طبيب إماراتي يُنهي معاناة طفلة من «التهاب المفاصل» خلال 20 دقيقة

تمكن استشاري أمراض المفاصل والروماتيزم، مدير عيادة البراء التخصصي، الدكتور وليد يوسف الشحي، من إنهاء معاناة طفلة مواطنة، لم تتجاوز ثلاث سنوات، عانت منذ ولادتها التهاباً حاداً في المفاصل، وتجمع مياه التهابية في مفصلي الركبة والكاحل، إذ أجرى لها جراحة ناجحة، خلال 20 دقيقة، سحب خلالها المياه المتراكمة في مفصل الركبة.

وقال الشحي لـ«الإمارات اليوم» إن «الطفلة كانت تعاني التهاباً في المفاصل لم يكتشف مبكراً، ونقلت إلى العيادة قبل ستة أشهر وهي في وضع صحي حرج، خصوصاً أن المرض حال دون تمكنها من المشي، بسبب الالتهاب وتجمع المياه في الركبة والكاحل»، مضيفاً أن «خطورة حال الطفلة تكمن في أن عمرها ثلاث سنوات، الأمر الذي يستحيل معه إخضاعها لعملية جراحية وتخدير عام لأكثر من 20 دقيقة،وتكمن الصعوبة في أن تأخير العملية سيضاعف كمية المياه الالتهابية، ما قد يؤدي إلى تآكل المفصل نفسه».

وأوضـح الشـحي أن «المياه الالتهابية التي سحبت من الطفلة، خلال العملية، تكفي لملء عبوتين»، مضيفاً أنها «تجمعت على مدى سنتين، الأمر الذي زاد من نسبة لزوجتها، وصعّب عملية سحبها، خصوصاً أن الوقت كان قصيراً وكميتها كبيرة».

وأكد الشحي أن التأخر في تشخيص المرض لدى الأطفال المصابين يجعلهم عرضة للإصابة بالعمى، ويؤثر سلباً في أجهزة المخ والكلية والقلب لدى البالغين.

وقدر الشحي، الذي يشغل منصب رئيس شعبة المفاصل والروماتيزم في الإمارات، عدد المرضى المصابين بالتهاب المفاصل الرئوي داخل الدولة بـ 50 ألف مريض، بنسبة 1 ٪ من سكان الدولة، لافتاً إلى أنه يضم 200 نوع، وينتشر بين الفئات العمرية من 18 عاماً الى 45 عاماً.

وتابع أن أسباب الإصابة بالمرض لاتزال غير معروفة، وإن أثبتت دراسات أن الوراثة تلعب دوراً بسيطاً في انتقاله بنسبة لا تتجاوز 5٪.

وأفاد الشحي بأن سوء التشخيص وإهمال المريض يلعبان دوراً رئيساً في تأخر العلاج، إذ يلجأ مرضى إلى عيادات غير متخصصة، ويستخدمون علاجات غير مرخصة دولياً، فضلاً عن استخدام مضادات ومسكنات من دون استشارة طبية، الأمر الذي يضاعف انتشار المرض ويؤخر فرص العلاج، مضيفاً أن أطباء المفاصل قليلون في الدولة مقارنة بأعداد المرضى.

ويذكر أن الشحي تمكن من إنشاء عيادة البراء التخصصية، التي تعد أول مركز طبي متخصص في علاج المفاصل والروماتيزم في الشرق الأوسط، بهدف التشخيص المبكر للمرض، وتفادي آثاره السلبية في المريض، وزيادة فرص العلاج.