نقطة حبر

الاعتماد على النفس

دكتورة سميرة النعيمي

«الاعتماد على النفس» أو الاستقلالية وتحمل المسؤولية هو سلوك يكتسبه الإنسان منذ الصغر، وخلال مراحل عمره المختلفة، ويتفاوت بين البشر، حسب الخبرات الحياتية المكتسبة، والدعم الأسري والتربوي، الذي تلقاه الإنسان من الأسرة والمدرسة ومن حياته العملية.

•أولى الخطوات لتشجيع أبنائنا على الاعتماد على أنفسهم هي أن نكون نحن القدوة لهم.

فعندما يبدأ الطفل بالاعتماد على نفسه بشكل سليم للقيام بأمرٍ ما تزداد ثقته بنفسه، وتتطور مهاراته الاجتماعية والقيادية، كما أنه يبدأ بخط طريق لحياته والتفكير في مستقبله.

ويتساءل البعض: هل يحتاج الأبناء في سنهم المبكرة إلى الدعم والمساندة أكثر أم الاعتماد على النفس؟ هل أصبح الأبناء في هذه الأيام أكثر اعتماداً على آبائهم وأسرهم ومن حولهم؟ هل هناك مشكلة تتمثل في عدم ثقة الطفل بنفسه لأداء عمل معين؟ أم هي عدم ثقة من الآباء بقدرة أبنائهم على القيام بهذا العمل؟

وأياً كان السبب، فالأمر لا ينحصر في تقديم المساعدة إليهم بصورة مستمرة أو تزويدهم بمهارة معينة، بل لابد من التنبه والتخطيط لهذا الأمر بطريقة صحيحة، وأولى الخطوات لتشجيع أبنائنا على الاعتماد على أنفسهم هي أن نكون نحن القدوة لهم، ومن ثم إشراكهم في اتخاذ القرارات ومناقشتهم فيها، بحيث يتعلم الطفل أن هناك عواقب لكل قرار.

ولابد أن نبدأ نحن بالنظر في ما حولنا، وفي ما يقوم به ويمارسه أبناؤنا من مسؤوليات، وما مستويات هذه المهام، ومدى مناسبتها لأعمارهم وقدراتهم، ونوع التحديات التي تواجههم، ومن ثم علينا البحث في ما يمكن أن نُوكله إليهم من مهام حياتنا اليومية، وما الإرشادات المناسبة، وكيفية التدريب على هذه المهام، والمدة اللازمة لتحقيقها، مع اختيار الوقت المناسب لها، وهل هي كافية لترتقي بقدراتهم ومهاراتهم، أم أنها أقل أو أعلى من قدراتهم.

ولابد من أن نبدأ تدريجياً، وبشكل عملي وتدريبي سليم، مع انتقاء أفضل عبارات التشجيع والتحفيز، لضمان الاستمرارية وبناء الثقة بقدراتهم، والبدء بتدريبهم على مهارة الموازنة بين الرغبة في الاستقلالية والحاجة لمساعدة الآخرين، لأنها أحد أهم أسباب نجاحهم في الحياة.

فبذلك ننمي لديهم الاعتماد على النفس، الذي سيترتب عليه تعزيز مهارات التفكير والقيادة والتواصل، وغيرها من المهارات والمعارف التي ستفتح آفاقاً أوسع لبناء علاقاتٍ أفضل، وإتاحة فرص التعلم والتأهيل أمامهم ليكونوا بناةً لمستقبلٍ أفضل.

مديرة إدارة شؤون الطلبة في كلية التطوير التربوي

salnuaimi@ecae.ac.ae

تويتر