نقطة حبر

الإمارات مصنع القادة ووطن السعادة

الفرق كبير بين الإدارة والقيادة، فالإدارة تعني تعليمات وأوامر أو قرارات، ولها نظام عمل محدد مسبقاً وقد تتضمن أحياناً الروتين، والانغلاق، والفوقية، والصرامة، وغير ذلك من مظاهر الضبط، وبالتالي فهي تتمركز على الأبدان والطاقات العضلية في الغالب، كما أنها تتعامل مع البشر كموارد مماثلة للموارد المادية.

الإمارات دولة واضحة المعالم من حيث الرؤية الطموحة والقيادة المبدعة، والإدارة الناجحة والتخطيط السليم.

بينما القيادة تختلف عن ذلك لأنها تعني إدارة البنية الهيكلية المتكاملة، والتفاعل بين أقسامها وعناصرها روحياً وعاطفياً وفكرياً لتحقيق الأهداف المرسومة، آخذة في الاعتبار واقعها والبيئة المحيطة بها ورضا أفرادها العاملين فيها، وأولئك الذين يقفون خارجها من الذين ينظرون إليها بعين الاعتبار والتقدير. وبالتالي فهي تعطي الأولوية للعنصر البشري وتتمحور حول الفكر والطاقة الروحية للأفراد والتعاون والمحبة المتبادلة بين الجميع وتضع الإنسان في رتبة أعلى بكثير عن الموارد المادية.

لذلك، فإن أي تجمع بشري يحتاج من أجل دوام سير عمله وبقائه آمناً وسعيداً إلى قيادة، أكثر من حاجته إلى الإدارة، لأن طموحات الإنسان قد لا يلبيها المدير بل يلبيها القائد الذي يسير بالأعمال وينشطها ويطورها باستمرار.

وقد منَّ الله علينا في دولة الإمارات العربية بقادة مبدعين قادرين على استشراف المستقبل.

لقد أكرم الله الإمارات برجال تميزوا بصلابة العزيمة وقوة الإرادة وحسن النوايا وصدق القول والعمل، فجاءت الثمار الطيبة التي يجنيها المجتمع اليوم نتاجاً لغرس أولئك الرجال ومن سار على دربهم من بعدهم، فاستطاعت قيادتنا الوطنية الرشيدة أن تضع بصمتها على الخريطة العالمية، من خلال وضوح استراتيجيتها التي تعد متنوعة المعالم في الاقتصاد والسياسة وتنمية المجتمع.

الإمارات دولة واضحة المعالم من حيث الرؤية الطموحة والقيادة المبدعة، والإدارة الناجحة والتخطيط السليم، الأمر الذي جعلها في فترة قياسية تصل إلى مستوى عالٍ في التأثير على المستوى الدولي، واستحداث نموذج متفرد وخاص بها في مجال القيادة، يضاف إلى ذلك أنه على صعيد الأفراد فقد بدأت مرحلة النضج منذ فترة، حيث تأثر أبناء الإمارات بقيادتهم التي اختارت أن يكون رهانها على الإنسان، من خلال الاستثمار في التعليم النوعي وتربية أبنائنا على حب العلم، وغرس القيم الفاضلة والمواطنة الإيجابية في نفوسهم منذ لحظة تشكل وعيهم، ليكون كل مواطن إماراتي فاعلاً وصانعاً لتاريخه الشخصي والوطني، قادراً على تحمل متطلبات المستقبل ومشاركاً مع العالم بإيجابية.

حفظ الله الإمارات قيادةً وشعباً، وزادها علواً ورِفعةً.

أمين عام جائزة خليفة التربوية

تويتر