نتيجة تزايد حالات إهمالهم

مطالب بقانون يلزم ذوي المرضى بتسلمهم من المستشفيات

وجود مرضى في مستشفيات سنوات يحرم مرضى آخرين من حقهم في العلاج . تصوير: مصطفى قاسمي

طالب أطباء ومسؤولون في مستشفيات حكومية بضرورة سن قانون، أو إصدار تعميم يوزع على المستشفيات، يلزم ذوي المرضى بتسلم مرضاهم بعد انتهاء فترة العلاج في المستشفى، من خلال التوقيع على تعهد بتسلمهم، وذلك بعد تزايد حالات المرضى المهملين من قبل ذويهم، خصوصاً المسنين منهم،إذ وصلت مدة الإهمال في بعض الأحيان لـ 10 سنوات، الاأمر الذي يحمل المستشفيات أعباء مالية كبيرة، في حين لم يتسن الحصول على رد من وزارة الصحة حول تلك المشكلة.

وأكدت الاختصاصية الاجتماعية في شعبة الخدمة الاجتماعية في مستشفى راشد بدرية محمد حسن، ضرورة سن تشريع أو إصدار تعميم يوزع على مستشفيات الدولة يلزم ذوي المرضى بتسلمهم في حال انتهاء فترة علاجهم.

وذكرت أن «ظاهرة إهمال ذوي بعض المرضى وتركهم داخل المستشفى رافضين تسلمهم من شأنها إشغال أسرة، وأماكن يمكن لمرضى آخرين الاستفادة منها، والتسبب في ضغط أكبر على العاملين في المستشفى، من خلال العناية التمريضية المستمرة لهم، التي توفرها لهم مستشفى راشد على مدار الساعة».

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت قبل أيام قصة العجوز «ع.ع» التي أدخلت مستشفى راشد بصحبة أخيها في الـ 21 من أغسطس العام ،2001 تعاني القيء والإسهال فقط، وتحتاج إلى الرعاية الصحية المناسبة، وبعد توقيع الفحص الطبي عليها والتأكد من سلامتها بدنياً من أي أمراض، وعلاج مسببات القيء والإسهال الذي دخلت المستشفى وهي تعانيها، حاولت إدارة المستشفى التواصل مع أخيها لتسلمها من دون جدوى، إذ كان يغلق هاتفه في وجه المتصلين، وأحياناً يبرر غيابه بأعذار مختلفة، وذلك على مدار سنوات متتالية، حتى أعلنها صريحة للمتصلين به أنه لن يأتي ليتسلمها، ليقطع خيط التواصل بينه وبين إدارة المستشفى تماماً.

وقالت بدرية إن مستشفى راشد وفرت أجهزة طبية لمرضى من عائلات غير مقتدرة ، خصوصاً ذوي الأمراض المزمنة بالتنسيق مع الأهل، وبعض الجهات الخيرية، ليتم تمريضهم داخل المنزل تحت إشراف مختصين من المستشفى، فضلاً عن تدريب الأهل على كيفية الرعاية التمريضية لمرضاهم.

وأضافت «تتابع شعبة الخدمة الاجتماعية في مستشفى راشد حالة المريض، والتأكد من ملاءمة السكن الذي يعيش فيه لحالته الصحية، وتنفيذ زيارات ميدانية مستمرة لمتابعة حالته وتوفير الدعم والرعاية اللازمين له».

مشيرة إلى أن «إصدار قانون بهذا الشأن سيسهم في الحد من ظاهرة عقوق ذوي القربى، التي تشهدها غرف العناية الخاصة في المستشفى، وإفساح الأماكن لاستقبال مرضى آخرين في أمس الحاجة للرعاية، في حين توجد أسرّة كثيرة تشغلها حالات مهملة من ذوي القربى».

وأكد المدير التنفيذي لمستشفى الوصل الدكتور عبدالله الخياط أهمية وجود مثل ذلك التشريع، خصوصاً مع ذوي المرضى، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار العائلات غير المقتدرة على رعاية ذويها داخل المنزل، خصوصاً من ذوي الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى رعاية تمريضية مستمرة.

وشدد على أهمية خروج المريض من المستشفى في حال تماثله للشفاء، حفاظاً على حق مرضى آخرين في حاجة لمكان داخل المستشفى ليتم معالجتهم.

وأفادت رئيس شعبة الخدمات الاجتماعية في مستشفى راشد منى الماس بأنه تم تشكيل لجنة من الجهات المختصة لدراسة مشكلة إهمال ذوي القربى لمرضاهم، لإيجاد حلول لها، سعياً للقضاء على تلك الظاهرة تماماً.

تويتر