«التخصص غير المطلوب» سبب بطالة 20% من المواطنين العاطلين

صورة

أفاد المدير التنفيذي لبرنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية، عيسى الملا، بأن الإحصاءات تشير إلى أن 20% من المواطنين العاطلين عن العمل كان اختيار التخصص الخاطئ غير المطلوب في سوق العمل سبباً رئيساً في تعطّلهم.

ولفت إلى أن النظام التعليمي لا يساعد الطالب على اختيار تخصصه، نظراً لغياب الإرشاد المهني في معظم المؤسسات التعليمية. وكمسؤول متخصص في الموارد البشرية نصح الملا الطالب بأن يختار التخصص الذي يضمن له وظيفة في المستقبل، يستطيع أن يعيش من خلالها، وجعل الميول الشخصية في المرتبة الثانية للاختيار.

وحدد ركائز أساسية يجب أن يعتمد عليها خريجو الثانوية العامة قبل الالتحاق بالتخصص الجامعي، تتمثل في ضرورة الاستعانة بمرشد أكاديمي مهني للحصول على معلومات وافية، تمكنهم من التعرف إلى احتياجات سوق العمل، ومن ثم التركيز على التخصصات التي تحتاجها السوق خلال السنوات المقبلة.

الخطة الوطنية للابتكار

طالب المدير العام لمجمع دبي للمعرفة ومدينة دبي الأكاديمية العالمية، التابعة لمجموعة «تيكوم»، محمد عبدالله، خريجي الثانوية العامة بالاطلاع على خطة الدولة الوطنية للابتكار، وأجندتها الخاصة بمجالات الأعمال والاقتصاد، ومن ثم اختيار التخصص الذي يخدم هذا التوجه، مثل مجال الطاقة وعلوم الفضاء.

ولفت إلى أن المجتمع المحلي مازال يعاني ثقافة إملاء الرغبات وفرضها، في بعض الأحيان، من قبل الأهل والأصدقاء.


مبادرة «شورَك»

أطلقت وزارة التربية والتعليم لشؤون التعليم العالي، مبادرة «شورك»، الهادفة إلى التوجيه والإرشاد الأكاديمي المبكر لطلبة المدارس، من خلال منصات ومواقع التواصل الاجتماعية، حيث تعمل المبادرة على نقل تجارب وقصص نجاح الطلبة المبتعثين والمتميزين في الخارج للطلبة في دولة الإمارات، عن طريق مواد مرئية على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف التعرف إلى هذه القصص وإلى التخصصات التي يحتاجها سوق العمل خلال السنوات المقبلة، كتخصص علوم الفضاء والاستدامة والطاقة النووية وريادة الأعمال والابتكار، وغيرها من التخصصات المهمة.

وأوضحت الوزارة على موقعها الالكتروني، أن «المبادرة تأتي كأحد مخرجات الزيارات الميدانية التي قام بها وزير الدولة لشؤون التعليم العالي، الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، في الفترة الماضية، حيث استمع لملاحظات الطلبة وآرائهم، وتوجههم الدراسي خلال المستقبل، ولاحظ خلالها أن معظم طلاب مرحلة الثانوية العامة لم يحددوا حتى توجهاتهم الأكاديمية المستقبلية».


اختيارات عشوائية

أكّد المعلمون يوسف حمدي، ومحمد ناصف، ومنار حسن، وخولة سليمان، أن معظم طلبة المرحلة الثانوية ليست لديهم رؤية واضحة بشأن التخصصات الدراسية في الجامعات، موضحين أن اختيار الطالب لتخصصه الدراسي غالباً ما يكون عشوائياً، يعتمد في الغالب على الزملاء الأكبر سناً، ونصيحة الأهل، أو أحلام الصغر بأن يكون طبيباً أو مهندساً أو غيرهما من المهن، من دون أن تكون لديه صورة واضحة عن طبيعة التخصص الدراسي الذي اختاره، إضافة إلى اختيار تخصص أحد الوالدين أو الأقارب.

واختيار الجامعات والكليات المناسبة، التي ستحدث تأثيراً أساسياً في مستقبلهم الوظيفي والمهني. كما يجب عليهم أيضاً الاعتماد على ميولهم الشخصية، حتى يتعلموا ويعملوا في مجال يحبونه.

ودعا الملا الطلبة إلى الابتعاد عن الانسياق وراء ظاهرة الإرشاد التي يتبادلها الطلبة بين بعضهم بعضاً، وعدم التأثر بها أثناء التفكير في تحديد الخطوة الأولى في المستقبل، ناصحاً الطلاب بالتخصصات الفنية التي تحتاج سوق العمل إلى أعداد كبيرة من المختصين فيها.

خطوات اختيار التخصص

طالب مجلس أبوظبي للتعليم، الطلبة عند اختيار تخصص رئيس استكشاف أولاً اهتماماتهم، والمهارات الحقيقية التي يمتلكونها، ونمط شخصيتهم، وميولهم واهتماماتهم، ومستوى طموحهم، واستكشاف مدى تطابق المجالات الوظيفية مع المواصفات العامة الخاصة بكل شخص.

وحدد المجلس، من خلال مرشد التخصص الأكاديمي، مجموعة من النصائح والخطوات التي يجب أن يتبعها الطلبة قبل الاستقرار على التخصص الجامعي والالتحاق به.

أولى هذه الخطوات مقارنة خصائص التخصصات والمهن مع ما يمتلكه الطالب من مهارات وقدرات واستعدادات من أجل مطابقتها، ومن ثم العثور على أوجه التشابه والاختلاف.

وثانية الخطوات القراءة والاطلاع على هذه المهنة والتعرف الى كل جوانبها، وزيارة مواقع العمل والإنتاج التي تحتوي المهنة أو مجموعة المهن المرتبطة بهذا التخصص، والتحدث مع أشخاص آخرين ممن تخرجوا في هذه التخصصات، أو العاملين في هذه المهن.

والخطوة الثالثة هي محاولة التدريب أو العمل في وظيفة بدوام جزئي، ذات صلة بالمهنة والتخصص الذي تم اختياره.

وأخيراً، التحدث مع مستشار أكاديمي في مكتب الإرشاد الأكاديمي، ومناقشة المتطلبات الرئيسة لمجموعة متنوعة من التخصصات، للتعرف إلى الخيار الأفضل الذي يتناسب ومهارات كل شخص واهتماماته، من خلال وضع معايير تمكنهم في النهاية من اختيار التخصص والمهنة التي تتوافق وميولهم وقدراتهم.

وأكد المجلس أن القرار سيكون سليماً، وستزداد نسبة النجاح المستقبلية تبعاً للدقة والموضوعية في إعطاء هذه المعايير أوزاناً مناسبة من ناحية، والتقييم الحقيقي لها من ناحية أخرى.

تويتر