مجتمع قدوة

مستشار تربوي

حينما يكون القائد قدوة..

وحينما يصبح المعلم قدوة، وحينما تُقام المنتديات تحمل عناوين القدوة، حتماً سوف يتشكل مجتمع قدوة، وهذا ما نتلمسه في دولتنا الحبيبة.

منتدى «قدوة»، الذي أقيم خلال الأيام الماضية واستفاد منه 900 مشارك من 65 دولة على مستوى العالم، بين معلمين وخبراء ورواد في قطاع التعليم بهدف تبادل الخبرات وأساليب التعليم، ولأجل إعادة بناء مؤسسات التعليم لتتصدر الإمارات، وتبقى وتوجد في أعلى قائمة أفضل خدمات التعليم في العالم.

حمل هذا المنتدى الكثير من الرسائل الإيجابية المباشرة والواقعية، والأمثلة على ذلك كثيرة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، معلمه الفاضل أحمد إبراهيم مندي التميمي، في منزله، مصطحباً معه أبناءه في لفتة إنسانية استثنائية أكثر من رائعة قل نظيرها بأن يزور القائد معلمه في منزله، ويرسل بذلك رسالة تحتشد بمعاني القدوة والتقدير والوفاء للمعلم، الذي يفني زهرة شبابه لأجل أن يسود مجتمع الوعي والإدراك، مجتمع الفضيلة وقيم الحق، مجتمع يهدي تجاربه للآخرين بصورة واقعية بسيطة وعميقة في الوقت ذاته، وهي أننا أمة تصنع مجدها وتبني عزها من خلال تكريمها للمعلم، الذي يسهم في صياغة مجتمع يحمل في جنباته مواكبة التطور وصناعة المستقبل. وتتوالى الرسائل الواحدة تلو الأخرى، عندما يستقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، اللجنة المنظمة للمنتدى «منتدى قدوة»، هؤلاء من يعملون في صمت ومن وراء الكواليس في حرص ودقة، يستقبلون ضيوفهم الذين تقاطروا من أرجاء المعمورة رسل الإنسانية، يضعونهم في حدقات العيون لأنهم يستحقون ذلك، ولأنهم ضيوف الإمارات.

استقبلهم سموه رغم انشغالاته الجمة، إلا أنه حرص بأن يلتقيهم ليقول لهم شكراً أبناء الإمارات على ما بذلتموه من جهود عظيمة، ليدرك العالم أن مجتمع القدوة يترجم القول بالفعل، ويمضي في تحقيق غاياته بخطوات الواثق نحو ذرى المجد.

وعندما يستقبل سموه أبناء الشهداء المتفوقين دراسياً، ليقول لهم شكراً على التميز، شكراً على العطاء، شكراً على الوفاء، شكراً على الولاء والانتماء، هذه كلها رسائل تدعونا إلى أن نفتخر بوجود قائد يحمل كل هذه الصفات الاستثنائية، قائد ملهم فذ.

ويبقى دورنا نحن عامة أفراد المجتمع لنأخذ زمام المبادرة، ونمضي حثيثاً في تنفيذ الموجهات، وتطبيق السياسات الرامية إلى خلق مجتمع القوة.

بداية تكريم المعلم من خلال إيصال الرسائل المطلوبة للأبناء، لتقدير دور المعلم وتوقيره واستيعاب كل ما يقول، سواء في مجال التربية أو حقل التعلم، وهما وجهان لعملة واحدة عنوانها مجتمع القدوة، لأننا إن فعلنا ذلك سوف نضمن جودة مخرجات التعليم في نجاح مختلف شرائح المجتمع كل في مجاله، سوف نضمن الطبيب الحريص على مرضاه، والمعلم الغيور على طلابه، والمهندس الذي يهندس أخلاقه قبل مشروعاته، والإعلامي البصير بواجباته، والأم المدركة لدورها، وهكذا قس على ذلك، ليصبح مجتمع القدوة الإماراتي النموذج العالمي الذي يحتذى.

مستشار تربوي

تويتر