بدء المرحلة الثانية من «وريد» للحد من «هدر الدواء» والأخطاء الطبية

أعلنت وزارة الصحة انتهاءها من تطبيق المرحلة الأولى من نظام المعلومات الصحية «وريد»، وبدء المرحلة الثانية منه، والذي يهدف إلى الربط إلكترونياً بين المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للوزارة، بهدف الحد من «هدر الدواء» والأخطاء الطبية.

وقال مسؤولون في الوزارة إن النظام الجديد يقلل من «الهدر في صرف الأدوية، وينظم تقديمها للمرضى، ويكشف أي نقص في أصنافها في صيدليات المستشفيات، والمستودعات»، كما يقلل من «الاعتماد على الملفات الورقية، وتالياً يحد من الاخطاء الطبية، ويحد من الازدحام أمام العيادات».

وأفاد وزير الصحة الدكتور حنيف حسن، بأن «المرحلة الأولى من النظام طبقت في مستشفى الشيخ خليفة ومركز مشيرف الصحي في إمارة عجمان، ومستشفى الكويت في الشارقة، وانتهت الوزارة من تجهيز البنية التحتية اللازمة لتشغيل النظام في مستشفى القاسمي في الشارقة».

وتفصيلاً، أعلنت وزارة الصحة بدء المرحلة الثانية من نظام المعلومات الصحية «وريد»، إذ تم إطلاق المرحلة الأولى في مستشفى الكويت في الشارقة، وتحديداً في اقسام الطوارئ والتسجيل والمواعيد، وانتهت الوزارة من تجهيز البنية التحتية اللازمة لتشغيل النظام في مستشفى القاسمي في الشارقة، كما بدأت تدريب العاملين في المستشفى على التعامل مع النظام.

وقال وزير الصحة في مؤتمر صحافي بمشاركة قيادات الوزارة والمسؤولين عن المشروع، إن تطبيق نظام «وريد» في مستشفيات الوزارة «يحدث تطويرا حقيقيا في الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية على مستوى الدولة، وسيشكل تغييرا واضحا في مسار هذه الخدمات في مرافق وزارة الصحة كافة»، مشيراً إلى أنه «سيحقق تكاملاً في الربط الإلكتروني بين جميع المرافق الصحية في الدولة، بالتعاون مع الهيئات والجهات الأخرى ذات الصلة بقطاع الشؤون الصحية».

واعتبر الوزير أن هذا المشروع «يأتي ضمن خطط الوزارة لتطبيق التقنيات الحديثة والاستفادة من البرامج والنظم التي تعمل على تسهيل وتسريع وتيرة العمل، فضلا عن تحقيق الدقة والمأمونية».

وتابع «نهدف إلى أن يقدم (وريد) حلا تقنيا جديدا للربط بين المؤسسات الصحية العامة، والتطوير والتحديث الإلكتروني لمكونات عناصر الخدمة الصحية وما تتطلبه من إجراءات للفحص والعلاج والمتابعة»، مضيفاً «نسعى بكل جدية لترسيخ نظام صحي متميز، يضمن الشمولية والفعالية لتحقيق أعلى مستوى لصحة الأفراد، ومن هنا يأتي شعار (مريض واحد، سجل واحد) الذي يمثل الغاية العليا لمشروع (وريد)».

وأوضح أنه تم استكمال البنية التحتية في جميع المستشفيات التابعة للوزارة، وستشهد المرحلة المقبلة الانتهاء من البنية التحتية للمراكز الصحية التابعة لها، وبدأ بالفعل تشغيل هذا النظام في مستشفى الشيخ خليفة ومركز مشيرف الصحي في إمارة عجمان.

وقال: «إننا نأمل أن يتم الانتهاء من كافة مراحل المشروع في جميع المناطق الطبية التابعة للوزارة مع نهاية العام الجاري».

وقال وكيل الوزارة المساعد للخدمات المؤسسية والمساندة بالإنابة المهندس خالد ماجد لوتاه، إن مشروع «وريد» يرتكز على قاعدة تكنولوجية تعمل على الربط بين جميع المؤسسات الطبية في القطاع العام في الدولة، كما أنها تسهل إجراء عمليات الرعاية الصحية بشكل إلكتروني في مختلف المجالات الطبية.

