وزير الصحة يدعو إلى تعميم تجربة الشارقة في حظر الشيشة

صور «منفّرة» على علب السجائر ومنتجات التــبــغ الـعـام المقبل

انتشار التدخين يشكل عبئاً على الاقتصاد في دول الخليج. الإمارات اليوم

تعتزم وزارة الصحة إلزام الشركات المنتجة للتبغ بنشر صور تحذيرية، على علب السجائر وعبوات تبغ الشيشة العام المقبل، وصفها أطباء ومسؤولون بـ«المنفرة»، وأكدت الوزارة أن الهدف من استخدام هذه الصور هو «الحد من تزايد المدخنين، ودفع المدخنين للاقلاع عن إدمان التبغ».

ودعا وزير الصحة حنيف حسن إلى تعميم تجربة إمارة الشارقة التي تحظر الشيشة في مختلف المناطق، موضحاً أن هذا الإجراء من شأنه أن «يسهم بشكل فعال في الحد من تدخين التبغ وتقليل الآثار الضارة المترتبة عليه». وعرضت وزارة الصحة، أمس، صوراً مقترحة لوضعها على علب السجائر، من بينها صورة طفلة تعاني أمراضاً شديدة نتيجة التأثير السلبي للتدخين، وأخرى لشاب يعاني أمراضاً صدرية وسرطانية، وثالثة لامرأة تتأثر هي وجنينها بمضار التدخين.

20 وزارة وهيئة

حظيت الورشة بحضور مختلف الوزارات والهيئات ذات العلاقة، حيث تمت دعوة 20 جهة بين وزارة وهيئة، وكذلك المجلس الوطني. وتهدف الورشة التي تختتم اليوم التعريف بالقانون الاتحادي رقم (15) لسنة 2009 بِشأن مكافحة التبغ، وكذلك التعرف إلى أحدث الطرق العالمية التي تساعد على تطبيق القانون وتهدف أيضاً إلى التعريف باللوائح التنفيذية التفسيرية للاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ. وتهدف أيضاً إلى إشراك مختلف القطاعات ذات العلاقة المباشرة في تنفيذ بنود القانون لتشارك وتسهم بفعالية في وضع اللائحة التنفيذية للقانون.

كما عرضت خلال ورشة عمل لوضع لائحة قانون التبغ الجديد، صوراً ليد تحترق وفيها سيجارة، وأخرى لسيجارة تعلوها جمجمة، وصورة لطفل يعيش بكمامة أوكسجين.

وتعتزم الوزارة وضع صور على عبوات «معسل» الشيشة، إحداها تصور الشيشة على هيئة ثعبان، وأخرى لقلب تخترقه الشيشة.

وقالت رئيسة فريق مكافحة التبغ في وزارة الصحة الدكتورة وداد الميدور لـ«الإمارات اليوم» إنه «من المقرر الانتهاء من اللائحة اليوم، ليتم إعدادها وصياغتها قانونياً ثم صدورها بقرار من مجلس الوزراء، متوقعة أن «تصدر اللائحة قبل نهاية العام الجاري». وذكرت أن «وضع الصور التحذيرية على صور التبغ، سيكون موضع تنفيذ فور صدور اللائحة»، لافتة إلى أن «البدء في وضع الصور سيكون العام المقبل».

وأفادت الميدور بأن «الصورة الاولية للائحة، تقلص المواقع المسموح بالتدخين فيها»، مشيرة إلى أنها تفرض قيوداً أخرى للحد من استهلاك التبغ في الدولة.

وأشارت إلى أن وزارة المالية تدرس حالياً مشروع قانون لفرض ضريبة نوعية على منتجات التبغ بنسبة 100٪، قبل دخولها الدولة.

وعقدت الوزارة، أمس، ورشة عمل لوضع اللائحة التنفيذية لقانون التبغ، بحضور ممثلين للقطاعات الصحية والبلديات وجهاز الامارات للمواصفات والمقاييس، وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية.

وخلال الورشة التي أقامتها وزارة الصحة بالتعاون مع المكتب الرئيس لمنظمة الصحة العالمية والمكتب الإقليمي ومبادرة التحرر من التبغ، أكد وزير الصحة أن الوزارة «لا تدخر جهداً في دراسة القوانين والتشريعات ووضع اللوائح التنفيذية لها بالتعاون مع الجهات المعنية كافة، لوضع الأطر والأسس والقواعد التي تحقق الأهداف الوطنية نحو صحة أفضل لسكان الدولة كافة».

وأضاف أن الوزارة «تولي برنامج مكافحة التبغ اهتماماً كبيراً»، لافتاً إلى أن «الوزارة بادرت بوضع المسودات الأولى لقانون مكافحة التبغ بالتعاون مع جميع الجهات ذات العلاقة منذ سنوات عدة، كما عملت على صدور ومتابعة القانون الحالي رقم (15) لسنة 2009 في شأن مكافحة التبغ».

وأشار إلى أن القانون الخاص بمكافحة التبغ يهدف إلى تنظيم استخدام التبغ في الدولة من خلال تطبيق مختلف الإجراءات والتدابير التي تسعى إلى تربية أجيال مناهضة لاستخدام التبغ، لحماية الصحة العامة، وتقليل الأعباء الصحية والاقتصادية والمجتمعية والبيئية الناتجة عن هذا السلوك الضار، فضلاً عن الحد من استخدام التبغ في المجتمع وتشجيع المدخنين على الإقلاع عن التدخين.

وأوضح حنيف حسن أن بنوداً معينة مثل التي تتناول «المواصفات القياسية لمنتجات التبغ»، وكذلك تلك التي تنظم تغليف وتوسيم منتجات التبغ بصور وتحذيرات صحية، وإظهار محتوياتها من نيكوتين وقطران، وغيرها من البنود تحتاج إلى توضيح وتفصيل ليسهل التعامل معها على أرض الواقع.

وقال إن المواد والبنود التي تحظر الإعلان والترويج والدعاية المباشرة وغير المباشرة بأي شكل من أشكال الإعلان والترويج للتبغ ومنتجاته، وغيرها من المواد التي تنص على تحديد مكان بيع التبغ وتنظيم عرضه وتسويق منتجاته.

وأشار الوزير إلى أن التبغ على اختلاف أشكاله وطرق استهلاكه ذو طابع إدماني خطر، إذ أصبح استهلاك التبغ جزءاً من عادات وقيم كثير من المجتمعات، لافتاً إلى أن شركات إنتاج التبغ ترصد ميزانيات ضخمة للتشجيع على استهلاك التبغ وتوظف الخبراء لضمان التسويق المستمر لمنتجاتها الفتاكة، داعياً إلى تكاتف الجهود وتعاون الأطراف جميعها لمواجهة هذا السلوك الذي أصبح يشكل خطراً حقيقاً على الصحة العامة.

وقال إن استهلاك التبغ في منطقة الخليج يشكل عبئاً اقتصادياً واجتماعياً وصحياً ثقيلاً منذ أكثر من 50 سنة، بسبب الانتشار السريع والمستمر لظاهرة التدخين وكذلك ظهور سلوك آخر لاستخدام التبغ مثل الشيشة والمدواخ وغيرهما.

وأشار الوزير إلى تجربة إمارة الشارقة التي تحظر الشيشة في مختلف المناطق، داعيا إلى تطبيق التجربة في مختلف المناطق في الدولة، لأن ذلك من شأنه أن يسهم بشكل فعال في الحد من تدخين التبغ وتقليل الآثار الضارة المترتبة عليه.

تويتر