‏دراسة متكاملة حول حجم مشكلات الإدمان في الدولة قريباً ‏

‏مركز جديد لعلاج المدمنين في المفرق‏

«التأهيل الوطني» يعالج 18 مدمناً معظمهم من المراهقين. أرشيفية

‏‏كشف المركز الوطني للتأهيل عن اعتزامه تنفيذ مقر جديد لعلاج المدمنين في منطقة المفرق في أبوظبي، بطاقة 200 سرير، يقدم خدماته إلى مختلف الأعمار من النساء والرجال، لافتاً إلى اختيار الاستشاري وتحديد بنود المناقصة والشروع في التنفيذ في مدة أقصاها سبعة أشهر. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقد أمس في مقر المركز في أبوظبي.

وقال المدير العام للمركز الوطني للتأهيل الدكتور حمد بن عبدالله الغافري، «نتوسع في تقديم الخدمات، ولدينا مشروع لعلاج المحكوم عليهم في قضايا المخدرات بعد قضاء فترة العقوبة»، لافتاً إلى افتتاح فرع آخر لعلاج النساء تابع للمركز في مبنى منفصل، بالتعاون مع هيئة التنمية الاسرية لتقديم خدمات للنساء عبر عيادة خارجية وداخلية.

وتابع «ليس لدينا بيانات دقيقة حول نسب وأعداد المدمنين في الدولة، والمركز بصدد توقيع اتفاق مع الامم المتحدة لإعداد دراسة متكاملة حول حجم مشكلات الادمان وأبعادها وأنواعها، والإعلان عن مضمونها وبياناتها فور الانتهاء منها»، لافتاً الى أن الطلب المتزايد على خدمة علاج المدمنين يتطلب الاسراع في إعداد هذه الدراسة.

وأوضح الغافري أن دمج المدمنين في المجتمع يواجه صعوبات بالغة، خصوصاً في المؤسسات والهيئات، متابعاً «عالجنا 340 مدمناً منذ افتتاح المركز عام 2002 وحتى الآن، 90٪ منهم يواجهون صعوبة الدمج في المجتمع»، لافتاً الى وفاة ثلاثة منهم، بعدما قطعوا شوطاً طويلاً في علاج الادمان، والبقية يواجهون مشكلات أسرية وتبعات مالية بعدما فقدوا وظائفهم، مشيراً الى تعاون مع وزارة شؤون الرئاسة وديوان سمو ولي عهد أبوظبي لعلاج مشكلات المدمنين المالية ودعمهم.

وأوضح «نواجه تحديات دمج المتعافين من المدمنين في وظائف جديدة، وغالبية المؤسسات ترفض استقبالهم، بسبب وجود مواطنين أصحاء يمتلكون مؤهلات جامعية ولايجدون عملاً»، محذراً من سوء استخدام الادوية المهدئة والمخدرة، قائلا «لاحظنا أخيراً حالات ادمان لاشخاص استخدموا أدوية مهدئة ومخدرة بكميات كبيرة أدت إلى مضاعفات»، مبدياً تخوفه من عيادات متخصصة وصفت تلك الادوية لمرضاها، لافتاً إلى أن أغلبية تلك الادوية مقلدة ومملوءة بالشوائب، وتسببت في وفاة شخص كان يعالج من الادمان.

وأفاد الغافري بأن المركز الوطني للتأهيل يعمل بطاقة 28 سريراً ويعالج الآن 18 شخصاً معظمهم من المراهقين فوق 18 عاماً، مضيفاً «نحرص على تقييم حالة المدمن قبل التحاقه بالمركز، وإزالة السموم في مدة تراوح من 10 أيام الى اسبوعين، بعدها يبدأ الفريق الطبي والاخصائيون في برامجهم العلاجية، ثم تأتي مرحلة العلاج الاسري والجماعي قبل دمجهم في المجتمع.

من جانبه، قال رئيس قسم الخدمة الاجتماعية محمد اسماعيل الحوسني، إنه تم توقيع عقد مع أكاديمية الامارات التابعة لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، سيعلن عنه الشهر المقبل لتنفيذ برنامج تأهيل وظيفي للمرضى المتعافين، لافتا إلى أن البرنامج مدته ستة اشهر ومقسم إلى جزأين الاول نظري والثاني للتدريب الميداني في كيفية الاندماج في منظومة العمل.

وأضاف الحوسني «ابرمنا اتفاقاً مع صندوق خليفة لدعم المشروعات، ومن خلاله يخضع المريض لبرنامج تأهيلي مكثف لتعليمه كيفية إدارة اعمال مشروعه الخاص، كما يوجد برنامج (تكاتف) لتفعيل التطوع الاجتماعي للمرضى المتعافين»، مشيراً إلى أنه خلال العام الجاري يبدأ العمل مع جهات عدة لدمج المتعافين في برامج الرعاية.

وأفاد بأن عدداً كبيراً من المدمنين يمتلكون أعمالاً فنية نفذوها ضمن برامـج العلاج والتأهيل سيشارك المركز بها في معرض الوظائف المزمعة إقامته في دبي. ‏

تويتر