فنيو أسنان يشكون من «متـطفلين» على المهنة

فنيو أسنان: استقدام فنيين غير متخصصين أضعف دخولنا. الإمارات اليوم - أرشيفية

شكا فنيو أسنان من لجوء أصحاب مختبرات إلى توظيف غير مؤهلين لا يحملون شهادات علمية للعمل في المهنة، وذلك بغية تقليص التكاليف، وحذروا مما وصفوه بـ«أخطاء كثيرة وجسيمة» يمكن أن تحدث بحق مرضى الأسنان والأطباء أيضاً. فضلاً عما يتسببه «دخول متطفلين سوق العمل من اضعاف العوائد المالية للفنيين المرخصين الحاصلين على شهادات علمية ولديهم سنوات خبرة طبقاً لمتطلبات وزارة الصحة». وأضافوا أن أصحاب مختبرات يسجلون هؤلاء على أنهم مندوبو مبيعات، أو سائقون، حتى يبرروا وجودهم عند قدوم المفتشين إضافة إلى أن معظم المختبرات تضع كاميرات مراقبة ما يسهّل التحايل.

وفي المقابل، أكد مدير إدارة التنظيم الصحي في هيئة الصحة في دبي الدكتور عدنان جلفار، أنه تم اكتشاف أربع مخالفات في مختبرات أسنان مرخصة في دبي خلال العام الجاري، من خلال 25 حملة تفتيش، وراوحت هذه المخالفات بين تشغيل أفراد من دون الحصول على الترخيص أو العمل في منشأة غير المرخص للفني العمل بها. وأضاف أن «الدائرة تغرم المخالف 5000 درهم في حال كان يحمل المؤهلات العلمية، لكنه يعمل من دون ترخيص، إضافة إلى غرامة مالية على المنشأة التي حدثت بها المخالفة وقدرها 5000 درهم أيضاً».

وتابع أن المنشأة تغلق لمدة 15 يوماً إجراء تأديبياً من قبل هيئة الصحة في دبي في حال تكرار المخالفة، أما الذين لا تتوافر لديهم شروط الترخيص فيتم تحويل أوراق الفني المخالف، في حال كان لا يحمل المؤهلات العلمية، للجنة التراخيص الطبية للبت في الأمر، وعادة ما يحول للجهات القضائية لمتابعة الأمر والبت فيه، مشيراً إلى أن «الدائرة لا تتمكن من مخالفة الأشخاص إلا في حال ضبطهم وهم يعملون في المختبرات ولا يملكون التراخيص».

وقال الفني(ي.ن) العامل في أحد المختبرات في دبي، إن استقدام فنيين غير مؤهلين أضعف من دخول المتخصصين، وذلك لقبول المتطفلين بمبالغ مالية زهيدة لأنه يتعلم المهنة. وتابع أن « صاحب المختبر طلب مني اختبار حرفي جديد، فطلبت من الشاب جلب انبوب مختبر موضوع على النار وفي داخله مواد التصنيع فأمسك به مباشرة ودرجة حرارته 2000 مئوية، ما أدى لاحتراق يده، مبيناً أن ذلك أكبر دليل على عدم معرفة غير المختصين بأبسط الأمور، وغالباً ما نقوم بإصلاحات كثيرة على عملهم من دون مقابل.

ويرى الفني (و.ي) أن عمل الفنيين المدربين يسهم في تصنيع أسنان جيدة للمرضى،لكن المشكلة الحقيقية في استقدام أصحاب مختبرات لشباب لا يعرفون شيئاً عن المهنة ويعلمونهم، وتالياً يحصلون على اجور زهيدة، لكن ما يتم تصنيعه من جانبهم يؤدي لإصابة المرضى بالتهابات والإضرار بسمعة الأطباء.

وطالب فني يدعى (ا.م)، بتدخل الجهات الرقابية لمنع أصحاب المختبرات من تشغيل فنيين غير مؤهلين، ما يتسبب في حدوث المزيد من المشكلات للأطباء والمرضى.

