاء المريض داخل المستشفى.

تويتر