عالم وراثة أميركي يحذّر الشباب الإماراتي من الموت المبكّر بسبب المرض

«سكري الكبار» ينتقـل إلى طلـبـة مدارس

لجنة وطنية تجري مسحاً شاملاً لمعـــــــــــــــــــــــــــــــــدلات الإصابة بالسكري لمختلف الفئات العمرية. الإمارات اليوم

أكدت مسؤولة في وزارة الصحة ظهور إصابات بالنوع الثاني من مرض السكري بين الأطفال في مدارس الدولة، موضحة أن هذا النوع من المرض كان يصيب من هم فوق الـ40 عاماً، في الوقت نفسه حذر عالم الوراثة الأميركي الحائز جائزة نوبل في الطب عام 1985 لجهوده في تطوير عقاقير الإستاتين، الدكتور مايكل براون، الشباب الاماراتي من خطر الاصابة بالسكري، مطالبا اياهم «بأخذ أسباب الحيطة والحذر لتجنب عوامل الإصابة بالمرض»، واصفاً إياه بـ«الكارثي»، مؤكداً أن استمرار تلك الفئة العمرية في أنماطها الغذائية الخاطئة، وعدم ممارستها الرياضة سيجعلانها عرضة للإصابة بالمرض، والتعرض للوفاة في مرحلة عمرية تبدأ من سن الـ50 ولا تتجاوز الـ.60

يشار الى أن عقاقير الاستاتين التي تشمل عقار «ليبيتور» الذي تنتجه شركة «فايزر»، وعقار كريستور التي تنتجه شركة «استرا زينيكا» تستخدم في خفض نسبة الكوليسترول الضار في الدم.

تجارب علاجية

كشف عالم الوراثة الأميركي الدكتور مايكل براون للمرة الأولى، عن جهود وأبحاث عالمية تجرى حالياً من خلال شركة أميركية في ولاية كاليفورنيا لاستخلاص هرمون من المعدة يساعد على علاج مرض السكري، مؤكداً التوصل إلى نتائج إيجابية بعد تجربة العقار على الفئران. وقال إن عقار هرمون المعدة المعالج لمرض السكري يحتاج إلى عامين للتأكد من فاعليته قبل بدء تداوله، لافتاً إلى أن جميع العقاقير العلاجية الجديدة والقديمة بما فيها عقار الإستاتين لها آثار جانبية.

وأفاد بأن فريق البحث تمكن من عزل الهرمون من المعدة والأمعاء وتحويله إلى عقار لخفض مستويات السكر في الدم، مشيراً إلى احتمال تداوله على شكل حقن أو حبوب، مؤكداً قدرة العقار على الشفاء من المرض نهائياً وخفض النوبات القلبية بصورة كبيرة. وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط تعد الأولى عالميا في ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري، لافتاً إلى تصنيف الإمارات الأولى في المنطقة والثانية عالمياً في أعداد المصابين.


العيادات المدرسية

 

كشف تقرير حول خدمات الصحة المدرسـية ، صدر أخيراً، أن عدد العيادات المدرسية في المدارس الحكومية ارتفع الى 409 عيادات، تضم 393 ممرضاً بدوام كامل أو جزئي.

ويعمل في إدارات الصحة المدرسية التابعة للوزارة 442 ممرض وممرضة بمعدل ممرض عام لكل 351 طالباً.

وأشار التقرير الى أن «عدد الأطباء في إدارات الصحة المدرسية 14 طبيباً وطبيبة، بواقع طبيب لكل 9878 طالباً وطالبة في المدارس الحكومية».

وذكر أن الصحة المدرسية تقدم خدمات وقائية وعلاجية للطلبة من خلال عيادات مدرسية في المدارس الحكومية ينتدب لها ممرض وعيادات مركـزية، مشـيراً الى انه يوجد تسع عيادات مركزية تقدم خدمات الصحة المدرسية في دبي والإمارات الشـمالية.

 

 


مجلة متخصّصة

 

أعلنت جمعية الإمارات للسكري بالتعاون مع هيئة الصحة في دبي، أمس، إطلاقها مجلة مختصة في التوعية بمرض السكري على مستوى منطقة الخليج العربي.

وقال مدير عام الهيئة قاضي سعيد المروشد في مؤتمر صحافي، بحضور رئيس الجمعية الدكتور عبدالرزاق المدني، ان هذه المطبوعة الطبية المتخصصة «تأتي لسد النقص الشديد في هذا النوع من المطبوعات الطبية على مستوى المنطقة بشكل عام ودول مجلس التعاون الخليجي بما فيها الإمارات بشكل خاص».

وأشار إلى أن الهيئة تعمل على نشر الوعي والتثقيف الصحي بين أفراد المجتمع المحلي وطلبة المـدارس حول طرق الوقاية من السكري وأعراض المرض والأنماط الصحـية السليـمة لتجـنب الأسبـاب المـؤدية إليه، وكيفية تعامل المرضى مع السكري، لافتاً إلى أن مركز دبي للسكري ينظم حملات توعية مستمرة، إضافة إلى تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية للمرضى. وأوضح أن المجلة ستتضمن عددا من المقابلات مع الأطباء والمختصين والاستشاريين في مجال أمراض السكري، إضافة إلى عرض تجارب المرضى مع المرض وقصص كفاحهم وتعايشهم مع المرض، والنجاحات التي حققوها رغم الإصابة.

من جانبه، قال المدني ان المجلة يتم إصدارها تحت إشراف فريق طبي متخصص، وسيتم توزيعها مجاناً على جميع المؤسسات الصحية والتعليمية في دول مجلس التعاون الخليجي، كما سيتم توفيرها في المكتبات العامة لتسهيل الاطلاع عليها أمام الراغبين من المرضى والجمهور بشكل عام.