أمن جهته، أوضح مدير إدارة التنظيم الصحي في هيئة الصحة في دبي الدكتور عدنان جلفار، أن فني الأسنان يعتبر من المهن الطبية التي تحتاج لترخيص من قبل السلطات الصحية، كما هو محدد في القوانين الاتحادية بهذا الشأن، وقد حُددت الشروط الواجب توافرها في فنيي مختبرات الأسنان في الحصول على شهادة في مجال التخصص من جهة معترف بها لدى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، على أن يكون أصل الشهادة مصدقاً عليه من الجهات الرسمية. وأضاف أن «الشروط تلزم أيضاً من يعمل في هذه المهنة امتلاك خبرة عملية في المجال نفسه لمدة لا تقل عن سنتين بعد الحصول على الشهادة، على أن يكون أصل شهادة الخبرة مصدقاً عليها من الجهات الرسمية، ويتعين ملء استمارة طلب التقديم للحصول على ترخيص إضافة إلى نسخة من صورة جواز السفر وصورة شخصية للمتقدم.

وأكد جلفار تنظيم شعبة رقابة المنشآت زيارات ميدانية صباحية ومسائية على جميع منشآت القطاع الصحي في دبي، بما فيها مختبرات الأسنان، بمعدل زيارتين دوريتين بشكل مفاجئ في السنة على الأقل، إضافة إلى زيارات متابعة إذا اقتضى الأمر، مشيراً إلى أن عدد مختبرات الأسنان المرخصة في دبي حالياً 14مختبراً وقد نفذ أفراد شعبة الرقابة 25 زيارة ميدانية لهذه المختبرات، وشملت 21 زيارة مفاجئة وأربع زيارات متابعة. وتابع أنه قد تسجل بعض المختبرات بعض الأشخاص كمندوبي مبيعات أو سائقين، ولكننا لا يمكننا أن نتخذ إجراء المخالفة إلا في حال ضبط الشخص وهو يزاول المهنة من دون ترخيص، من دون الالتفات إلى المهنة المسجلة في الإقامة.

 الخبرة والدراسة
قال صاحب مختبر «آرت» للأسنان، ويدعى سمير زخور، إن اقتران الخبرة والدراسة أمر مهم، ويدعم طريقة عمل الفني من خلال معرفته ببناء السن وخصائص المعادن المستخدمة، إلا أن ذلك لا يؤثر في مستواه كحرفي. وأوضح زخور أن «فني الأسنان صناعي بالدرجة الأولى»، مؤكداً قدرة أي فني أو صاحب مختبر على معرفة مستوى أي شخص دارس، من خلال اختباره في العمل، مشيراً إلى أن ذلك ما يحصل فعلياً في الجامعات لو وضعنا جانباً تركيبة السن وطبيعة المعادن. وأضاف زخور ان صاحب المختبر لن يوظف شخصاً يسيء لسمعة مختبره ونوعية الإنتاج لأن طبيب الأسنان في النهاية قادر بسهولة على معرفة طبيعة الصناعة وعلى تغيير المختبر الذي يتعامل معه في دقائق.

وأكد على رغبته في استقدام فنيين من غير الدارسين لو سمحت القوانين، مبيناً أنه في أوروبا، وألمانيا على وجه التحديد، المطلوب وجود شخص واحد مختص أكاديمياً في كل مختبر أما بقية الفنيين فليس المطلوب منهم أية شهادات.

ومن جهة أخرى، قال طبيب الأسنان في عيادة «دنتو كير» الدكتور مهند وردة، إن الصناعة السيئة والمواد القليلة الجودة يمكن أن تؤثرا في اللثة من خلال التهابات وغيرها، إلا أن طبيب الأسنان عادة ما يعرف المختبر الذي يستلم طلباته، ويتأكد من جودة الصناعة والمواد المستخدمة، علماً بأن كل ذلك يتعلق بالسعر المطلوب.وأوضح وردة ان بعض العيادات على سبيل المثال تطلب 400 درهم لتركيب السن بينما تطلب أخرى 3000 درهم، مبيناً أن فروق المواد لا تصل إلى هذه النسبة، لكن هناك مختبرات لديها فنيون من أصحاب خبرات معينة وأسماء معروفة إلا أن معظم المختبرات تتعامل بالسعر المتوسط ولديها فنيون ممتازون، ولو أنهم غير معروفين. وأضاف وردة أنه لا توجد مشكلة حقيقية في الدراسة أو غيرها، لكن المهم هو جودة القطعة التي يصنعها الفني.

تويتر