طالبوا بتطوير أساليب التدريس وتحديث البنية التحتية للمدارس

علماء إماراتيون: إعادة صياغة المناهج ودعم البحث العلمي ركيزتان لإعداد علماء

علماء طالبوا بتذليل العقبات التي تواجه الطلاب المبدعين في قطاعَي التعليمين العام والعالي. من المصدر

أجمع علماء إماراتيون على أن إعادة صياغة المناهج الدراسية، كمّاً ونوعاً، وتحديث البنية التحتية للمدارس، وتطوير أساليب التدريس، ودعم البحث العلمي، أهم خطوات إعداد علماء مواطنين، مطالبين بتذليل العقبات التي تواجه الطلاب المبدعين في قطاعي التعليمين العام والعالي، فيما دعت وكيلة قطاع العمليات المدرسية في وزارة التربية والتعليم، فوزية غريب، إلى إنشاء أكاديميات استثمارية لتبني المشروعات الطلابية، وتحويلها إلى منتجات يستفاد منها.

جاء ذلك في تصريحات صحافية خلال مشاركتهم في معرض «بالعلوم نفكر 2016»، الذي تنظمه مؤسسة الإمارات، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم.

وتفصيلاً، أكد البروفيسور المشارك في جامعة الإمارات، الدكتور علي النقبي، أن تغيير المناهج الدراسية، كماً ونوعاً، واستقطاع وقت محدد من اليوم الدراسي للإبداع والابتكار، إضافة إلى تحسين البيئة التعليمية، ورفع كفاءة البنية التحتية في المدارس الحكومية، أسباب رئيسة لتخريج علماء.

«بالعلوم نفكر»

ضم معرض «بالعلوم نفكر» 235 مشروعاً علمياً، شارك في إنجازها أكثر من 640 شاباً إماراتياً، حيث يهدف المعرض إلى تشجيع الشباب الإماراتي، من المدارس الحكومية والخاصة والجامعات، على المشاركة في مسابقة علمية مبتكرة على مستوى الدولة، وتشارك هذه المشروعات العلمية تحت إشراف 195 مشرفاً وموجهاً من خيرة المدرسين والموجهين العاملين في المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء دولة الإمارات.

وتضم لجنة تحكيم المسابقة أكثر من 60 خبيراً علمياً وأستاذاً جامعياً من جامعات ومؤسسات حكومية وخاصة، رائدة في قطاع العلوم والتكنولوجيا، حيث ستقوم اللجنة بمراجعة وتقييم المشروعات لاختيار الفائزين وإعلان النتائج، وذلك ضمن حفل خاص من المقرر إقامته في 24 مايو المقبل.

ويعد المعرض منصة لربط الشباب مع الخبراء من خلال عقد ورش عمل تحفيزية تركز على المجالات الرئيسة في التعليم والابتكار، وحلقات نقاش تتيح للمشاركين فرصة الاستماع إلى نصائح علماء إماراتيين.ويشمل المعرض أيضاً مجموعة واسعة من ورش العمل المبتكرة والتفاعلية، مثل «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ» من قبل مركز محمد بن راشد للفضاء، «زاوية ألف اختراع واختراع» لتسليط الضوء على اكتشافات العلماء المسلمين عبر القرون، وعرض العلوم التفاعلي، وعرض «فيزياء الطيران».

وذكر أن المناهج التي يدرسها الطلاب حالياً تحتاج إلى إعادة مراجعة، لتتناسب مع المستجدات العلمية وتوجهات الدولة، داعياً وزارة التربية والتعليم إلى العمل على إخراج الطلاب من نمط التفكير التقليدي، وحثهم على التفكير الإبداعي، والتركيز على العلوم التطبيقية.

ومن جانبه، قال مستشار الشؤون الأكاديمية والبحث العلمي في مؤسسة الجليلة، البروفيسور في كلية الطب جامعة الإمارات، سهام الدين كلداري، إن تخريج أجيال من العلماء المواطنين يتطلب تكاتف المؤسسات التعليمية وأولياء الأمور لتكاملية دورهما، وعدم إمكانية طرف واحد منهما أن يعمل بمفرده.

وأكد أن المناهج وأساليب تدريسها أهم ركيزتان لتنمية مهارات وقدرات الطلبة الإبداعية، إضافة إلى تطوير وتجويد أساليب التدريس ورفع كفاءة المعلمين.

بدوره، دعا أول عالم أغذية إماراتي معتمد، الدكتور يوسف السعدي، المدارس والجامعات إلى زيادة جرعة الجانب العملي في الدراسة، مؤكداً ضرورة استخدام التقنيات الذكية داخل الصفوف الدراسية، والتدريب على العمل اليدوي، والاكتشاف الذاتي الذي يعد الأهم في العملية التعليمية.

وقال إن توافر المختبرات والغرف الصناعية داخل المدارس، يضع الطالب وجهاً لوجه أمام بيئة مصغّرة من بيئة العمل، ويساعده على التعلّم بالممارسة والاختبار، وطالب المدارس بإبعاد الواجبات المنزلية وحصرها في المشروعات المصغرة.

ومن جانبها، أكدت رئيسة مركز أبحاث التكنولوجيا الحيوية في جامعة خليفة، الدكتورة حبيبة الصفار، ضرورة تبني المشروعات العلمية التي ينفذها الطلاب، والمطروحة في معرض «بالعلوم نفكر»، والعمل على خلق بيئة مناسبة للطلاب للإبداع في المؤسسات التعليمية، وغرس ثقافة الابتكار لديهم بما يتماشى مع توجهات الدولة.

من جهتها، دعت وكيلة قطاع العمليات المدرسية في وزارة التربية والتعليم، فوزية غريب، إلى إنشاء أكاديميات استثمارية لتبني المشروعات في المشاركة في المنتديات العلمية ومعارض الابتكار، وتحويلها إلى منتجات قائمة بذاتها.

وأكدت أن القيادة تتجه إلى تعزيز الجانب الصناعي في الدولة، الأمر الذي يعطي هذه الأكاديميات، في حال تأسيسها، أهمية كبيرة، من ناحية جذبها للطاقات الطلابية، ورعايتها لأفكارهم ومشروعاتهم.

وقالت إن وزارة التربية والتعليم تركز في خطتها على زيادة عدد الطلبة في الأقسام العلمية، من خلال إعادة الهيكلة الشاملة لخطة التعليم وإلغاء التشعيب، لافتة إلى أن المسارات العامة والمتقدمة ستدفع العديد من الطلاب إلى الانخراط في التخصصات العلمية، خصوصاً بوجود العديد من المشروعات الإثرائية والأدوات الذكية التي تسهم في تقديم المادة العلمية بأسلوب تفاعلي وجاذب.

وذكرت أن غياب الدعم المادي للأبحاث العلمية، يعد أكبر التحديات التي تواجه الطلاب المبدعين، ممن لديهم حافز وشغف بالتعلم.

تويتر