تربويون يطالبون بتوجيه الطلبة إلى مجالات العلوم والزراعة والتمريض والتربية

95 % من المتفوقين يختارون الطب والهندسة

جامعات تنظم معارض إرشاد لتعريف الطلبة بتخصصات مطروحة ويحتاجها سوق العمل. أرشيفية

كشفت اختيارات أوائل الصف الثاني عشر على مستوى الدولة، أن «أكثر من 95% منهم قرروا الالتحاق بكليات الطب والهندسة فقط»، فيما أشار معلمون ومرشدون أكاديميون، إلى أن «النظرة التقليدية في رغبة الأهل لاتزال تسيطر على اختيارات الطلبة في الدراسة الجامعية».

الإرشاد الوظيفي

أكّد مجلس أبوظبي للتعليم على موقعه الإلكتروني حرصه على تعريف الطلبة وأعضاء الهيئات التدريسية والمعلمين بنظام الإرشاد الوظيفي، وكيفية التواصل مع مستشاريه، مشيراً إلى أن «الطلبة الذين لديهم الدافع نحو دراسة تخصص في مجال ما، فإنهم بلا شك سيفعلون أقصى ما في وسعهم لتحقيق النجاح في هذا المجال، وعلينا أن نعمل معاً لمساعدة الطلبة على تحقيق طموحاتهم وأهدافهم، وبالتالي إعداد كوادر بشرية تتميز بالطموح وحب العمل.

وتفصيلاً، انحصرت اختيارات الطلبة الأوائل على مستوى ثانوية وزارة التربية والتعليم، وثانوية مجلس أبوظبي للتعليم، بين تخصصي الطب والهندسة، حيث أجمع الطلبة على هذين التخصصين فقط، وأكد الطلبة الأوائل: روضة أيمن محمد العوضي، وسعيد عبدالله عوض الكعبي، وعبدالله علي سالم خميس السعدي، وأحمد حسن رجب، ومحمود خالد محمد، وقيس العزام، ومحمد جاسم حنى، نيتهم دراسة تخصص الطب، فيما اختار الطلبة الأوائل: خليفة محمد عبدالكريم، ويوسف علي السعد، وبشار عبدالله المرزوقي، وعفراء محمود سعيد سالم، ولطيفة راشد جمعة النعيمي، وليلى خنفر، وخديجة الصريدي، ورحمة محمد العامري، دراسة الهندسة.

فيما أكد معلمون اختصاصيون إرشاد أكاديمي ووظيفي بمدارس حكومية وخاصة: محمد طه، وعلياء نسيم، وأيمن السعدي، وخالد صفوت، وعماد سعد، أن «تخصصات الطب والهندسة التقليدية ليست هي التخصصات الوحيدة التي تحتاجها الدولة، خصوصاً أن الأعوام السابقة شهدت إقبالاً من الطلبة عليها»، لافتين إلى أن «الدولة تحتاج إلى تخصصات أخرى لا تقل أهمية عن الطب والهندسة، منها: العلوم والزراعة والفنون والطب البيطري والاقتصاد والإحصاء وإدارة البيانات والمحاسبة، وتدريس المواد العلمية، والكمبيوتر والتصميم، وتكنولوجيا المعلومات والسياحة والفندقة».

وقالوا: «نسب المواطنين في تخصصات حيوية قليلة للغاية، رغم اهتمام الدولة بهذه التخصصات والتوسع فيها»، مشيرين إلى أن «التمسك بالاختيار وفقاً لمجموع الدرجات لايزال يسيطر على تفكير معظم الطلبة وذويهم، وهو ما يعكس اختيار الأوائل لتخصصي الطب والهندسة فقط».

وأضافوا: «يجب على الطالب عند اختيار تخصصه الجامعي - الذي سيحدد له مساره المستقبلي - أن يركز على محورين أساسيين فقط في تلك المرحلة، الأول اكتشاف ميوله الخاصة والجوانب التي تميزه والمهارات الشخصية، حتى يختار تخصص يستطيع من خلاله أن يبدع ويتميز، ويكون متوافقاً مع إمكاناته وقدراته الشخصية»، مشيرين إلى أن «المحور الثاني الذي يجب النظر إليه عند اختيار التخصص الجامعي، هو مراعاة متطلبات سوق العمل، ومدى احتياجها لهذا التخصص حالياً ومستقبلاً».

وشددوا على ضرورة التوفيق بين قدرات الطلبة وميولهم الشخصية ومتطلبات سوق العمل، أثناء التفكير في الالتحاق بأي تخصص جامعي، وألا تكون هناك ضغوط تفرض من قبل ذوي الطلبة على أبنائهم، وأن يقتصر دور الأهل على توجيه اهتمامات وقدرات وميول أبنائهم بالاتجاه الصحيح، ومساعدتهم على التواصل مع الجامعات واستشارة المختصين في الإرشاد الوظيفي، سواء في المدارس أو الجامعات، حتى يكونوا بمنأى عن سوء الاختيار.

من جانبهم، أكد ممثلوا القبول في عدد من الجامعات: بيتر حليم، ومياد ناجي، ماجدة الزياني، ومنذر سليمان، أن «معظم جامعات الدولة الحكومية والخاصة تنظم معارض إرشاد أكاديمي، تستضيف خلالها طلبة المدارس، لتعريفهم بالتخصصات المطروحة التي تحتاجها سوق العمل، والفرص الوظيفية المستقبلية لهذه التخصصات، إضافة إلى المتطلبات الدراسية التي يجب توافرها للالتحاق بكل مساق دراسي»، مشيرين إلى أن «معظم طلبة المرحلة الثانوية ليس لديهم رؤية واضحة بشأن التخصصات الدراسية في الجامعات، وتعتمد اختيارات تخصصاتهم الدراسية غالباً على الزملاء الأكبر سناً، ونصيحة الأهل، أو أحلام الصغر بأن يكون طبيباً أو مهندساً أو غيرهما من المهن، دون أن تكون لديه صورة واضحة عن طبيعة التخصص الدراسي الذي اختاره، إضافة إلى اختيار تخصص بناءً على وظيفة أحد الوالدين أو الأقارب».

تويتر