‏عن قرب‏

‏شوقي خوري.. 24 ساعة طوارئ‏

خوري يعشق التغلب على التحديات. من المصدر

‏لا يمضي يوم على المدير التنفيذي لمستشفى راشد في دبي، الدكتور شوقي خوري، إلا ويعيش معاناة إنسانية، ومشاهد مأساوية، لمصابين، وضحايا حوادث.

فهو المسؤول، عن أكبر وأهم مركز لعلاج ضحايا الإصابات والحوادث في الدولة، وهو المركز الذي يستقبل الحالات الحرجة لحوادث الطرق، وتلك التي تعاني من إصابات بليغة، وتهتّكات شديدة في الجسد.

لا ينسى، يوم أن تعامل مع أب مواطن فقد ابنيه وزوجته في لحظة واحدة، جراء حادث سير.

ولن تمحو ذاكرته، مشاهد لأطفال، بُترت أطرافهم، للهوهم بدراجات نارية غير مرخصة، ورضّع أصيبوا بإصابات بالغة في حوادث سيارات.

وبحكم عمله، فإنه في حالة طوارئ 24 ساعة، إذ يستقبل المستشفى المصابين في دبي، وحالات حرجة تنقلها الطائرات المروحية من الإمارات الشمالية، ليلاً ونهاراً، ويتطلب موقعه متابعة إدارية متواصلة، للوقوف على نتائج الحوادث، والتأكد من سرعة التجاوب معها، فضلاً عن التيقن من نجاعة الإجراءات والتدابير المتخذة في التعاطي مع الجوانب الطبية والإنسانية المتعلقة بالحوادث ونتائجها.

ومركز الإصابات والحوادث في مستشفى راشد، هو المركز الرئيس، لاستقبال إصابات الكوارث، والإصابات الجماعية لحوادث الطرق، لهذا فهو وفريق عمل المركز، دوماً في حالة تأهب لاستقبال المصابين.

وأثبت هذا الفريق، كفاءة عالية، وفق وصف أوساط طبية، حين تعامل مع إصابات حادث غنتوت، الذي وقع عام 2008 ،وخلّف عشرات الإصابات.

وتعامل بجدارة، مع حادث الضباب في منطقة جبل علي، الذي وقع الشهر الماضي، وخلّف أكثر من 40 مصاباً.

وخوري (56 عاماً)، هو أب لأربع بنات، وولدين، تخرّج في كلية الطب - جامعة عين شمس المصرية، ثم حصل على درجة الدكتوراه في تخصص الجهاز الهضمي في جامعة (ريت إيزا) الألمانية.

ويحسب له، أنه وفريق العمل في مستشفى راشد، أسهموا في إحداث تطويرات كبرى في المستشفى بإضافة أقسام وتخصصات جديدة ونادرة، آخرها كان قسم علاج الحروق، وهو الأول من نوعه في دبي، والإمارات الشمالية.

ويقود خوري، الذي يعمل في المستشفى منذ عام 1979 ،فريقاً من الأطباء وأطقم التمريض والإداريين مكوّناً من 2570 شخصاً.

وهذا الفريق، يعمل بجهد كبير لاستقبال، ما بين 350 إلى 450 مريضاً ومصاباً يومياً.

ولكن لتزايد إصابات الحوادث، بات خوري وفريقه، يبذلون جهوداً مضاعفة، وتكفي الإشارة إلى أن «المستشفى كان يستقبل 80 ألف مصاب سنوياً حتى عام 2006 ،وفي العام الماضي، استقبل 140 ألف حالة، حتى ضاقت أسرّة المستشفى بالمصابين، ولم تعد تستوعبهم».

ويصف خوري هذا التزايد الكبير في أعداد المصابين، بأنه «تحدٍ كبير، يسعى إلى قهره»، ويعمل على تطبيق مبادئ وخطط هيئة الصحة في دبي، التي تهدف إلى تطوير مستوى الخدمات المقدمة للمرضى، لتصل إلى أعلى مستوى من الجودة العالمية.

ومع التطوير المستمر للخدمات الطبية، بات مستشفى راشد يجري جراحات نادرة ومعقدة، لمصابين يعانون تهتكات شديدة في الأعضاء الداخلية، وأشخاص فقدوا أطرافهم.

وصارت الجراحات المعقدة «أمراً روتينياً يومياً»، ولا يكاد يمرّ شهر تقريباً، إلا ويُجري المستشفى جراحة نادرة.

الفريق الذي يقوده خوري اكتسب سمعة متميزة، وخبرة متواصلة في التصدي للحوادث الكبرى، ويتميز عن مثيله في دول كثيرة بأن مصابي الحوادث يتحدّرون من ثقافات وخلفيات اجتماعية متنوعة، ما ساعد أعضاء الفريق على بناء ثقافة علاج نفسية وإنسانية خاصة.‏

تويتر