وأضاف: يوفر النظام الوصول الكامل إلى المعلومات الحرجة المتعلقة بالمريض، في نظام سريع وفعال وآمن، ويضمن هذا المشروع السلامة للمرضى، كما أنه يحد من الأخطاء.

وأوضح أن هذا المشروع يقدم الخدمات القيمة مثل «مواعيد»، وهي خدمة جديدة من شأنها أن تعزز خطط تأمين المواعيد الطبية، مع الشروع في إنشاء مركز اتصال موحد سيقضي بدوره على الطوابير الطويلة وفترات الانتظار بالنسبة إلى الجمهور.

وقال لوتاه: «ستساعد خدمة «مواعيد» على التخلص من الممارسات الطويلة التي كنا نعاني منها في فترات سابقة من أجل الحصول على المواعيد الطبية، من خلال خدمة واحدة شاملة، يمكن للسكان الاستعانة بالخدمات التي يوفرها مركز الاتصال، والتقدم بطلباتهم من خلاله، ليتم بعد ذلك حجز المواعيد لهم.

وذكر مدير مستشفى القاسمي في الشارقة الدكتور عارف النورياني، أن الاستعدادات تمت في المستشفى، وأن البنية التحتية اللازمة لتشغيل نظام المعلومات الصحية «وريد» اكتملت، وبدأت عملية تدريب 900 من الكوادر الطبية والفنية والإدارية على التعامل معه.

وقال مدير مشروع «وريد» محمد نبيل الدوي «تم تخصيص المرحلة الأولى لمستشفى الشيخ خليفة وعيادة مشيرف في عجمان، لتكون بمثابة المنصات الأولية في تنفيذ خطة الوزارة على مدى ثلاث سنوات، والتي سيتم خلالها الربط بين 15 من المستشفيات و68 عيادة تابعة لوزارة الصحة في دبي والإمارات الشمالية من خلال نظام واحد شامل».

وعلّق مدير منطقة عجمان الطبية، مدير مستشفى الشيخ خليفة بن زايد، حمد تريم الشامسي على المشروع، بأن «انتهاء المرحلة الأولى في مستشفى الشيخ خليفة وعيادة مشيرف في إمارة عجمان قد وضع الأساس للمضي قدماً في مبادرة «وريد»، مشيراً إلى أن نظام المعلومات الصحية من شأنه أن يحدث تقدما ملموسا في طريقة تعامل السكان مع قطاع الرعاية الصحية في الدولة.

وأضاف: يوفر هذا النظام سجلات طبية الكترونية للمرضى، تتيح التعرف إلى التاريخ الكامل للمريض، ما يقلل الأخطاء الطبية، ويمنع ازدواجية العلاج وصرف الدواء.

وأعلن أن المشرع انتهى حتى الآن من إنشاء 134 ألفاً و627 سجلاً إلكترونياً طبياً، لافتاً إلى أن شركة «آي كابيتال» تولت عملية تنفيذ هذا المشروع لوزارة الصحة، وأسهمت بخبرائها من أجل تطوير التكنولوجيا المتقدمة التي يقوم عليها مشروع «وريد».

إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة «آي كابيتال» عمرو الديب،أ إن المرحلة التجريبية تظهر مميزات عدة للتقنيات المتقدمة التي يستخدمها «وريد»، كما أنها تضع المعايير للمراحل المتبقية من تنفيذ هذا البرنامج، معتبراً أن هذا النظام يسهم في الارتقاء بنظم الرعاية الصحية في الدولة.

وأضاف: سيدخل النظام الجديد أحدث تقنيات الحاسب الآلي في المستشفيات والمراكز الصحية، ويقدم نظاماً لتوظيف التطبيقات المركزية والخدمات التي من شأنها أن توفر بوابة إلكترونية لجمهور المرضى والأطباء والموظفين.

وتابع: يتيح النظام للممارسين في الحقل الطبي الوصول مباشرة إلى المعلومات التي يحتاجون إليها في الوقت المناسب، ليعود ذلك بالنفع على المرضى في أسرع وقت.

وأشار الديب إلى أن المرحلة الثانية من مشروع «وريد» بدأت بالتركيز على إمارة الشارقة خلال الشهر الجاري، إذ تم ربط مستشفى الكويت مع هذه الخدمة، وسيتلو ذلك مستشفى القاسمي.