ضمن مبادرة لـ «بيئة أبوظبي» و«مجلس التعليم»

برامج مدرسية لترشيد المياه والكهرباء وتدوير النفايات

طلبة المدارس خلال عرض نماذج مصغرة من المشروعات خلال مؤتمر الأندية البيئية. أرشيفية

عرضت مدارس حكومية وخاصة في أبوظبي نماذج، خلال مؤتمر الأندية البيئية الذي عقد أخيراً، برامج وطرقاً جديدة في الري تقلل استهلاك المياه، ومشروعاً لخفض استهلاك الطاقة في المناطق السكنية، وزيادة المسطحات الخضراء بطرق مستدامة، وتدوير النفايات. جاء ذلك ضمن مبادرة المدارس المستدامة التي تنفذها هيئة البيئة في أبوظبي، ومجلس أبوظبي للتعليم.

مناهج مستدامة

أكد مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور علي النعيمي، أن المجلس يعمل بشكل مستمر على مواصلة عمل الشباب الدؤوب في تحقيق الاستدامة البيئية، ونشر ثقافة الوعي البيئي وتحقيق مبادئ التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن «الأمر لن يتحقق إلا من خلال توفير بيئة مدرسية مثالية لتحفيز هذه الثقافة وربط المناهج العلمية بمفاهيم الاستدامة البيئية في مختلف المراحل الدراسية، فضلاً عن تعزيز الشراكات مع الجهات الحكومية تحقيقاً لهذه الأهداف».

وأشار إلى أن المجلس، بالتعاون مع هيئة البيئة، نجح عبر مبادرة المدارس المستدامة في تحقيق إنجازات كان لها عظيم الأثر في تطبيق الاستدامة البيئية.

وتفصيلاً، نفذ فريق النادي البيئي في مدرسة انترناشيونال كوميونتي الخاصة، حملة توعية بيئية أسهمت في خفض معدلات استهلاك الطاقة الكهربائية في المنازل المحيطة بالمدرسة. وزار الفريق هذه المنازل، وتم التركيز على أنواع النباتات المزروعة فيها، وكمية استهلاك الطاقة الكهربائية، وتم تحليل هذه البيانات ومناقشتها مع أصحاب المنازل وإرشادهم إلى طرق الترشيد.

وقال الطلاب المشاركون في المشروع، إنهم أجروا زيارات أخرى إلى المنازل ذاتها بعد فترة، ووجدوا أن سبعة منها التزمت بخفض استهلاك الكهرباء، وغير أصحابها نظام الإضاءة بأخرى ذات معدل استهلاك أقل، كما زادت 10 منازل الرقعة الخضراء من خلال زرع نباتات مناسبة قدمها الطلاب لهم للمساعدة على إنشاء بيئة أكثر استدامة، مشيرين إلى أنهم نجحوا أيضاً في خفض استهلاك زجاجات المياه داخل المدرسة من 144 زجاجة يومياً إلى 98.

فيما ابتكر فريق النادي البيئي في مدرسة الفوعة طريقة جديدة في الري، تُعرف بـ«الري بالأنابيب المسامية» بدلاً من نظام الري بالتنقيط، وتتميز هذه الطريقة بوضع الأنابيب تحت الأرض وليس فوقها كما هي الحال في الري بالتنقيط، ونجحت هذه الطريقة في زيادة المساحات الخضراء داخل المدرسة بنسبة 16%، كما انخفضت كمية المياه المستهلكة بنسبة 75%، في حين كان نظام الري بالتنقيط يستهلك 32.4 لتراً في الساعة، في حين لا يستهلك نظام الري بالأنابيب المسامية سوى 8.4 لترات في الساعة.

واستطاعت المدرسة نقل خبراتها إلى المزارع المحيطة بها، حيث تمكنت من زيادة الوعي لدى ملاك المزارع بالتحول من استخدام أنابيب الري بالتنقيط إلى استخدام الأنابيب المسامية، ووصل عدد المزارع التي طبقت هذه التقنية المتميزة إلى 12 مزرعة.

إلى ذلك، نفذ فريق النادي البيئي في مدرسة أبوظبي، برنامج توعية لأسر طلبة المدرسة، لتشجيعهم على استخدام وسائل نقل جماعية للتخفيف من حدة التلوث وتجاوبت معهم 32 أسرة اصبحت تستخدم سيارة واحدة لنقل مجموعة من الطلبة بدلاً من نقلهم كل منهم على حدة، إضافة إلى تنفيذ حملة توعية لسائقي الحافلات والسيارات الخاصة بأهمية إطفاء محركات السيارات أثناء فترة الانتظار.

كما نفذ طلبة النادي البيئي في مدرسة الخمائل، مشروعاً داخلياً بعنوان: «بصمتي هنا»، نظموا من خلاله حملة لترشيد استهلاك الماء والكهرباء، تضمّنت متابعة قراءة عداد المياه والكهرباء في المدرسة، وتخصيص أحواض لتجميع مياه الوضوء واستخدامها في الزراعة، ونجحت الحملة خلال شهرين من تنفيذها في خفض استهلاك الكهرباء بمعدل 36%، كما تمكن المشروع من غرس مفهوم الاستدامة بين أفراد المجتمع المدرسي، وتشجيع الابتكار في مجال المساهمة في حل القضايا البيئية.

ونفذت مدرسة الريادة المشرقة، مشروعاً خاصاً بإدارة النفايات وتعزيز ممارسات إدارة النفايات بالمدرسة والمجتمع المحيط بها (منطقة مصفح)، وعمل الطلاب المشاركون في المشروع على فصل وتدوير النفايات المدرسية من ورق وبلاستيك ومعدن، وإعادة تدويرها، كما نجحوا في التواصل مع نحو 500 عائلة من المنطقة السكنية المحيطة وتوعيتهم، وجمع 1080 كيلوغراماً من النفايات الإلكترونية، التي من الصعب على المنازل إعادة تدويرها وإرسالها إلى شركة متخصصة في هذا المجال.

تويتر