نقطة حبر

العمل الإنساني وصناعة الخير

إن مفهوم الإنسانية والعمل الإنساني، هو مفهوم ضارب في التاريخ، وقديم قدم الوجود الإنساني، ومع كل رسالة سماوية تتجدد الدعوة إلى الرحمة والعطاء والمبادئ الإنسانية وخدمة الإنسان لأخيه الإنسان. ونحن كمجتمع عربي إسلامي، ننهل هذه المبادئ من مَعين ديننا الحنيف، وكمجتمع إماراتي نشأنا على قيم التسامح والخير والعطاء، ونراهن اليوم على عمل الخير، كرسالة خالدة للإنسانية.

نشأنا على قيم التسامح والخير والعطاء، ونراهن اليوم على عمل الخير، كرسالة خالدة للإنسانية.

وقد أكدت الدولة، ومن خلال سنوات العطاء وخبرتها الطويلة في مجال العمل الإنساني، أهمية العمل بشكل مؤسسي ومخطط له في عمل الخير، لأنه إذا أردنا أن يؤتي هذا العمل ثماره، فلابد من التعامل معه كصناعة يُخطط لها، وتُجرى له البحوث والدراسات، وتُسخر له الجهود والإمكانات، لتحقيق الاستدامة للعمل الخيري والديمومة للنتائج.

وكأي صناعة، هناك عناصر أساسية لابد من توافرها، تشمل الموارد ورأس المال، فهي أيضاً بحاجة إلى الموارد البشرية، التي تقوم بالعمل وتديره بالشكل الأمثل، وبما أن لهذه الصناعة خصوصيتها فهي بحاجة إلى دوافع ومقومات، أولها النيّة الطيبة، والرغبة الصادقة في العطاء، ومحبة مساعدة الآخرين، ثم المبادرة والإقدام على عمل الخير بوعي وإدراك كاملين للصعوبات، والاستعداد لتحمل المخاطر وبذل الغالي والنفيس، وبذل الأرواح لفعل الخير وخدمة الإنسانية .

ولتأمين الاستدامة لهذه الصناعة، لابد من غرس مبادئها ومقوماتها في نفوس الأجيال القادمة، وتعزيز مفهومها، واستخدام معارفهم وقدراتهم في عمل الخير، وجعل العمل التطوعي لديهم سلوكاً للحياة.

ولابد من تضافر الجهود بين البيت والمدرسة، بالتنسيق بين المعلم وولي الأمر، وإيجاد برامج وأنشطة يقوم فيها الطالب بعمل أعمال تطوعية، يكتسب منها المعرفة، ويصقل مهاراته، ويخدم مجتمعه وكل من حوله، ويسهم في بناء وطنه.

إن وضع العمل التطوعي كمعيار لهذه الأنشطة، يعزز هذه القيم، ويُعوِّد أبناءنا على أخذ الجانب الإنساني بعين الاعتبار في كل أعمالهم وقراراتهم، كما أنه سيكون الدافع للإبداع والإخلاص في العمل وإسعاد الآخرين، ما يدفع لتقديم الأفضل، وتحسين الأداء في العمل، والسعي في تقديم خدمات ذات جودة عالية، تتحقق معها استمرارية النمو والرخاء الاقتصادي والرفاه الاجتماعي.

خبيرة شؤون تعليم

تويتر