نقطة حبر

التربية الأخلاقية استشراف للمستقبل

العلم والأخلاق هما ركائز المجتمعات وعناصر نهضة الأمم والشعوب، فالعلم يبني الأفراد والمجتمعات، ويسهل لهم أمور حياتهم، والأخلاق تحصن الفرد، وتقوي المجتمعات، وتحميها، فالعلاقة بين العلم والأخلاق علاقة تكاملية، فلا علم له أثر طيب بدون أخلاق، ولا أخلاق صحيحة من غير علم يبصر ويرشد.

•قيادة التغيير واستشراف المستقبل يستوجبان أن نتعايش مع طلابنا.

من هنا تأتي أهمية مبادرة «التربية الأخلاقية» لدعم المناهج الدراسية، التي أطلقها ديوان ولي عهد أبوظبي، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبالتعاون مع المؤسسات التعليمية، مبادرة سيبدأ العمل بها وإدراجها ضمن المناهج والمقررات الدراسية بدءاً من يناير المقبل.

إن إقرار مادة للتربية الاخلاقية ضمن مقررات أبنائنا الدراسية من شأنه أن يعزز القيم المجتمعية الأصيلة الواجب تكريسها في عقولهم ونفوسهم، خاصة أن المبادرة تأتي في وقت شديد الخصوصية وستعمل على الارتقاء بفكر ابنائنا، ووعيهم، فضلاً عن النهوض بمداركهم، وتكريس القيم والأخلاقيات، والمبادئ السليمة لديهم. إن قيادة التغيير واستشراف المستقبل يستوجبان أن نتعايش مع طلابنا، ومع التغييرات الحاصلة والمستقبلية، ونعمل على تفهمها، وإعداد الوسائل المختلفة، والبدائل للاستفادة من الإمكانات المتاحة، ونترجم رؤى قيادتنا الحكيمة إلى واقع مدروس، لذلك من الضرورة أن تبقى الأخلاق راسخة في العقل والفكر والأدب. وقد جاءت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال جلسة الاعتماد المبدئي لتطبيق منهج «التربية الأخلاقية» في مدارس الدولة، والتي أكد فيها على أن أمانة تربية أبنائنا، وتعليمهم، وما يحملونه من قيم وأخلاقيات، هي التي تحدد معالم قيم مجتمعنا في المستقبل، ومكانة وموقع بلادنا على خارطة التنافسية الدولية، لتعكس اعتزاز دولة الإمارات العربية المتحدة بهويتها، وأصالتها العريقة، المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، والموروث الثقافي لآبائنا وعادات وتقاليد أجدادنا، بما تجسده من قيم إنسانية وأخلاقية نبيلة، وسلوكيات حضارية رفيعة.

إن حضور سموه شخصياً لتدشين هذه المبادرة هو رسالة لنا جميعاً كتربويين وللأسر وأولياء الأمور والطلبة، تترجم مكانة الأخلاق والقيم في فكر ووجدان سموه، بل إن كلمات سموه خلال الاطلاع على القواعد الأساسية للمبادرة ستظل نبراساً نهتدي به، فهذه هي دولة الإمارات التي عهدها العالم منارة للقيم ومركزاً للإبداع الفكري والحضاري، وذلك هو غرس زايد وثماره اليانعة.

حفظ الله الوطن وقيادتنا الرشيدة، ودمتِ ذخراً دولتنا الحبيبة.

*أمين عام جائزة خليفة التربوية

تويتر