رؤية محمد بن زايد تضع الأسس لتعليم عصري يواكب طموح الإمارات

نظم "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيّة"، اليوم، ندوة علمية متخصصة تحت عنوان "محمد بن زايد والتعليم"، شارك فيها نخبة من المسؤولين والخبراء والمتخصّصين بمجال التربية والتعليم، تناولت أربعة محاور رئيسية، شملت رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للتعليم، وجهود ومبادرات سموه لتطوير التعليم، والابتكار ومستقبل التعليم، بالإضافة إلى التعليم وتطور المجتمع والدولة في فكر سموه.

وتفصيلاً أكد مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الدكتور جمال سند السويدي، أهمية هذه الندوة التي تتناول الرؤية الثاقبة والدور الجليل والإسهامات الثرية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في تطوير المسيرة التعليميّة في وطننا الغالي، دولة الإمارات العربية المتحدة، ورفدها بالمزيد من الأفكار المبتكرة والخلاقة، بما يصبّ في تعزيز دور المنظومة التعليمية في دفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة بمختلف أبعادها، ورسم ملامح المستقبل المشرق الذي ينتظر دولتنا الحبيبة والأجيال الإماراتية المتعاقبة.

وأكد وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، أن اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالتعليم ترجع إلى أنه عايش الأب والقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونهل من مدرسته الإنسانية التي كان لها عظيم الأثر في صقل شخصيته، وفي حرصه على تطوير منظومة التعليم في الدولة.

وأشار الحمادي، إلى أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للتعليم تتميز بسمات عدة، تتضمن سمات إنسانية تنطلق من أن التعليم حق سامٍ لجميع البشر، وأن التعليم يمثل الحل الأمثل لمواجهة التحديات الفكرية والثقافية والتصدي للتيارات الظلامية التي تهدد المنطقة والعالم، بالإضافة إلى أن التعليم حق للجميع، إذ تكفل دولة الإمارات العربية المتحدة، التعليم للجميع وتضمن جودته في جميع أنحاء الدولة، وهذا هو جوهر شعار (البيت متوحد).

وقال "تتضمن باقي سمات رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للتعليم، الاستثمار في رعاية الشباب وتنمية مهارات الجيل الجيد بفكر جديد ومتطور، وتطوير التعليم ليواكب مسيرة التطور في مختلف القطاعات والمجالات التنموية، بالإضافة إلى رؤية سموه على تطوير التعليم الفني، والاهتمام بالمعلم بوصفه المحور الرئيسي في تطوير العملية التعليمية، و الاهتمام بالأخلاق باعتبارها مكملة للعملية التعليمية، ولهذا أطلق سموه مبادرة التربية الأخلاقية التي تستهدف ترسيخ القيم الإيجابية في صفوف الطلاب، وتنشئتهم على قيم الولاء والانتماء إلى الوطن.
 
فيما اشار مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور علي النعيمي، إلى أن التربية والتعليم يتربعان على رأس أولويات اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سواء كان التعليم العام أو التعليم الخاص؛ وذلك للوصول إلى مصاف المقاييس العالمية، مشيراً إلى أن سموه يؤكد في خضم هذا الإقبال على تطوير التعليم وتحديثه، أن ديمومة الدول مرهونة بمدى محافظتها على القيم والمبادئ، وهذا ما حدا بسموه إلى أن يوعز بإطلاق مادة "التربية الأخلاقية" في المناهج والمقررات الدراسية.

من جانبه أكد مدير مجمع كليات التقنية العليا، الدكتور عبداللطيف الشامسي، أن كليات التقنية نفذت نقلة نوعية تواكب تطلعات قيادتنا المستقبلية، وجوهر الاستراتيجية الجديدة للكليات هو تحقيق  "الاستثمار الصحيح في مواردنا البشرية" وتمكين طلابنا من العلوم والمعارف ومهارات القرن ال21 والخبرات الاحترافية في التخصصات والمجالات التي تحتاجها الدولة لمرحلة ما بعد النفط وبناء الاقتصاد المعرفي، وان يكون لدينا الطالب المبتكر والمبدع من مراحل الدراسة.

وقال "في ظل الرؤى والتحديات أطلقت كليات التقنية مفهوم جديد يسمى "التعليم الهجين" وهو النموذج التعليمي المطور للكليات ، وتمكن الفلسفة التعليمية في هذا النموذج من الجمع  بين التعليم الأكاديمي والمهني والمهارات الوظيفية ، والتميز في الجانب التطبيقي في النموذج يأتي من كونه لا يقتصر على تحويل المادة العلمية لتطبيق عملي في المختبرات والمعامل فقط، بل ربط التطبيق بالشهادات المهنية المتعلقة بالتخصص وبمهارات سوق العمل الفعلية، ليتخرج الطالب وهو يحمل شهادة أكاديمية وأخرى مهنية، تقدمه لسوق العمل كقيمة بشرية وظيفية متميزة تتنافس عليها قطاعات العمل المختلفة لجاهزيتها للإنتاج والابداع.

فيما تطرق مدير جامعة خليفة، الدكتور عارف سلطان الحمادي، إلى رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للتعليم العالي والجامعات، حيث عملت الدولة وفق رؤيته على استقطاب الجامعات العالمية، مشيراً إلى حرص سموه على رفع أعداد الطلبة الملتحقين في برامج الدراسات العليا في المعهد البترولي وجامعة خليفة ومعهد مصدر، ومن هنا كانت مبادرة "بحوث" التي تضمنت برامج الماجستير والدكتوراه، حيث وصل عدد الملتحقين بالبرنامجين إلى 999 طالباً وطالبة.

وأكد مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، مبارك الشامسي، على أن سموه قد وضع خطة طريق واضحة المعالم ليس فقط للتعليم، ولكن لجميع مؤسسات الدولة؛ مشيراً إلى أن التعليم الفني والتقني في الدولة بدأ في السبعينيات، وقد مر بمراحل عدة، ولكن نقطة التحول كانت في عام 2005 بقرار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، بإنشاء معهد التكنولوجيا التطبيقية، وجاء التغيير الجذري مع إنشاء معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني في عام 2007، حيث أتاح فرصة التعليم لجميع أبناء وبنات الدولة.

فيما اشار مدير جامعة محمد الخامس في أبوظبي، والمستشار الديني في ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، المستشار الدكتور فاروق حمادة ، إلى أن فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، في التعليم ورؤيته له يقومان على سبعة أسس، تشمل ارتباطه بالمجتمع وتطوره، والتكامل والتوازن، وتقوية البناء الاجتماعي، وخلاصة الخبرة الإنسانية واختصار الزمن، وأن التعليم يمثل سياج القيم والأخلاق، والإبداع وإنتاج المعرفة، بالإضافة إلى أن سموه يرى حاضر الوطن والدولة اليوم مرحلة متطورة سائرة إلى المستقبل، والتعليم هو الذي يصنع هذا المستقبل، والرهان الحقيقي عنده هو الاستثمار في التعليم ومخرجاته لإنتاج كوادر بشرية قادرة على قيادة المستقبل متمكنة منه وراسخة في قيادتها.

 

تويتر