«صحة دبي» تطبق أحدث تقنية عالمية لإصلاح صمامات القلب

أدخلت هيئة الصحة في دبي «أحدث تقنية في العالم، لعلاج أمراض صمامات القلب»، وفق رئيس قسم جراحة القلب والصدر في الهيئة، الدكتور عبيد محمد الجاسم.

وقال الجاسم لـ«الإمارات اليوم» إن التقنية الجديدة تعتمد على «إصلاح الصمام، بدلاً من استبداله بصمام معدني أو حيواني»، مشيراً إلى أنها «تحمي المرضى من التعرض لمضاعفات صحية مستقبلية، او اصابة النساء المريضات بنزف أواجهاض».

وأوضح أن «التقنية الجديدة، بدأت في العالم قبل 10 أعوام، على يد جراح اوروبي بارز، واثبتت كفاءة شديدة» لافتاً إلى أن «هيئة الصحة نجحت في استقطاب الجراح الأوروبي لإجرائها في دبي، وبالفعل اجراها لست حالات خلال الأسابيع الماضية».

وتفصيلاً، قال الجاسم «نجحت هيئة الصحة في استقطاب جراح القلب الأوروبي البارز جبرين الحوزي، لإجراء جراحات اصلاح الصمام الأورطي في مستشفياتها».

وأشار إلى أن «تقنية اصلاح الصمام الأورطي، لم تجرَ من قبل في الدولة، وابتكرها الحوزي قبل 10 سنوات في بلجيكا، وبدأ البعض تطبيقها في دول قليلة في العالم». ولفت الى ان «هذه الجراحة تكتسب أهمية كبرى، كون اصلاح هذا الصمام أمراً معقداً جداً، ولم تكن جراحات الإصلاح ناجحة»، وتابع «عادة يجري جراحو القلب جراحات لاستبدال الصمام المريض بصمام معدني، وهذا النوع من الجراحات يتطلب من المرضى تناول مسيلاً للدم مدى الحياة»، مشيراً إلى أن «المريضات من النساء اللاتي اجريت لهن هذه الجراحة، كن يتعرضن لنزف، أو اجهاض، خصوصاً صغيرات السن».

وأكمل «البديل للصمام الاصطناعي، الصمام الحيواني، وهو مأخوذ من نسيج بعض الحيوانات، لكنه لايعيش طويلاً، ويحتاج الى تغيير في فترة تراوح ما بين 10 و15 عاماً»، وأضاف الجاسم «الحل الأفضل لمن يعانون أمراض الصمام الاورطي، هو اجراء جراحة لإصلاحه، وهي الجراحة التي نجح في تطبيقها الدكتور جبرين الحوزي في المستشفى الجامعي (سانت لوك) في بروكسل»، لافتاً الى ان «الجراحات التي يجريها هذا الجراح تنقل على الهواء لأطباء في مناطق عدة في العالم للتعرف عليها والاستفادة منها».

وتابع «استقطبت الهيئة الحوزي، وأجرى ست جراحات لمرضى مواطنين ومقيمين في دبي حتى الآن، بنسبة نجاح 100٪»، مشيراً الى ان «الجراحات استفاد منها الأسبوع الماضي شاب يبلغ من العمر 20 عاماً، كان يعاني خللاً في الصمام الأورطي، تسبب في عودة الدم إلى القلب».

وأكمل «أجريت الجراحة لزوجة عمرها 28 عاماً، سبق لها أن بحثت عن علاج لها في ايطاليا والمانيا، وطلبوا لها استبدال الصمام، لكن هيئة الصحة اجرت لها اصلاح الصمام بنجاح تام»، كما أجريت «لمواطنة عمرها 20 عاماً، اضافة الى علاج خلل في صمامين اخرين، هما الميترالي وثلاثي الشرفات».

وافاد الجاسم بأن الاستفادة من هذه التقنية لم تكن تقتصر على الشباب، بل «اجريت لمريضة في العقد السابع من العمر، بنجاح تام»، واضاف «إجراء الجراحة الجديدة في دبي يحمي المرضى من استبدال الصمام ويوفر عبء السفر للخارج لإجرائها بمبالغ كبيرة في اوروبا» إلى جانب أن «اجراءها في دبي يسهم في اكساب الأطباء في دبي خبرات جديدة في مجال جراحات القلب الحديثة».

وكان قسم جراحة القلب والصدر في الهيئة اعلن الأسبوع الماضي عزمه إطلاق مبادرة جديدة، لإجراء جراحات «معقدة ودقيقة»، لقلوب الأطفال التي تعاني تشوهات شديدة، منتصف الشهر المقبل.

وقال الجاسم إن الجراحات ستجرى مجاناً للأطفال المواطنين والمقيمين في الدولة، على يد فريق طبي إيطالي ـ إماراتي.

وأشار إلى أن «الفريق سيجري جراحات لـ30 طفلاً، وهذا العدد أولي، وقابل للزيادة، في حال وجود حالات أخرى»، لافتاً إلى أن «هيئة الصحة ستتولى نفقات جراحات المواطنين، وستتكفل مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية بكلفة جراحات غير المواطنين».