«الوطـني للتأهـيل» و«الأمم المتـحدة» يدرسان واقع الإدمان في الدولة

زيادة أعداد المــدمنين في 2010

برنامج لعلاج المواطنين المتورطين في قضايا المخدرات. أرشيفية

يعتزم المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي إنشاء مركز متكامل لمن حُكم عليه بالسجن مدداً مختلفة، من الرجال والنساء المواطنين، في قضايا مخدرات، يقدم لهم خدمات وبرامج علاجية وطبية ونفسية واجتماعية. في الوقت الذي يستعد فيه المركز للتوقيع على اتفاق مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة مدتها خمس سنوات لدراسة واقع الإدمان في الدولة.

وكشفت بيانات الاستقبال والزيارات العلاجية للمركز، عن زيادة مطردة في أعداد المدمنين، كما تشكل الشريحة العمرية من 16 إلى 35 عاماً نحو 70٪ من أعداد المرضي الذين يتلقون العلاج في المركز.

62٪ عاطلون

أفاد الدكتور حمد بن عبدالله الغافري، بأن 62٪ من المترددين على المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي للعلاج، خلال العام الجاري، عاطلون عن العمل، مؤكداً أهمية إيجاد فرص وظيفية للمتماثلين للشفاء من الإدمان، وكشف عن تزايد اعداد المدمنين في العام ،2010 لكنه لم يعط المزيد من التوضيحات. وطالب بدعم قوي لإنشاء منظومة اتحادية تصوغ التشريعات والسياسات العامة في مجالات الوقاية وإعادة تأهيل المدمنين وتأمين وظائف لهم.

وتفصيلاً، كشف مدير عام المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي، الدكتور حمد بن عبدالله الغافري، عن تزايد أعداد المدمنين خلال العام الجاري، لكنه لم يعط المزيد من التوضيحات، لافتاً إلى أن المركز بصدد إعداد برامج علاجية للمحكوم عليهم في قضايا المخدرات من المواطنين بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي، وسيفتتح فرعاً خاصاً للنساء يدار بكوادر نسائية مواطنة.

وأوضح أن المركز يستقبل حالياً الرجال فقط، لتلقي العلاج من الإدمان، موضحاً أن بعض المدمنين جاؤوا بأنفسهم إلى المركز، أو ممن حُكم عليهم بالعلاج من الإدمان للمرة الأولى، وآخرون جاؤوا بإيعاز من ذويهم، بينما حضر عدد منهم مُحوّلاً من مؤسسات علاجية أخرى.

وأفاد الغافري بأن المركز بصدد تطبيق مشروع توعية لطلبة المدارس الحكومية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ومجلس أبوظبي للتعليم لوقايتهم من الإدمان، لافتاً إلى تنظيم حملة إعلامية وقائية بدأت فعلياً مع قنوات تلفزيونية وبرامج إذاعية لمحاربة الإدمان.

وأشار إلى إبرام اتفاق مع مؤسسات علاجية عالمية كبرى ضمن الخطط العلاجية للمركز الدائم الجديد المزمع تشييده في مدينة خليفة (ب) ويركز على تقديم برامج علاجية معتمدة دولياً تحقق نتائج أفضل في مدد زمنية أقل.

وقال الغافري إن الاتفاق المزمع توقيعه مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، يركز على جوانب عدة، بينها إعداد دراسة للمرة الأولى على مستوى الدولة حول الوضع الحالي للإدمان وعناصره، وحقيقة الطلب على المخدرات، وبناء قاعدة معلومات ترصد وتتعرف إلى نوعية المواد المستخدمة، وأعداد المدمنين ونوعياتهم وتوزيعهم الجغرافي، لافتاً إلى أن نتائج الدراسة تسهم في إعادة صياغة استراتيجية المركز العلاجية من الإدمان، وستنبثق منها خطة عمل تركز على نوعية البرامج العلاجية والمواد المستخدمة، إلى جانب بناء القدرات العلمية والعملية الوطنية المتخصصة، مؤكداً أن نتائج الاتفاق ستترجم إلى برامج يستفاد منها عند بدء تشغيل المبنى الدائم للمركز الجديد المقرر إقامته في مدينة خليفة (ب) ويتسع لـ200 سرير.

وذكر أن المركز افتتح عيادة خارجية جزءاً من البرامج العلاجية، «إذ يتم من خلالها استقبال الحالات المرضية في سرية تامة مراعاة للخصوصية»، لافتاً إلى استقبال 51 حالة في شهر مايو، و58 في يونيو، وارتفع العدد إلى 62 في يوليو، قبل ان ينخفض إلى 59 في أغسطس.

وأضاف أن المركز استقبل مرضى في زيارات متابعة علاجية عددهم 148 في مايو، و120 في يونيو، و129 في يوليو، و200 في شهر أغسطس. مؤكداً أن بيانات الاستقبال والزيارات العلاجية كشفت عن زيادة مطردة في أعداد المدمنين.

ودعا الغافري إلى إجراء المزيد من الدراسات البحثية الاستقصائية للتعرف إلى الأسباب المؤدية إلى تلك الزيادة في أعداد المدمنين، وتابع «أثبتت البيانات أن متوسط أعمار الحالات التي استقبلها المركز منذ بداية العام الجاري يراوح بين 16 و35 عاماً، وهي الشريحة العمرية التي تشكل 70٪ من أعداد المرضي الذين يتلقون العلاج في المركز، ويصل عددهم إلى 112»، ولفت إلى أن 34 ٪ من المرضى «حاصلون على تعليم متوسط و37٪ حاصلون على الشهادة الثانوية، و6٪ لديهم درجات جامعية».

وأفاد بأن المركز يسعى إلى توفير برامج توظيفية للمرضى المتعافين في جهات عدة، وينفذ حالياً برنامجاً تعليمياً تدريبياً بالتعاون مع أكاديمية الإمارات مدته ستة أشهر يركز على الجانب النظري، وملحق به جانب تدريبي في بعض المؤسسات الحكومية في إمارة أبوظبي.

وطالب الغافري المؤسسات الحكومية والخاصة بتوفير فرص وظيفية على مدار العام للمتعافين من الإدمان، لافتاً إلى أن تلك الفرص الوظيفية تعد عاملاً مهماً في إعادة بناء عائلات المرضى المتعافين وتكفل لهم العيش الكريم وتمنعهم مستقبلاً من انتكاسة العودة إلى الإدمان، مؤكداً التزام المركز بكفالة المرضى ومتابعة علاجهم خلال فترة عملهم في تلك المؤسسات.

تويتر