وتفصيلاً، قالت مسؤولة الصحة المدرسية في وزارة الصحة الدكتورة مريم المطروشي، لـ«الإمارات اليوم» إن «طفلاً من بين 400 طفل، مصاب بالسكري من (النوع الأول)»، لافتة الى أن «النوع الثاني من السكري بدأ يظهر عند الاطفال، خصوصاً المصابين بالسمنة»، متوقعة استمرار «تزايد الإصابة بالسكري من النوع الثاني بين طلاب المدارس، مع استمرار معدلات الإصابة بالسمنة».

ولفتت إلى أن «النوع الثاني لم يكن يظهر في السابق إلا عند الأشخاص الذين تعدوا الـ40 عاماً، لكن باتت هناك حالات إصابة به بين الأطفال في الدولة».

وأضافت أنه «وفق آخر دراسة أجريت على طلاب المدراس في الدولة، تبين ان كل 400 طالب، بينهم طالب مصاب بالسكري من النوع الأول»، مضيفة «9٪ من مجموع الأطفال المصابين بالسكري يعانون من النوع الثاني من المرض»، عازية ذلك الى «ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال، وهي مسبب رئيس للإصابة بالسكري».

ولفتت المطروشي إلى أن «عدم ممارسة الرياضة، والحياة العصرية التي تقل فيها حركة الجسم من مسببات الاصابة بهذا النوع من السكري».

وحثت الآباء على «الحد من الاسباب المؤدية إلى إصابة أبنائهم بالسمنة، وتحفيزهم على ممارسة الرياضة بصورة منتظمة، ما يضمن سلامتهم من كثير من الأمراض، خصوصاً السكري».

وأكدت المسؤولة في وزارة الصحة، أن «الوزارة تعمل على نشر التوعية في المدارس، بمخاطر الأغذية السريعة، وعدم ممارسة الرياضة، والاهمال الذي يؤدي الى السمنة أو البدانة»، لافتة إلى تشكيل لجنة وطنية للسكري، وهذه اللجنة تعتزم إجراء مسح شامل لمعدلات الإصابة بالسكري في الدولة لمختلف الفئات العمرية».

وتابعت المطروشي «طورنا برنامجاً لمكافحة السمنة بين الاطفال، وهو برنامج وقائي يهدف للتعرف إلى المصابين بالسمنة، ومن ثم علاجهم، منعاً لإصابتهم بمضاعفات».

وأوضحت أن «الصحة المدرسية تعمل على استغلال الاحتفالات التي تقام في المدارس، في توعية الطلاب بكيفية الوقاية من السمنة ومضاعفاتها وبعناصر الغذاء الصحي، وتحثهم على الإقلال من المواد الدهنية والسكرية».

والنوع الأول من السكري يظهر عندما لا يصنع الجسم الأنسولين، ما يستلزم تناول الأنسولين يومياً، ويعيش المصاب به على الحقن. أما النوع الثاني من السكري فيظهر عندما لا يصنع البنكرياس ما يكفي من الأنسولين أو لا يكون الجسم قادراً على استعمال الأنسولين الذي يصنعه، ويطال النوع الثاني مختلف الأعمار، إلا أن 80٪ من المصابين به من ذوي الأوزان الزائدة.

إلى ذلك حذر عالم الوراثة الأميركي، الدكتور مايكل براون الشباب الاماراتي من خطر الإصابة بالسكري، مطالباً إياهم «بأخذ أسباب الحيطة والحذر لتجنب عوامل الإصابة بالمرض الذي وصفه بالكارثي، مؤكداً أن استمرار تلك الفئة العمرية في أنماطها الغذائية الخاطئة، وعدم ممارستها للرياضة سيجعلانها عرضة للإصابة بالمرض الفتاك، والتعرض للوفاة في مرحلة عمرية تبدأ من سن الـ50 ولاتتجاوز الـ60».

وقال براون في محاضرته التي ألقاها في مجلس الفريق الأول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أول من أمس، إن نسبة الوفيات بين المصابين بمرض السكري في الإمارات مرتفعة للأعمار التي لا تتجاوز 55 عاماً، لافتاً إلى وجود أشخاص مصابين بالمرض مراقبون علاجيا لفترة تمتد إلى 20 عاماً، مؤكدا أن مرض السكري قاتل، ونسبة الشفاء منه لا تتجاوز 20٪.

وأضاف أن الأشخاص الذين يمتلكون قدرات عالية لتحويل الطعام إلى دهون هم الأقرب إلى الإصابة بمرض السكري، لافتا إلى أن الأدوية ليست كافية للعلاج.

وتطرق براون إلى المرض وارتفاع نسبته في الإمارات تحديدا بسبب كميات الغذاء المتناولة المحتوية على نسب عالية من الدهون، لافتاً إلى أن ندرة الطعام والعيش في الصحراء في القرون الماضية أسهما في تقليل نسبة الدهون في الدم، وخفضا معدلات الإصابة بالأمراض بشكل عام.

وقدم شرحاً مفصلاً عن كيفية حرق الدهون والسكريات في الدم، موضحاً أن هضم الطعام في المعدة وامتصاصه في الدورة الدموية بسعراته الحرارية العالية ودهونه يحتاج إلى مجهود عضلي لحرقه، لافتاً إلى ضرورة فرز كميات أكبر من الأنسولين عن طريق البنكرياس لحرق الدهون والسكريات.

وتابع براون أنه «مع عدم إتمام عمليات الحرق العضلي وفشل البنكرياس في إفراز الكميات المطلوبة من الأنسولــين تتراكــم الدهون وتحدث الإصابة بمرض السكري».

تويتر