مركز ميزانيته 9000 درهم.. وتأجيل جراحات مهمة

المخصصات السنوية لأدوية عيادات الأسنان تكفي أسابيع فقط

«الصحة» تدرس إلغاء جراحات زراعة الأسنان لخفض النفقات. تصوير: دينيس مالاري

قال أطباء ومسؤولون في وزارة الصحة، إن الوزارة خصصت مبالغ «ضئيلة جداً للدواء، في مراكز طب الأسنان، ما تسبب في إرجاء جراحات مهمة إلى أجل غير مسمى»، لافتين الى أن «الوزارة تدرس إلغاء جراحات زراعة الاسنان وتقويمها، لتخفيض نفقات الدواء».

وذكروا أن الوزارة خصصت 54 ألف درهم للأدوية والعقاقير وأمصال التطعيم في مركز طب الاسنان في الشارقة لعام ،2011 وخصصت 9000 للدواء في مركز اسنان ام القيوين، للعام نفسه.

ولفتوا الى ان المراكز طلبت تخصيص مبالغ تقدر بـ300 ألف درهم على الاقل للدواء لكل مركز، لتأتي الموازنة بمبالغ «زهيدة».

وأكد اطباء في مراكز طب اسنان أن الموازنة المخصصة للدواء في مراكزهم، لا تكفي لعلاج حالات قليلة، وتنفد خلال بضعة اسابيع.

وذكروا أن مراكز طب الاسنان تعاني نقصا حادا في المواد الطبية والأدوية اللازمة لعلاج المرضى، ما أدى إلى تكليف المرضى بشراء احتياجاتهم من الدواء على نفقتهم.

وحصلت «الإمارات اليوم» على تقرير لموازنة الوزارة المخصصة لمركز طب الاسنان في الشارقة، يفيد بأن الوزارة خصصت مبلغ 54.717 درهما لبند الادوية والعقاقير وامصال التطعيم، وخصصت مبلغ 44.672 لافلام الاشعة.

وذكر التقرير أن الوزارة خصصت 110 آلاف درهم للمستلزمات الطبية، و80 ألفاً لادوات ومواد المختبرات والمعامل.

ووصف أطباء أسنان في الوزارة هذه المبالغ بأنها «لا تكفي احتياجات مراكز طب الأسنان أسابيع قليلة، في حين انه مطلوب منهم ان تكفي إلى نهاية العام، مشيرين الى ان مراكزهم «تعاني أزمة دواء شديدة، ما أثّر سلباً في مستوى الخدمات المقدمة للمرضى».

وأفادوا بأن «جراحات الفك توقفت في بعض المراكز بسبب نقص تلك المواد، ويتم تكليف مرضى بشراء أدوية ومستلزمات من خارج المراكز، حتى يتم علاجهم والتعامل معهم طبياً».

ووفق التقرير، فان «الصحة» خصصت للمركز مبلغ 12 الف درهم، لبدل العدوى أو الضرر أو الخطر، و40 ألف درهم لصيانة مباني المركز.

وأفاد أطباء بأنه تم تخصيص مبالغ «ضئيلة جداً» لصيانة مباني مراكز طب الاسنان التابعة لوزارة الصحة.

واوضحوا ان الموازنة تفيد تخصيص 18 الف درهم لصيانة مباني مركز طب الاسنان في الجميرا، خلال العام الجاري، وتخصيص 40 ألف درهم لصيانة مباني مركز طب الاسنان في الشارقة، و50 الف درهم لصيانة مركز طب الاسنان في إمارة رأس الخيمة، و19 الف درهم لمركز اسنان عجمان.

وقال اطباء في تلك المراكز إن الوزارة «خفضت المبالغ المخصصة لادارة العمل في مراكز طب الاسنان ضمن سياستها لترشيد النفقات»، مشيرين الى ان «تلك الموازنات الضئيلة تعرقل أعمالهم، ولا تسمح لهم بتقديم خدمات طبية جيدة للمرضى».

وقال طبيب، طلب عدم نشر اسمه، إن جراحات مهمة مثل استئصال الاسنان المطمورة في العظم، والجراحات اللازمة لعلاج التهابات جذور الاسنان، وزراعة الاسنان، يتم ارجاؤها، أشهراً عدة، حتى تتوافر المواد الطبية والدوائية اللازمة لاجرائها.

وذكر أن عدد المرضى المترددين على مراكز طب الاسنان يتناقص بمعدلات كبيرة، كون المرضى لايجدون علاجاً لهم فيها.

وعلمت «الإمارات اليوم» أن مراكز الاسنان التابعة للوزارة، تعاني ترحيل احتياجاتها من الدواء منذ عام،2007 إذ تم ترحيلها الى ،2008 ثم العام التالي له، حتى العام الجاري.

وأفاد مسؤولون في مراكز اسنان بأنهم يطلبون أدوية مهمة من مستودع الدواء الرئيس في دبي، فيأتي الرد، بأن «الدواء غير متوافر»، ما يضطرهم إلى طلب الدواء «بالأمر المستعجل».

وأوضحوا أنهم «طلبوا أدوية بالأمر المستعجل منذ ستة أشهر، لكنها لم تأت حتى اليوم».

وتعاني مستشفيات وزارة الصحة «نقصاً شديداً في الدواء منذ اشهر عدة، وفق اطباء ومديري مستشفيات، ابلغوا «الامارات اليوم» أن مستشفيات الوزارة ومراكزها الصحية تعاني «عجزاً شديداً في الدواء منذ أشهر»، حتى ان «بعض مستودعات الدواء، أصبحت شبه خاوية».

وأكدوا ان «هذا النقص، تسبب في وقف جراحات مهمة وخطرة، مثل جراحات القلب المفتوح في مستشفى القاسمي في الشارقة»، لافتين الى ان هناك نقصاً في أدوية تصنف بانها «أدوية انقاذ حياة»، اضافة الى نقص ادوية للامراض المزمنة «مثل الانسولين (طويل الامد) لمرضى السكري وبعض أدوية ارتفاع ضغط الدم، والهرمونات».

وذكروا ان هذا النقص مستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ما تسبب في «تأخر علاج مرضى، واصابة آخرين بانتكاسات صحية شديدة». وقالوا إن شركات الدواء الكبرى، أوقفت توريد أدوية عدة لمستودعات الوزارة «لعدم حصولها على مستحقاتها المالية». وأقر وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الخدمات المؤسسية والمساندة بالإنابة خالد لوتاه، «بوجود نقص في الدواء في مستشفيات الوزارة»، مشيرا الى ان «الوزارة تدرس الآن احتياجات المستشفيات لتوفيرها».

تويتر