مواطنون يختارون الإناث.. ونسبة النجاح 99.9٪

120 عائلة تحدّد جنس الجنين سنوياً

فنّيان في مختبر مركز دبي للأمراض النسائية والإخصاب. تصوير: أسامة أبوغانم

لاقت تقنية «اختيار جنس الجنين» إقبالاً كبيراً في مركز دبي للأمراض النسائية والإخصاب، التابع لهيئة الصحة في دبي، وفق أطباء ومسؤولين في المركز.

وقدّر المركز عدد طالبي تحديد جنس أجنّتهم بنحو 120 حالة سنوياً، بواقع 10 حالات شهرياً، ويؤكد مقدّمو الخدمة أن «نسبة النجاح في تحديد جنس الجنين بالمركز تقدّر بنحو 99.9٪».

ولفتوا إلى أن «الاعتقاد الشائع أن المواطنين يُقبلون على اختيار الذكور اعتقاد خاطئ، إذ إن هناك نسبة كبيرة منهم تطلب إناثاً، لإحداث توازن في أُسرها، إذا كان العدد الأكبر من الأبناء ذكوراً».

وتفصيلاً، قالت مديرة المركز، فاطمة عبدالله مصبح، لـ«الإمارات اليوم»، إن «5٪ من المتعاملين مع المركز يطلبون الاستفادة من تقنية (تحديد جنس الجنين)». لافتة إلى أن «ما بين ثماني و10 حالات يستقبلها المركز شهرياً، تطلب هذه التقنية».

ولاحظت أن الإقبال كبير من مختلف الجنسيات، لكن النسبة العليا هي للآسيويين والغربيين، لافتة إلى أن «بعض الجنسيات تأتي خصيصاً من بلادها إلى المركز، لإجراء هذه التقنية»، موضحة أن «بعض الدول لا تتيح اختيار جنس الجنين، لما فيه من تمييز ضد الإناث».

وأشارت إلى أن «الاعتقاد السائد أن المواطنين هم الأكثر إقبالاً على اختيار الذكور اعتقاد خاطئ، إذ يُقبل المواطنون على إنجاب الإناث، والأمر يتوقف على توازن الأسرة، فإذا كان هناك نقص في الإناث يطلب الزوج أن يكون الجنين المقبل أنثى، والحال نفسها مع الذكور».

من جانبه، قال استشاري الأمراض النسائية والعقم في المركز، الدكتور محمد القليوبي، إن «المركز ملتزم تماماً بتطبيق قانون الدولة في ما يتعلق بتحديد جنس الجنين، وهو قانون يراعي الجوانب الشرعية، وعادات وتقاليد المجتمع».

وذكر أن «تطبيق هذه التقنية يتوقف على وضع الأسرة، فإذا ما كانت تعاني نقصاً في أحد الجنسين، تتم تلبية طلبها، أما إذا كان الطلب إنجاب ذكور وفي الأسرة ذكور، فيتم الرفض».

وأوضح القليوبي أن «هذا النوع من التقنيات يكتسب أهمية كبرى في الوقاية من بعض الأمراض الوراثية، إذ تظهر أمراض في أحد الجنسين، ولا تظهر في الآخر، لذلك يتم تحديد جنس الجنين، تجنباً لإنجاب طفل مريض».

ولفت إلى أن «بعض الأزواج يعرض زوجاته لتكرار تجربة الحمل كل عام، سعياً إلى إنجاب ذكر أو أنثى، ما يحمّل الأم عبء الحمل المتكرر، والتعرّض لجراحات الولادة، فيأتي تحديد جنس الجنين، للتخفيف عن الزوجة». وأشار إلى أن «المركز كان يطبق تقنية قديمة في تحديد جنس الجنين، كانت تحقق نجاحاً بنسبة 80٪، أما الآن فقد أدخل تقنية حديثة جداً، أظهرت نجاحاً كبيراً، وبلغت درجة دقّتها 99.9٪ في تحديد الجنس».

وذكر أن «إجراءات سحب العيّنة وتطبيق الإجراءات الطبية لتحديد جنس الجنين، تستغرق شهراً، ثم يبدأ الحمل بصورة طبيعية»، مشيراً إلى أن «مركز دبي للإخصاب، هو المركز الحكومي الوحيد الذي يطبّق هذه التقنية في دبي».

يشار إلى أن فصل الأجنّة من أحدث الوسائل الطبية لتحديد جنس الجنين، ويتأسس، وفقاً لموقع مستشار جراحة وأمراض النساء والولادة، الدكتور نجيب لويس، على مراحل عدة، ففي المرحلة الأولى، يتم تحريض الإباضة عن طريق إبر هرمونات تُعطى للزوجة من بداية الدورة الشهرية، وتتم خلال البرنامج مراقبة البويضات باستمرار حتى وصولها إلى الحجم المطلوب للسحب.

وفي المرحلة الثانية، يتم سحب البويضات من الجسم، عن طريق إبرة مهبلية خاصة تحت التخدير العام، ويتم في اليوم نفسه تلقيح البويضة مجهرياً، أما في المرحلة الثالثة، فتوضع الأجنّة في حاضنات خاصة، وتُترك لمدة ثلاثة أيام إلى حين وصول كل جنين إلى مرحلة ست ـ ثماني خلايا، ويتم حينها ثقب جدار الجنين وسحب خلية واحدة من غير أن يؤدي ذلك إلى ضرر أو أذى بالجنين، وتدرس الخلية بطريقة صبغ الكروموسومات لتحديد الجنين، قبل أن تُعاد الأجنّة في المرحلة الرابعة من الجنس المطلوب، ولا يتم إرجاع أجنّة إلا المرغوب في جنسها والأجنّة السليمة، ثم تدخل المرأة في برنامج لتثبيت الحمل، لمدة أسبوعين، لمعرفة حدوثه.

تويتر